استمعت إلى الندوة التي عقدت في إحدى الفضائيات السعودية والتي كان موضوعها "مساجدنا"، وقد أجاد المشاركون في إلقاء الضوء على موضوع الندوة، إلا أن الندوة أوحت إلي بأفكار منها: أن مجتمعنا السعودي يحصر أعمال الخير والبر بموضوع المساجد فقط، فإذا أراد أحد أن يعمل مشروعاً خيرياً لم يجد أمامه إلا أن يبني مسجداً، مما أدى إلى كثرة المساجد في بلادنا، فتجد في الحي الواحد أكثر من مسجد، وأدى كثرتها إلى تداخل بعضها مع بعض، فمثلاً كان مسجدي قريباً من مسجد آخر بحيث أن جماعة مسجدنا يسمعون خطبة الآخر والمسجد الآخر يسمعون خطبتنا. والحقيقة أن فكرنا هو المحصور، وإلا هناك آلاف المشاريع الخيرية المحتاجين إليها ونستطيع أن نساهم فيها وتسد أبواباً من حاجة مجتمعنا مثل: لأيتام أو غيرها من الجمعيات الخيرية، هذا العمل عمل خيرٍ وبر وربما يفوق في أثره أثر بناء المساجد، فلماذا نحصر أنفسنا في بناء المساجد. ومن مثل تبني أوقاف للإنفاق على مشاريع خيرية كبناء المدارس أو دعم اللجان الاجتماعية المنتشرة في بلادنا. أئمة المساجد والمؤذنون ينبغي الالتفات إلى أوضاعهم من حيث الإعداد ومن حيث التطوير ومن حيث إعطاؤهم ما يكفيهم. وينبغي العناية ببناء المساجد وصيانتها وهناك رأي يقول حبذا أن الذي يبني المسجد يوقف أوقافاً يصرف من ريعها على صيانة المسجد -كما كان يُفعل عندنا في الأحساء-. إن المسجد في حياة المسلمين له قيمة كبيرة فهو مؤسسة للتربية الإيمانية والاجتماعية والسلوكية، وينبغي أن نهتم بمساجدنا كما نهتم ببيوتنا.