أما الماشي فهو وصف لمواطن يقطن في العاصمة الرياض ويمارس المشي يوميا في الممرات التي أنشأتها الأمانة –البلدية- مشكورة في الحدائق وبجوار المنشآت الحكومية ذات الأسوار الممتدة. والصيد مفردة ليست بحاجة للشرح والتوضيح لكنها هنا تعني ما التقطه ذلك الماشي من ملاحظات لعل في الصدور من الرحابة ما يجعلها (أي الملاحظات) مقبولة وقابلة للإصلاح. الحدائق الحديثة في الرياض جميلة وممرات المشي فيها جيدة لهذا أقبل الناس على ممارسة رياضة المشي وفي ذلك مساعدتهم على الاهتمام بصحتهم والوقاية من أمراض العصر واخطرها السمنة وتوابعها. فشكرا لأمانة منطقة الرياض على اهتمامها بصحة قاطنيها. المشكلة تكمن في تعامل بعض أفراد المجتمع وخصوصا اليافعين والغلمان مع تلك المنجزات وهذه الفئة للأسف تمارس التخريب في كل مكان تحل فيه حتى في مقاعد الطائرات. لا أتجنى حينما أجدد فئة بعينها فقد رأيت بنفسي قيام مجموعة من صغار السن بتكسير زجاج نوافذ دورات مياه حديثة الإنشاء في أحد المتنزهات ولم أستطع حينها القيام بأي فعل يمنعهم من ذلك التخريب بسبب هياجهم واستعدادهم للاعتداء على من يقف في طريقهم. هذه الفئة تتواجد بشكل يومي في الحديقة التي يمشي فيها كاتب هذه السطور، تمارس أفعالا أقل ما يقال عنها إنها مُنفرة وتتسبب في مضايقة مرتادي المكان وخصوصا النساء اللاتي يحاولن قدر المستطاع تجاهل وجودهم. الازعاج أبسط مفردة يمكنها وصف أفعالهم. كلام بذيء بصوت عال تتبعه ضحكات صاخبة وتشابك بالأيدي كل هذا يمكن تجاهله لكن تدخين السجائر وتلويث هواء المكان هو الأمر الذي لا يمكن تفاديه. صغارٌ في عمر ال 15 أو أقل يدخنون أمر مزعج بالفعل ويثير أكثر من سؤال ليس هذا فحسب بل رأيت أكثر من مرّة انزواء مجموعة منهم في مكان قصي يركّزون أنظارهم في جهاز هاتف أحدهم ثم إطلاق صرخات وتأوهات تدل على أن ما يشاهدونه أمر مريب! التفحيط حول الحدائق والدوران بالسيارات مُظللة الزجاج بالقرب من ممراتها ومعاكسة الماشيات أمر أصبح في حُكم المُعتاد، أما ثالثة الأثافي فتكمن في ازعاج أصوات الدراجات النارية ودبابات (البقي) ومثيلاتها حيث يقدمون عروض الخطر والضحية راحة المرتادين وربما حياتهم. قد يقول قائل: حتى هذه الأماكن المفتوحة للجميع فهل تُطالب بمنعهم من ارتيادها فأين يذهبون؟ لم ولن أطالب بمنعهم بالعكس أتمنى إضافة أنشطة تستهويهم كأن تحتوي تلك الحدائق على صالة (بسيطة) الإنشاء تُعرض فيها أفلام سينمائية أو مباريات لكرة القدم محليّة كانت أو أجنبية. كبيرةٌ هي مسؤولية احتواء كل فئات المجتمع لكنني أُدرك أن هناك من يحمل تلك المسؤولية بأمانة ويبذل كل جهده بإخلاص. لمراسلة الكاتب: [email protected]