قال مستشار الرئيس السودانى مصطفى عثمان اسماعيل بانه سلم الرئيس السوري بشار الأسد رسالة من نظيره السوداني عمر البشير وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في دمشق أن السودان التي ستستضيف القمة العربية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة تقوم بمبادرة بتأييد من الجامعة العربية من أجل تحقيق مصالحة سورية لبنانية، وإيجاد موقف عربي داعم لسورية في هذه المرحلة، وأشار إلى أن عملية اغتيال رئيس الوزراء الحريري يجب ألا تستخدم كذريعة لتمرير أجندات ليس لها علاقة بعملية الاغتيال وطالب أن تكون لجنة التحقيق مهنية رافضاً رفضاً تاماً لاستخدامها بهدف النيل من سورية أو الأمن القومي العربي وأضاف أن سورية لديها أرض محتلة و من حقها تحريرها وهذا يستدعي تعاوناً وتنسيقاً بين سورية ولبنان كما يستدعي موقفاً عربياً موحداً يرفض عزل سورية و استهداف موقفها من التسوية مع الكيان الإسرائيلي. وفيما إذا تم التشاور مع الدول العربية قبل القيام بالجولة قال مستشار الرئيس السوداني ل«لرياض» أن التحرك سوداني إلا أنه في إطار عربي «إنني تشاورت مع الأمين العام لجامعة الدولة العربية ، وسمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية و ممثل الجزائر عبد العزيز بلخادم وعدد من الأخوة العرب ونوه إلى أنه تحدث معهم حول كيفية أن يكون هناك عمل عربي مشترك يحقق الهدف الأساسي في إطار مهني ومعرفة الجناة الذين اغتالوا الحريري دون استغلال هذه الجريمة للنيل من سورية وحسب المستشار السوداني فأن هذا يتطلب تعاوناً عربياً مع سورية وتعاوناً سورياً لبنانياً لإزالة الشكوك الموجودة لدى سورية والوصول إلى حقيقة من قتل الحريري، ونوه إلى أنه التقى إبراهيم الجعفري رئيس الحكومة العراقية وتفاهم معه حول مواضيع معينة وأن هذا التفاهم أتى به إلى دمشق والهدف منه عدم اعطاء صورة بأن سورية معزولة.وحول رد فعل الأمير سعود الفيصل من المبادرة أكد مستشار الرئيس السوداني ل«الرياض» سموه كان متفهما لأفكاره التي أطلعه عليها وقال « اطلعته على أفكاري و أعلمته بأنني سآتي إلى دمشق والتقي الرئيس السوري كما سأذهب إلى بيروت وألتقي الرئيس اللبناني أميل لحود، ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة.. وأبدى كل تفهم» وعن مدى فاعلية هذه الجولة أكد اسماعيل بأنه سيقدم في نهاية جولته تقريراً للرئيس السوداني و آخر لعبد العزيز بوتفليقة رئيس الجزائر رئيس القمة العربية كما سيضع الأمين العام لجامعة الدول العربية في الصورة وقال «إن من هذا التحرك والأفكار المطروحة سيتبلور موقف تتبناه الجامعة العربية من خلال مؤسساتها الرسمية وهي القمة وقد يدعو الرئيس عبد العزيز إلى اجتماع للترويكا...الخ ». وفيما يتعلق بتخوف كوفي عنان من عراق آخر في سورية أكد المستشار السوداني أن تخوف عنان في محلة وأشار إلى أن خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الذي قال فيه إذا حدثت فوضى فلن يقتصر الأمر على سورية يؤكد ضرورة التعاون لوضع الأمور في إطارها الصحيح أي القيام بعمل مهني يحقق في مقتل الحريري. وكان اسماعيل ابلغ وكالة أنباء الشرق الاوسط ان المبادرة السودانية تتضمن خمسة بنود يتعلق البند الأول منها بالتأكيد على ضرورة تعاون سورية مع لجنة ميليس لمعرفة الجناة ومعاقبتهم مهما كانت جنسيتهم مع الحرص الشديد على عدم استهداف سوريا وتجنيبها اي آثار ناتجة عن كشف الحقيقة. ويؤكد البند الثاني ضرورة استخدام كل الاوراق العربية من أجل عقد مصالحة لبنانية سورية من أجل اجراء التحقيق في قضية اغتيال الحريري في جو أخوي يهدف الى كشف الحقيقة وتقديم قتلة الحريري للمحاكمة. ويتعلق البند الثالث بالاتصال بإيران من خلال زيارات يقوم بها مسؤولون عرب على مستوى عال لحثها بما لها من علاقات قوية مع قوى عراقية من أجل وقف التصريحات التحريضية لهذه القوى ضد سوريا. أما البند الرابع فيدعو الى إجراء مصالحة سورية داخلية بين الحكم في سوريا والمعارضة من أجل ترتيب وتمتين البيت السوري الداخلي حتى لا تستخدمه أي قوى خارجة لزعزعة الاستقرار في سوريا. وقال إسماعيل ان البند الخامس من المبادرة يطالب بعقد قمة عربية استثنائية مصغرة او موسعة لإظهار التضامن العربي مع سورية لكسر عزلتها الحالية مؤكدة أن التضامن العربي مع سورية مهم جداً في هذه المرحلة. وقد وصل اسماعيل الى بيروت في وقت لاحق أمس. وقد تلقى الرئيس السوري بشار الأسد اتصالاً من نظيره المصري حسني مبارك كما تلقى رسالة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.