لا أذكر عدد المرات التي لازمتنا بها أخبار حوادث السيارات في مدننا سواء فعلياً على الطرق أو من خلال أخبار المحليات بالجرائد إلا أنه من الواضح بأن الظاهرة ما زالت موجودة وترفض المعالجة على ما يبدو. فالإحصائيات ما زالت في حالة ارتفاع وعدد المصابين والضحايا الأبرياء يؤرق بالفعل ضمير المجتمع ومسؤوليه بكل فئاتهم. وكما هو معروف فإن أغلب مسبب لتلك الحوادث هو نوم السائق.. عدا السرعة ومن ثم الانحراف عن الطريق والاصطدام بعربة أخرى. بعضها يزداد في مواسم السهر والإجازات كما تشير تصريحات مسؤولي المرور عن ليلة العيد مثلاً وما بعدها ربما لنقص كمية النوم واختلال الساعة البيولوجية لدى الجميع.. إلا أن لدرجة اليقظة لدى السائقين تبدو حتمية التأثير على حالات النعاس التي تصيب البعض وتؤدي إلى مآس إنسانية. ورغم اعتقاد الكثيرين بمسؤولية بعض القطاعات «النقل الجماعي مثلاً والتي عانت حافلات نقل المعتمرين في شهر رمضان من حوادث متكررة على الطرق السريعة قيل ان أكثرها حدث بفعل نوم السائق فإن الاعتماد على نقل من تجارب الآخرين العلمية خاصة قد يساعد الجزئية التي تتعلق بدرجة انتباه السائق على الأقل أثناء القيادة. ففي جامعة ويلنج جوزيت - Wheeling Jesuit بفرجينيا الغربية بالولايات المتحدة ومن خلال دراسة ميدانية تبين أن لرائحة النعناع والدارسين «القرفة» في السيارة تأثيراً نافذاً من الممكن أن تقلل من نسبة الضيق والضجر والإحساس بالتعب لدى السائقين.. كما أنها تساعد في إبقاء من يتولى القيادة متنبهاً لفترة أطول حسبما جاء بها تحليل الدراسة المذكورة. فقد تعرض المشاركون في التجربة إلى ثلاث حالات من الروائح.. النعناع والدارسين.. وحالة بلا رائحة تميزها أثناء التظاهر بتجربة القيادة «العمل على أجهزة قيادة تدريبية». وقد أضيفت الروائح إلى تدفق الأوكسجين البطيء بسرعة 30 ثانية كل 15 دقيقة. بعدها تم معاينة السائقين إلى اختبارات أداء إدراكي واع.. درجة اليقظة والمزاج.. كمية العمل. وفي ورقة توضيحية قال أستاذ علم النفس والمشرف على التجربة د. برايان رودين بوش بأنه في أغلب الحالات فإن السياقة لمدة طويلة تؤدي عادة إلى زيادة الشعور بالغضب والإرهاق ومتطلبات جسمانية ونقص في درجة النشاط أيضاً غير أن درجات الإرهاق تدنت في حالة تعرض السائق إلى رائحة الدارسين. بينما إخضاع السائقين إلى مزيج من رائحة النعناع والدارسين معاً أدى إلى زيادة في درجة الانتباه في مقابل المجموعة التي لم تتعرض إلى أية روائح مميزة أثناء الدراسة. واستنتجت الدراسة أن تعريض السائقين إلى تلك الروائح وعلى المدى الطويل قد يثبت بكفاءة دورها بالإبقاء على اليقظة والوعي وبالتالي المساهمة في التقليل من نسبة حوادث الطرق والوفيات الناتجة عنها بعون الله.