* لم يكن مستغرباً أن يتربع الحكم السعودي فهد المرداسي على عرش التحكيم في القارة الآسيوية، فهو منذ خطواته الأول في سلك التحكيم هناك ميزات وموهبة تؤكد أنه من الحكام الذين سيكون له شأن في المستقبل. صحيح أن هناك مباريات محلية لم يوفق في قيادتها وسجلت عليه بعض الاخطاء، لكن عندما يتم تحليل الأداء وتقويم مستوى الحكام السعوديين بشكل عام فسيكون هو الأفضل على الرغم من بعض المعوقات التي وضعت في طريقه من قبل زملاء له من داخل اللجنة اجبرته على الاعتزال قبل التراجع بضغط من المحبين له ولكرة القدم السعودية الذين يرون فيه صفات مختلفة إيجابية تدعم نجاحه. ما حققه إنجاز يجير لرياضة الوطن خصوصا وهو ثاني حكم سعودي للساحة بعد الدولي السابق عبدالرحمن الزيد ومساعدي الحكم علي الطريفي ومحمد حامد الذين حصلا على جائزة أفضل مساعد حقق هذا اللقب، ما يعني أنه اجتهد وطور نفسه واستثمر موهبته وسعى لهذا المنجز الذي يسجل للمرداسي بمداد من ذهب، متخطيا عقبة تدني عطاء لجنة الحكام في الداخل، والعوامل المحبطة داخلها التي تجعله لا يدين بأي فضل، ولا يرى المتابع لعمل اللجنة ومقوميها أي جهد يذكر ساهم في إنجاح هذا الحكم الذي حصل على اللقب من خلال تقويمه من مختصين تحكيميين في الاتحاد القاري، دونوا كل إيجابياته واكتشفوا في الاخير أنه الافضل بلا منازع مستوى ولياقة وإلماما بقانون اللعبة وتمركزا ومتابعة لكل الأخطاء بشهادة خبراء التحكيم الفعليين وليس المشجعيين الحصريين الذين تنطلق توجهاتهم واحكامهم من غوغاء البرامج الرياضية التي تستضيف كل من هب ودب ليحللوا ويفتوا في قانون اللعبة، وهو آخر من يفهم في هذا القانون. ولعل إنجاز فهد وما سبقه من خطوات وطموح هو رسالة قوية لبقية الحكام الذين ينظرون للأعلى وللمستقبل المشرق المملوء بالأمجاد الشخصية والوطنية.