تابع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود الموقف الإنساني النبيل من المواطن سعد علي عبدالرحمن العمري الوكيل الشرعي واكبر أبناء المقتول علي عبدالرحمن العمري - رحمه الله - عندما عفا عن قاتل أبيه لوجه الله تعالى في ساحة القصاص بمحافظة المخواة بمنطقة الباحة يوم أمس الثلاثاء. وكان الموقف في ساحة القصاص مثيراً أبكى كل من حضر عندما تقدم السياف تجاه المحكوم عليه شرعاً بالقصاص فما كان من ابن القتيل إلا أن تقدم وعفا عن قاتل أبيه لوجه الله تعالى وسط تهليل وتكبير من الحضور وتبادل الجميع السلام. بعدها تم نقل ابن المقتول إلى الشرطة بالمخواة لضبط وتصديق اعترافه ثم تم تصديق اعترافه شرعاً لدى فضيلة قاضي المحكمة الشرعية بالمخواة بحضور العقيد مسفر سفير الخثعمي رئيس التحقيقات الجنائية بشرطة منطقة الباحة والعقيد عبدالعزيز الشهري والمقدم سلطان بن شارع السبيعي والرائد موسى عبدالله الزهراني مدير شرطة المخواة المكلف. وتعود أحداث القصة عندما اقدم المدعو شويل عالي احمد العمري 60 عاماً على قتل المدعو علي عبدالرحمن العمري الزهراني في عام 1407ه عندما ضربه بخشبة على رأسه بسبب خلاف على ارض. ابن القتيل سعد علي عبدالرحمن العمري الزهراني تحدث ل«الرياض» قائلاً: إنني عفوت عن قاتل أبى لوجه الله تعالى ولا اريد جزاءً ولا شكوراً وقد عرضت عليّ مبالغ كبيرة ولكن لم التفت إليها لأنني أيقنت بأن العفو هو من شيم الكرماء ونريد بذلك وجه الله تعالى وقد سعى في الموضوع سمو امير منطقة الباحة وسمو نائبه وأعيان المخواة ومشايخها. وحول اشتراطه اي شروط مقابل العفو قال طلبت ان يغادر المنطقة التي نسكن فيها ولا اريد ان أراه درءاً للفتنة واسأل الله تعالى ان يرحم الوالد ويسكنه فسيح جناته وان يجزي خير الجزاء من سعى في هذا العفو الذي نبتغي به وجه الله تعالى. أما أبناء القاتل أحمد ومحمد فقالا: نحمد الله تعالى أنه قد وهب لأبي عمر جديد وذلك بعد أن فقدناه حوالي 20 عاماً كما لايفوتني أن أشكر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود أمير منطقة الباحة وسمو نائبه الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود كما نشكر الشيخ حسن سعيد قشاش والمقدم متقاعد أحمد محمد الصميدي والشيخ عبدالعزيز محمد الشرقي وجميع أهل الخير الذين سعوا في الإصلاح كما لا يفوتني أن أشكر وأهل الفقيد علي عبدالرحمن العمري أبناءه جميعهم وخصوصاً الوكيل الشرعي (سعد) الذين أعادوا الحياة مرة أخرى لأبي مؤكدين أن الفرحة عمت منزلهم وأقاربهم وأن هذا الشيء ليس بغريب على أسرة المتوفى فهم أهل كرم وشجاعة وعفو. أما شقيقا المعفى عنه عبدالله وسرحان فقالا: إننا نشكر ولاة الأمر الذين كانوا متابعين للموضوع من أوله وحتى هذا اليوم المبارك كما نشكر أبناء المتوفي يرحمه الله والذين نسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم . ومنذ ذلك اليوم وإلى الآن لم تقف مساعي الصلح التي توجت بحمد الله بعفو ابن القتيل على قاتل والده احتساباً للأجر من الله رافضاً أي مقابل في ذلك بالرغم من وصول الدية إلى ملايين الريالات . القتيل والقاتل تربطهما صلة قرابة وهما أبناء عمومة أما عريفة قرية حتي وحواز سعيد صالح العمري قد أشاد بكرم أسرة الفقيد وشجاعتهم وأكد أن عفوهم عن قاتل أبيهم يعد شجاعة نادرة قام بها أبناء الفقيد. أما أحمد علي محمد ابن عم القاتل والقتيل فلقد أكد أنهم أسرة واحدة وأن ما حصل كان نزغة شيطان ولكن إن شاء الله تعود العلاقات بينهم كما كانت وأفضل.. أما مندوب الإمارة عبدالله عبدالرحمن الحوالي فلقد بارك هذا العفو مؤكدا أن ذلك من شيم الكرماء، وأما السياف عبدالله أحمد يحيى الغامدي الذي كان مكلفاً بتنفيذ الحكم فلقد أكد فرحته بهذ العفو ولقد دمعت عيناه عندما رأى هذا الموقف.