سجل المواطن صالح بن محمد بن علي الشويرخ انطباعاته ورؤيته وخواطره عن الجوامع في مدينة الرياض والتي استمرت 15 عاماً، أدى فيها صلاة الجمعة في مسجد كل أسبوع، وقال: إنه خلال هذه الفترة صلى الجمعة في 670 جامعاً موزعة على 121 حيّاً، وأن وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد شجع على الاستمرار في الجولات. وأشار الشويرخ إلى أنه رصد ووثق جولاته من خلال مشاهده ولقائه بالمصلين والخطباء، كما دون بعض المشكلات التي تواجه المصلي كقلة دورات المياه، وعدم وجود مواقف، وتواجد الباعة أمام أبواب المساجد، وغير ذلك.. وفيما يلي نص الحوار: * جولات في جوامع مدينة الرياض.. فكرة جديدة غير مسبوقة ترى ما الهدف من ورائها، ومتى بدأت؟ - بدأت فكرة التجوال وصلاة كل جمعة في جامع من جوامع الرياض وذلك عندما شرع رجل الأعمال الشيخ عبدالعزيز بن سليمان المقيرن -يرحمه الله- بإعادة بناء الجامع القريب من منزلي الواقع بحي الوشام (جامع المنصوريات) وخلال المدة التي استغرقتها عملية إعادة البناء أصبحت أصلي كل جمعة في جامع وبدأت منذ عام 1419ه وفي بداية التجربة لمست أن لها فوائد عديدة شجعتني على الاستمرار وأصبح عدد الجوامع التي صليت بها 670 جامعاً من جوامع الرياض. وبالنسبة للهدف من ورائها الحقيقة أن الصلاة في عدة جوامع لها فوائد ومنافع عديدة يستطيع أن يلمسها المسلم المؤمن حيث إنها تمنح المصلي فرصة الاستماع إلى خطب جديدة من عدة خطباء يختلفون في أسلوبهم ونوعية الموضوعات التي يطرحونها في خطبهم وهو ما يستفيد منه المصلي، كما أن تغيير الجوامع والأئمة كل أسبوع يولد الحماسة والنشاط في النفس ويكسبني التعرف على الخطباء والاستفادة من خطبتهم، إضافة إلى أن الدافع الأقوى هو دعوة الله سبحانه وتعالى بأن تشهد لي الأرض يوم القيامة بأنني سجدت لله في أماكن كثيرة، كذلك الاستجابة لأمر المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بالإكثار من الخطى إلى المساجد، وكذلك التعرف على جوامع مدينة الرياض وبالتالي التعرف على جميع أحياء الرياض، واكتشاف أسهل الطرق بين الأحياء، والتعرف على مواقع الجهات والمصالح الحكومية، والشركات، والمؤسسات التي كثيراً ما يحتاج إليها المرء في كثير من تعاملاته وأموره، إضافة إلى أن الصلاة كل أسبوع في جامع فيه فوائد هامة، منها التعرف على إخوة أجلاء، وتوثيق العلاقات معهم وأخذ المعرفة من صاحب العلم أي الخطيب، والاستفادة من كلمة تدل على الهدى أو أخرى تصرف عن الردى أو رحمة تتنزل عليّ، كما أن الانتقال من جامع إلى جامع يجعلني أخرج من المنزل مبكراً، ومن ثم إدراك الصف الأول وقد قال عليه أفضل الصلاة والتسليم: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا). * ومتى بدأت هذه الجولات، ومتى انتهيتم منها؟ - بدأت رحلتي الأولى منذ عام 1419ه من جهة مسكني جنوبالرياض ثم توجهت إلى وسطه ثم إلى غربه ثم إلى شماله وتوقفت في جهة الشرق عام 1433ه، صحيح أن المشوار طويل ولكنه ممتع ففي كل أسبوع أصلي في جامع مختلف عن الجامع السابق وأخرج بعدة فوائد. * معنى ذلك أن لديك إحصاء دقيقاً عن عدد الجوامع بمدينة الرياض فما عددها؟ - بالنسبة لعدد الجوامع التي صليت بها -ولله الحمد- أكثر من 670 جامعاً، وبالنسبة لعدد الأحياء التي زرتها أكثر من 121 حيّاً. * كيف استطعت أن تستمر في هذ الجولات الطويلة لمدة 15 عاماً؟ - هذا بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بتشجيع من معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وذلك من خلال خطابه الكريم الذي وصلنا منه حيث شجعني على الاستمرار على هذه الجولات. * صليت في كل جوامع العاصمة فما أبرز ما خرجت به خلال جولاتك؟ - هذا السؤال جميل جداً نعم هناك مقترحات وتوصيات آمل من الجهات ذات العلاقة الأخذ بها وخاصة وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ومنها أرى لو قامت الوزارة بكتابة الخطبة وتركها على المنبر وتقرأ تلك الخطبة في حالة عدم حضور الخطيب حتى لا يكون هناك إحراج للمصلين، وكذلك لو تم تنفيذ آلية لتفعيل دور جماعة المساجد والجوامع لصيانتها وعمارتها وتلبية احتياجاتها بالتعاون مع الموسرين من سكان الأحياء التي توجد فيها هذه المساجد، ومن المفيد إجراء مراجعة من آن لآخر للجوامع التي تُصلى بها الجمعة حيث إن بعض هذه الجوامع لا تتناسب مع الكثافة السكانية للأحياء التي توجد بها في حين أن هناك جوامع أكبر وأحدث لا تصلى فيها الجمعة، وحبذا تفعيل دور الإمام والخطيب من الناحية الاجتماعية وذلك بعقد دورات لهم، وتقويم للأئمة والخطباء والمؤذنين سنوياً في أدائهم ومواظبتهم، ويجب أن يعمل لجميع الجوامع صيانة دورية، كما أنه على الخطباء أن يعتنوا بأنفسهم من ناحية زيادة حصيلتهم العلمية والثقافية، مع الحرص على المشاركة في الدورات التدريبية التي تقام للأئمة والخطباء للرفع من مهاراتهم في الأداء، والإلقاء، ومواكبة الأساليب الحديثة في إيصال الأفكار للمصلين، كما ينبغي على الخطباء الاستعداد والتحضير الجيد للخطبة حتى يتم الاستفادة من الخطبة بشكل جيد، كما ينبغي أن تكون الخطبة قصيرة حتى يفهم السامع كلام الخطيب، وتحقق الهدف المنشود من الخطبة، إضافة إلى ملاحظة ظاهرة وقوف وازدحام السيارات عند المساجد أثناء صلاة الجمعة ووضع حل مناسب وأخذ ذلك في الاعتبار عند بناء المساجد الجديدة بالتنسيق مع الإدارة العامة للشئون الهندسية، كما ينبغي إيجاد دورات مياه رجالية ونسائية كل على حدة بجوار المساجد والجوامع خاصة التي توجد في الأسواق والأماكن العامة المكتظة بالناس والمتسوقين، ويلزم لفت نظر المصلين إلى عدم مضايقة إخوانهم من ذوي الاحتياجات الخاصة بإيقاف سياراتهم حول أبواب المساجد والجوامع، وحبذا لو تم وضع دواليب خاصة للأحذية والأشياء الخاصة وبها مفاتيح وتقفل لأجل حفظ الأحذية من السرقة وعدم وضعها أمام الأبواب، وأتمنى قبل قراءة الخطبة من الخطيب بأن يقول الخطيب للجماعة بأن عنوان الخطبة كذا وكذا حتى ترسخ الخطبة في مفهوم الناس، وقد لاحظت أنه يوجد جوامع قريبة جداً من بعضها بحي الصحافة وهذا تشتيت للجماعة ولو قامت وزارة الشئون الإسلاية بحصر هذا الجوامع القريبة من بعض تنظيم لها بحيث لا تقام الصلاة في المساجد إلا التي بينها مسافات كبيرة. * بصراحة من خلال جولاتك ما أطول خطبة حضرتها وما أقصرها؟ - أقصر خطبة حضرتها كانت مع الشيخ عبدالله بن عمر -يرحمه الله- بحي أثليم بجامع السالمية حيث ينتهي من صلاة الجمعة دائماً صيفاً وشتاءً الساعة (12) ظهراً ولما سألت جماعة المسجد عن ذلك قالوا اعتدنا هذا الأسلوب منذ زمن قديم والناس تأتي إلى هذا الجامع لأن خطبته قصيرة وينتهي مبكراً، ومن الخطب القصيرة -أيضاً- أن الخطيب تأخر فتقدم رجل من جماعة المسجد فقرأ علينا آيات من سورة الكهف، وقام بتفسير بعضها في زمن وجيز، ومن الخطب القصيرة للشيخ صالح بن عبدالكريم الزيد، بجامع ابن عدوان، بحي عليشة، ومن أقصر الخطب للشيخ محمد بن عبدالله بن جبير بجامع ربعي بن عامر رضي الله عنه بحي النهضة. وبالنسبة لأطول خطبة كانت بجامع الشيخ عبد الرزاق عفيفي -يرحمه الله- بحي المروج الخطيب الشيخ الدكتور حمد الشتوي حيث كان من تلاميذ الشيخ عبد الرزاق عفيفي وكانت خطب الشيخ طويلة جداً كما عاصرته في آخر حياته حيث كان خطيباً في الحي الذي أسكن فيه وقد فوجئت بأن الخطيب الشتوي يقدم نفس أسلوب شيخه في التطويل في الخطبة، ومن الخطب الطويلة أيضاً عندما سألت خطيب الجامع عن مسببات طول الخطبة قال لي: بأن الجماعة اعتادوا على ذلك وحتى لما اختصر يزعلون ويعاتبونني، ويقع هذا الجامع بحي النهضة جامع عمر بن عبد العزيز -يرحمه الله- واسم الخطيب الشيخ إبراهيم البشر، ومن الخطب الطويلة كانت في جامع أبي بكر الصديق رضي الله عنه بحي الأندلس اسم الخطيب الشيخ صالح بن عبد الله اللحيدان وعندما سألته عن مسببات طول الخطبة قال لي: أنني عودت جماعتي على التأخير حتى يحضر أكبر عدد ممكن من المصلين وهذه الطريقة منذ فترة طويلة والجماعة اعتادوا على ذلك التأخير. * هل استمعت إلى خطبة دون أن تستفيد منها أو تعي مضمونها؟ - نعم كانت هناك خطبة لأحد الأئمة كانت خطبته غير مؤثرة لأنه كان يقرأ الخطبة من قصاصة من كتاب وبسرد سريع، ومن الخطب التي لم استفد منها كان الخطيب مصاباً بمرض الإنفلونزا كان كثير السعال ويستخدم المناديل بكثرة ومن شدة ما به من مرض حتى أنه لم يستطع إكمال الخطبة فكان يجب عليه توكيل شخص آخر لأداء هذه المهمة، وكذلك من الخطب التي لم استفد منها كانت في جامع المطلق في حي النسيم الغربي الخطيب ألقى خطبة عن فضل سورة الفاتحة وكأنه يخطب في محاضرة في الجامعة وقام بشرح السورة بإسهاب وطرح بعض العبارات الثقافية التي تعوق فهمها من قبل الجماعة كان يجب عليه الاختصار والتوضيح حتى يفهم الجميع وتتم الاستفادة من الخطبة. * وما الخطبة التي شدتك ولا تزال صداها عالقاً بذهنك؟ - الحقيقة هناك عددة خطب شدتني ومنها على سبيل المثال لا الحصر: في جامع أبجاد بحي إشبلية، موضوع الخطبة عن التربية وتأثيرها على المجتمع، خطيب الجامع الشيخ عبدالحميد الهليل كان له تأثير على السامع، حيث خطب خطبة عن التربية وتأثيرها على المجتمع وتطرق في خطبته عن شخص كان لديه مزرعة صغيرة وكان يوزع من مزرعته الصغيرة شهرياً ثلاثة أثلاث، ثلثاًً لبيته وثلثاً للفقراء وثلثاً يدخره وكان إذا تأخر المطر فإن الله يرسل على مزرعته السحاب ثم تمطر على مزرعته وذلك راجع للبركة، وكذلك تحدث عن شخص كان يعطي فقيراً في الحي كل شهر مائتي ريال وهذا الشخص ليس له دخل سوى راتبه، وكان في الراتب بركة وصار الرجل كل شهر يزور ذلك الموظف ويعطي الفقير وفي يوم من الأيام زهق الموظف ثم قال للفقير خلاص لا تأتي لي وتطلب مني المساعدة وانتظر بس في رمضان سوف أعطيك من مال الله؛ ولكن حدث للموظف بأن البركة قلت في الراتب وأحس ذلك الموظف بأن البركة تأتي من الصدقة التي يدفعها للفقير ثم طلب من الفقير العودة له كل شهر حتى يبارك الله في ماله، وكذلك