ممثل كومبارس سعودي يعيش في دولة خليجية كان يغرد ويتغنى بجهود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -كعادة كثيرين بالتلاعب بمشاعر السعوديين - مع أن الهيئة في غنى عنه وعن كلماته. هذا الكومبارس الذي حقق شعبية كبيرة في "سناب شات" لما يطرحه من موضوعات أغلبها غير مقبول، روج لنفسه بزيارة الرياض وتحديداً زيارة مركز تسوق شهير، معتقداً أن كلماته في الهيئة ستشكل حصانة لما سيفعله في المركز، وستمنحه الحق بالتجول بكاميرا جواله للتصوير بين الأطفال والنساء بكل حرية، وأن يدعو معجبيه لتقديم الهدايا له بإرسالها للفندق الذي يسكن فيه!. على الجانب الآخر، تحدثت المغنية شمس الكويتية في برنامج تلفزيوني ودافعت وطالبت بقيادة المرأة السعودية السيارة، وبررت كثيراً واستغربت أكثر لماذا تحرم السعوديات من هذا الحق على حد قولها، وهي لا تفعل ذلك إلا لكي تحارب بطريقة خفية عدوتها اللدودة المطربة الإماراتية أحلام، التي كانت ضد قيادة المرأة السعودية السيارة، والمشكلة هنا ليست قضية القيادة في حد ذاتها، وإنما دخول - أو باللهجة الشعبية - "درعمة" أحلام وشمس في قضايا خاصة بالمجتمع السعودي، وهدفهن للأسف - مثل ذلك الممثل الكومبارس - التلاعب بمشاعرنا وتحقيق شعبية أكبر، وليس أكبر همهن قيادة السعودية أو غيرها. السؤال هنا: هل نحن مجتمع "ساذج" لكي يستغلنا الأغبياء والمهرجون وتصبح لهم نجومية لدينا؟!. الكل من الممكن أن يتدخل في قضايانا حتى وصل الأمر لكرة القدم والتشجيع، لنتكلم بصراحة: لماذا وصلنا إلى هذه المرحلة؟. وأين نجومنا الحقيقيون؟. لماذا نخفي أصواتهم، وأحياناً ننبذهم من مجتمعنا إذا تصدوا لقضايا المجتمع؟. نجم بمكانة ناصر القصبي لو لم يقدم خلال تاريخه الكبير سوى حلقاته عن "داعش" في رمضان الماضي، لكفته ليكون في الصفوف الأولى كصاحب رؤية إبداعية صادقة من المهم أن يكون حاضراً باستمرار في المجال الاجتماعي لا أن نقتله بالظهور فقط لساعات معينة في العام ثم نسدل الستار عليه وندع الفرصة للأغبياء والحمقى ليناقشوا قضايانا ويتلاعبون بمشاعر البسطاء. لماذا لا يكون نجم مثل فايز المالكي في مقدمة الحضور بالمشهد الثقافي والاجتماعي وبصورة رسمية، وهو يقدم عبر تواصله الاجتماعي نموذجاً مشرفاً للفنان المشارك بفعالية في مجتمعه؟. الفنان السعودي المثقف الواعي مغُيب عن مجتمعه، مُحارب بشتى الوسائل، لأن تأثيره أقوى ممن اعتادوا اعتلاء المنابر والبرامج في قنواتنا السعودية على حساب سذاجة، أو بمعنى ألطف طيبة مجتمعنا. لهذا لا تستغربوا أن نكون محطة مهمة لتخريج السفهاء للنجومية.. أعطوا نجومكم الحقيقيين الفرصة وستزول ظاهرة التافهين!.