من بين نظرات العيون والعبرات الساكنة في ملامح الوجوه، يتسلل ضوء أنثوي شفاف، يجوب الشوارع ويتجول في الأسواق ويترقب تعاملات الناس. يتنقل برشاقة بينهم، يلتقط أنفاس الكادحين، يرسم معاناتهم، يجسد ابتساماتهم، يوثق لحظات خالدة في ذاكرة ضوئية تحتفي بالفنانة الفوتوغرافية الأميرة ريم محمد الفيصل. عدسة الفيصل ليست مجرد ومضة في وجه الحياة، بل روايات إنسانية فيها عمق الرؤية وسلاسة السرد وكثير من المشاعر. لطالما حملت الأميرة الفنانة قضية الضوء في السعودية، وحلمت بإنشاء أكاديمية لفن التصوير الفوتوغرافي، ولطالما مدت جسور من نور إلى العالم العربي والغربي لا لترسم مظاهر الرفاهية والترف - كما يظن بعضهم - بل لتوصل رسالة الإسلام إلى غير المسلمين من خلال رصد مشاعر الحج والحجيج، ونقل حياة عامة الناس والبسطاء من فوق متون الكادحين إلى العالم أجمع. معرض "ناس" الذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة الأحد الماضي وحضره صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام لهيئة السياحة والآثار وكثير من الفنانين وأرباب الضوء، كان انعكاساً لروح ريم الفيصل الإنسانة المرهفة والفنانة الأصيلة، أضاءت جنباته صوراً فوتوغرافية التقطتها من قلب حياة الناس في السعودية، من مختلف المدن وخصوصاً مكة في مواسم الحج، والأسواق الشعبية في جازان وجوانب من طبيعة الحياة. كل لوحة هي بمثابة رأي ورؤية ورواية لا تجيد كتابتها إلا ريم الفيصل. الجدير بالذكر أن الفيصل درست فن التصوير الفوتوغرافي في باريس وأقامت عدداً من المعارض الضوئية الجماعية والخاصة، وتسعى في ترسيخ المبادئ الإسلامية والحفاظ على ميراث التراث في فن التصوير الفوتوغرافي بالسعودية. سلطان بن سلمان متجولاً في لمعرض جانب من المعرض (عدسة/ محمد الفالح)