ومن الخطب التي شدتني للشيخ خلف المطلق، بحي الضباط، جامع الأمير سلطان بن عبدالعزيز خطب الشيخ خطبة عن ظهر قلب خطبة محكمة ومنسقة ومرتبة وتشد السامعين بما فيها من حكم ومواعظ وأسلوبه فصيح بليغ بارك الله فيه وكثر الله من أمثاله، وأيضاً من الخطب التي شدتي للشيخ الدكتور سعد البريك، وكذلك الشيخ إبراهيم الحمدان، جامع النمر، بحي الشفا، ومن الخطب التي شدتني كثيراً للشيخ فاهم المطيري، في جامع الأمير عبد الرحمن الفيصل، بحي الملك فيصل وكان موضوع الخطبة العدة في معالجة المصائب التي تحصل للإنسان وكان الشيخ يخطب وعيناه كانتا تراقبني وكأن الخطبة موجهة لي شخصياً، يا سبحان الله حيث رزقني الله بطفلة وخلال الولادة حصل لها شد في يدها مما جعلها لا تحرك يدها اليمنى وهذا امتحان من الله وكان الشيخ يخطب عن وقع المصائب وكيفية علاجها والصبر على الابتلاء وكان درساً في محله وبعد انتهاء الصلاة سلمت على الشيخ، وشرحت له موقفي ثم دعا لبنتي بأن الله يرفع عنها ما أصابها. * يوم الجمعة بالنسبة لكم ما هي أهميته وفضله عليكم؟ - يكفي أن الله سبحانه وتعالى ذكره في كتابه الكريم اسم يوم الجمعة، في (سورة الجمعة) وخص الله المسلمين بهذا اليوم وجعله عيدهم الأسبوعي، وفرض فيه صلاة الجمعة قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (9) سورة الجمعة، وهناك تحذير من ترك صلاة الجمعة حيث حذرنا رسولنا الكريم من ترك الجمعة لما لها من أهمية وشأن حيث قال صلى الله عليه وسلم: (من ترك الجمعة ثلاثاً من غير عذر طبع الله على قلبه)، وليوم الجمعة ساعة وفضل وقال صلى الله عليه وسلم: (إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه)، فأخي المسلم وأختي المسلمة استغلا هذه الساعة واطلبا من الله ما شئتما، ويوم الجمعة هو خير يوم، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه خرج منها)، وهناك فضل كبير في يوم الجمعة حيث قال صلى الله عليه وسلم: (إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه مالم يحدث اللهم أغفر له وأرحمه وأنت جالس أخي المسلم في مصلاك الملائكة تدعو لك بالمغفرة والرحمة وهذا فضل كبير على المسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ)، وأنظر أخي المسلم الله سبحانه وتعالي يعطينا فرصاً وهدياً من خلال هذا الحديث الشريف حيث قال صلى الله عليه وسلم (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)، وإذا ذهبت أخي المسلم إلى الجامع في الساعة الأولى انظر الفضل الكبير من خلال هذا الحديث قال صلى الله عليه وسلم: (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنه، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر)، إذا ذهب المسلم إلى الجامع مبكراً وجلس يقرأ سورة الكهف أنظر الفضل الذي يصله، حيث قال صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين)، وأخيراً لما نذهب مبكرين إلى الجاع ونكثر من قراءة كتاب الله نكون حصلنا بتوفيق منه على الحسنات والتي نحن بأمس الحاجة لها حيث قال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف). * أين تقع أكثر عدد من الجوامع في أي الأحياء؟ - من خلال تجوالي وجدت أكثر الجوامع تقع في شرق الرياض خصوصاً حي النسيم وذلك راجع لكبر مساحته. * ما المعايير في وجهة نظرك في جعل بعض الجوامع تعتبر هي الأشهر الأفضل؟ - المعايير تكمن في: المساحة الكبيرة، والسجاد نظيف، وتتوفر أرفف خاصة للمصاحف، و المكيفات تكون باردة، وشكل المنبر واضح للصفوف الأمامية، والروضة واسعة، ودورات المياه نظيفة وكبيرة، ووجود مواقف لسيارات المصلين، ووجود ميدان حول الجامع. * هل بالإمكان معرفة الخطباء المؤثرين؟ - هناك خطباء كثر تركوا في نفسي أثراً ولا أستطيع تعدادهم جميعهم ولكنني وضعت لهم صفات للخطيب الناجح وتكمن هذه الصفات بالاختيار المناسب لموضوع الخطبة، وبناء الخطبة على الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة، والأسلوب السهل الممتع، وضوح الكلام واللغة، ووحدة الموضوع، والتمهل في الإلقاء، وجهارة الصوت، وطلاقة اللسان، والوقوف المناسب، وهيئة الخطيب واللباس الحسن، واتزان النبرات، والجرأة ورباطة الجأش، واختصار الخطبة. * ما أهم المواقف التي حصلت لك في الجوامع وسجلتها؟ - لكل إنسان يحصل له موقف ولكن من يسجل له ومن يدونه، والحقيقة المواقف كثيرة منها الطريفة ومنها المضحكة ومنها المحزنة ومنها فيها العجب والتعجب ومنها العفوية ومنها العادية وكل موقف له معنى وفائدة.. ومن المواقف عندما كنت أسأل المؤذن مثلاً عن اسم الخطيب أجده يعتقد بأنني أحد موظفي أو منسوبي وزارة الشئون الإسلامية المسؤولين عن صيانة وتأمين احتياجات المساجد ويعدد لي الطلبات والأشياء التي يحتاجها الجامع من صيانة وترميم وخلافه، بل إن بعضهم قد يرتاب في بداية الأمر قبل أن يتعرف عليّ.. ذات مرة عندما سألت خطيب الجامع عن اسمه سألني عن عملي ثم قال لي: جامعنا يوجد به جماعة من المحتاجين للصدقة وأن الجمعية تحتاج إلى دعمكم ومساعدتكم، مما وضعني في موقف بالغ الحرج والتزمت الصمت وانصرفت. وبالصدفة التقيت ذلك الخطيب مساء نفس اليوم مع رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأحد المراكز التجارية وفوجئت به يقول لي: نحن بانتظارك لا تحرم نفسك الأجر في مساعدة إخوانك المحتاجين، ومن المواقف أنني صليت مع الشيخ الدكتور سعد البريك وقد كان من زملائي، وكانت آخر مرة شاهدته فيها عام 1398ه في جامع المنصوريات بحي الوشام. وكان خطيب الجامع في ذلك الوقت الشيخ الدكتور عبدالعزيز الشهوان -حفظه الله- وكان خطيباً مميزاً، أذكر وقتها قال لي سعد البريك أتمنى أن أصبح مثل الشيخ الشهوان قلت له احفظ كتاب الله وإن شاء الله تصير مثله، وفعلاً تحققت أمنيته وأصبح الشيخ البريك علامة وتفوّق على أستاذه، وعندما انتهت الخطبة عانقني الشيخ البريك بكل ترحاب وتقدير، واسترجعنا معاً بعض ما تبقى في الذاكرة من عهد الزمالة القديمة.. والحقيقة أن الصلاة في عدد من الجوامع أتاحت لي فرصة الالتقاء بعدد كبير من العلماء والأعيان. ومن المواقف أنني صليت في جامع حي السويدي وتعرفت على الخطيب وعرفته باسمي وشكرته على حسن خطبته وفي المساء ذهبت إلى النادي الرياضي وأنا في المسبح شاهدت ذلك الخطيب وبدأ ينظر إليّ باستغراب ثم قال: لي يا أخي كأني رأيتك من قبل؟ قلت له: نعم هذا اليوم في الجامع. ثم ضحك وقال: فعلاً هذه الدنيا مهما كبرت تبقى صغيرة، وحدث موقف حيث كان شخص يقرأ القرآن بصوت عال جداً فإذا الذي بجانبه يقول بصوت عال جداً: اخفض صوتك ترى صوتك عال وعملك لا يجوز لأنك شوشت على الناس. فإذا بالذي يقرأ يرد عليه بكل رحابة صدر: قال له أبشر. على أمرك ثم خفض صوته في الراءة، فقبل النصيحة بدون أي ردة فعل معاكسة تجنباً للإزعاج، ومن ذلك مؤذن في أحد الجوامع رجلاً كبيراً في السن جالساً على كرسي وأمامه الميكرفون، وأثناء الخطبة نام الرجل والإمام يخطب ثم تنبه وكان الإمام قد سكت برهة.. أعتقد المؤذن بأن الخطيب انتهى من خطبته والإمام يخطب فإذا بالمؤذن يشرع بالإقامة والخطيب يخطب ثم ضحك الخطيب وضحك الجماعة ثم أدرك المؤذن الموقف ثم توقف عن الإقامة.. وحقيقة أنني رصدت قرابة تسعين موقفاً مع ذكر للأشخاص الذين قابلتهم ومن الصّعب ذكرها هنا. * من خلال جولاتكم الطويلة هل تم رصد الأخطاء التي يقع فيها بعض المصلين؟ - نعم لقد رصدت مجموعة من الأخطاء التي يقع بها بعض المصلين وللأسف ومنها التهاون بصلاة الجمعة وقد ورد الوعيد الشديد على ترك الجمعة.. قال صلى الله عليه وسلم: (من ترك الجمعة ثلاثاً من غير عذر طبع الله على قلبه)، والسهر ليلة الجمعة إلى ساعة متأخرة من الليل مما يؤدي إلى النوم عن صلاة الفجر وبالتالي التأخر في حضور خطبة الجمعة و الصلاة مما يفوت على المتأخر منافع عظيمة، وعدم حضور بعض الناس في الوقت المناسب المبكر للجمعة فتجد هؤلاء يأتون لصلاة الجمعة متأخرين ويقفون على الأبواب، وترك غسل الجمعة والتطيب والتسوك ولبس أحسن الثياب، وجلوس بعض الناس في مؤخرة المسجد وحرمان نفسه فضل الصف الأول، وخير الصفوف أولها وشرها آخرها، وتخطي الرقاب والتفريق بين اثنين والانشغال عن الخطبة وعدم الإنصات إلى ما يقوله الخطيب، وكثرة الحركة أثناء الصلاة وسرعة الخروج من المسجد بعد تسليم الإمام، فيحرمون أنفسهم من الذكر والاستغفار بعد الصلاة، والكلام والهمس والعبث باليدين أو السجادة أو السبحة أو اللحية أو النوم أثناء الخطبة، وكذلك يجب على المسلم إذا عطس أثناء الخطبة أن يحمد الله سراً بينه وبين نفسه، ورفع الصوت بالتعوذ عندما يسمع شيئاً من الوعيد في الخطبة، أو رفعه بالسؤال والدعاء عندما يسمع شيئاً من ذكر الثواب أو الجنة، هذا شيء لا يجوز وهو داخل في الكلام المنهي عنه حال الخطبة، ومن الأخطاء التي يقع بها بعض المصلين عندما يدخلون الجامع والمؤذن يؤدي الأذان تجدهم ينتظرون انتهاء الأذان ثم بعد يؤدون سنة تحية دخول المسجد وهذا خطأ لأن المصلي جاء أساساً لسماع الخطبة وليس سماع الأذان وعلى كل مسلم يدخل المسجد يصلى تحية دخول المسجد ولا ينتظر سماع الأذان حتى يستطيع لا يفوته سماع الخطبة، كما أن كثيراً من الناس -هداهم الله- يقف سيارته عند باب مدخل الجامع بالرغم من وجود المواقف المخصصة للسيارات، وحتى بعضهم يقف سيارته عند مداخل الكراسي المتحركة مدخل ذوي الاحتياجات الخاصة مما يمنعهم من الدخول للجامع، إضافة إلى ظاهرة وضع الأحذية أمام الأبواب وهي ظاهرة موجودة في جميع المساجد والجوامع للأسف الشديد فيجب على المصلين وضعها في الإمكان المخصص لها، وبعض المصلين -هدام الله- يقفون سياراتهم أمام مدخل الجامع أو يغلقون الطريق وهذا تصريف يجب الانتباه إليه، وبعض الناس -للأسف الشديد- يأتون إلى صلاة الجمعة لا يلبسون الشماغ أو الغترة بيمنا عندا يقابلون رؤساءهم في العمل يلبسون أحسن الملابس ويظهرون بأحسن حال، وبعض الناس يأتي متأخراً للصلاة، ثم تجده يتخطى الرقاب حتى يصل إلى الصف الأول، ثم يرغب الجلوس في روضة المسجد.