ليس سراً، اذ في مثل هذا الوقت من كل عام، أتلقى عدداً من الاتصالات من الزملاء والأصدقاء والمعارف، طلباً للعون في موضوع تعديل النوم. بعضهم يكون قد استعد بإحضار أدوية منومة من الخارج، سواء كانت من الأدوية التي تباع بدون وصفة طبية، مثل تيلانول المساء، أو باندول المساء، وهذه الأدوية تحتوي على مواد تساعد على النوم. مشكلة هذه الادوية أن وقت مفعولها يستغرق وقتاً طويلاً حتى يبدأ، وكذلك بقاء المادة المنومة لفترات طويلة، هذا في بداية الأمر. ووجد بأن هذه الأدوية لاتزيد مدة النوم الفعلية سوى بضع دقائق، وبعد ذلك يبقى الخدر وليس النوم الفعلي..! وكذلك هذه الادوية تفقد مفعولها بعد عدة أسابيع، وتصبح لاتأثير فعلياً لها على النوم، وما يشعر به الشخص من انها تساعده على النوم هو تأثير نفسي فقط. وهذه الدراسة كانت ضمن مشروع كبير تم في الولاياتالمتحدةالامريكية لدراسة اضطرابات النوم. بعض الاشخاص الاخرين يستخدمون أدوية مهدئة لكنها تساعد على النوم، مثل الفاليوم، الزاناكس، الاتيفان، اليكسوتونيل، وهذه أدوية أساساً مهدئة ومضادة للقلة، ولكنها تساعد على الاسترخاء والنوم، ولكن تكمن الخطورة في التعود عليها، خاصة اذا استخدمها الشخص لفترات طويلة، تزيد عن بضعة أسابيع. هذه الأدوية لاتصرف الا بوصفات طبية ولكن في كثير من الدول لايمانعون من صرفها بطرق غير قانونية بمبالغ مضاعفة للخليجين، ومستعدين لبيعها بكميات كبيرة اذا دفع الشخص مبالغ جيدة. وهناك شبه إتفاق بين من يستخدمون هذه الأدوية على الاماكن التي يستطيعون منها الحصول على هذه الادوية والتي تعرف بالبترودايارابين، هي أدوية فعالة لعلاج القلق، وربما راقت للبعض ليس فقط للنوم ولكن للاسترخاء، فيتم التعود عليها بشكل خطر، حيث لايستطيع الاستغناء عنها، ومستعد لفعل أي شيئ من أجل الحصول عليها من ذلك السفر خصيصياً لإحضار هذه الأدوية، او احياناً يشترك مجموعة ممن يستخدمون هذه الادوية بارسال شخص لاحضار كميات (رغم ان هذا الامر ممنوع) كبيرة يتقاسمها الاشخاص الذين يستخدمون هذه الادوية. هناك أدوية منومة، أي ليست فقط مهدئة، ومفعولها هو تنويم الشخص لعدة ساعات. هذه الأدوية اشهرها المقادون، التمازيبام، وهذه ادوية منومة، لكن مفعولها قوي، إلى حدما، ويتعود عليها الشخص بسهولة، وربما يصبح لايستطيع أن ينام الا بها..! وهناك اشخاص كثيرون اعتادوا اخذ هذه الادوية للنوم ولم يستطيعوا التوقف عنها. الآن ظهرت ادوية جديدة ربما يكون اشهرها الامبين، وهو دواء منوم بشكل جيد، واعراضة الجانبية اقل بكثير من الأدوية الأخرى، الا انه لايصرف الابوصفات طبية، والآن ربما يكون الدواء الاول من ناحية الاستعمال للاشخاص الذين يعانون من الارق في الولاياتالمتحدةالامريكية، رغم انه دواء فرنسي، ومع ذلك استطاع عبور الاطلنطي والتربع على عرش الأدوية المنومة في الولاياتالمتحدةالامريكية. ميزة هذا الدواء، ان ليس له بقايا فعاله، تجعل الشخص يشعر بالخدر في الصباح بعد استخدام جرعة مناسبة منه. أشخاص آخرون لايستخدمون أي ادوية للنوم، ولكنهم يلحأون إلى المواصلة والسهر حتى ساعة مبكرة من المساء بعد بداية العمل بعد العيد، ومن ثم ينامون مبكرين، وربما عانوا لبضعة أيام ولكن في نهاية الأمر ينتظم نومهم بشكل طبيعي ويعودون كما كانوا قبل بدء شهر رمضان وإجازة العيد. الشيئ الذي ينصح به الاطباء المتخصصون في اضطرابات النوم، هو البعد قدر المستطاع عن الادوية المنومة، خاصة التي يمكن للشخص أن يتعود عليها. واذا ضطر الشخص لاستخدام أدوية لتنظيم نومه بعد الاجازة، واختلال عملية النوم فعليه عندئذٍ ان يكون حذراً في تناول الادوية، ويستحسن ان يستشير طبيباً له صلة باضطرابات النوم، واستخدام الأدوية المهدئة المضادة للقلق والادوية المنومة، ويحاول أن لايطيل فترة استخدامه للادوية المهدئة والمنومة قدر المستطاع. إن اضطراب النوم، اضطراب منتشر بين الناس، خاصة مع التقدم في السن، وفي سن معينة يصبح نوم الشخص قليلاً بشكل مزعج، مما يكدر عليه عيشه بصورة صعبة، وتصبح الأدوية في كثير من الاحيان غير مفيدة لأنها قد تكون ذات اعراض جانبية سيئة في هذه المرحلة العمرية، مثل النسيان والتشوش وهذا يقود إلى مشاكل اجتماعية وصحية صعبة، ولازلت اتذكر قول فضيلة الشيخ على الطنطاوي رحمه الله عندما اجرى معه الدكتور عبدالله مناع مقابلة صحفية رائعة، كان يشكو مر الشكوى من قلة النوم، ويقول ان قلة النوم تكاد تقتلني.. وفعلاً الم الارق اذا استمر لفترة طويله..!