ديوان "رحيق الثمرات من جبال السروات" للشاعر محمد سعيد الذّويبي، صدر في عام 1416ه، وقد تصدّر مقدّمة الديوان تعريف بالشاعر كتبه الدكتور جويبر الثبيتي نقتطف منه قوله: (يعد الشاعر محمد سعيد الذويبي نموذجاً فريداً في شخصيته وفي تفكيره فهو يجمع بين روح الشباب وعقول الحكماء ويجمع بين حس البدوي وذوق الحضري. ويمتلك عقيلةً واسعةً وقلباً مفتوحاً، فهو يتفاعل مع الشباب وكأنه واحد منهم، ويتفاعل مع الشيوخ وكأنه أحدهم، لهذا جاء شعره وسطاً يجمع بين الرومانسية المهذبة والحكمة الراقية. ويبدو من خلال شعره أن المثالية في القيم والسلوك والآداب الاجتماعية هي الكوكب الذي يعلق عليه الشاعر آماله، ومثاليات الشاعر كما يوحي بذلك شعره الاجتماعي، وشعر المناسبات تستمد الحاضر من الماضي) انتهى. واشتمل الديوان على سبعة أبواب هي: الوطنيات، الغزليات، الاجتماعيات، المدح، المجالسيات، الرثاء، النقائض. وقد تتميزت جميع قصائده بالجزالة، وجمال المعنى، وحلاوة التعبير، والصور المؤثرة.. ومنها هذه القصيدة الاجتماعية التي ذكر فيها الشاعر البحر وما ينطوي عليه من أخطار وجمال خاصة عندما يعكس نور القمر المراكب التي تمشي رويداً والجو صافياً ولطيفاً: يا مل قلبٍ خاف من كثر ما شاف شاف البحور.. وشاف لجات ماها شاف المراكب تحت ضي الكواكب تمشي رويداً يغمر الما سناها يعكس عليها النّور والبدر مشهور في ليلة أربع طعش حين أعتلاها والجو صافي ما عليه اختلافي إلا شماليه لطيفٍ هواها تشفي من العلّه جريحٍ قتله أسقام لم يلقى المداوي دواها يبحث ويستنجد ولا أظن يوجد بين الأطباء من يحصل شفاها يخفي مرض قلبه وصابر لغلبه ويجامل الناس ويدوّر رضاها مخفي جروحه ويترفّق بروحه لعلها بالصّبر تدرك مناها مخفي دموع العين بين الحاجبين من شان لا تفرح عليها عداها أما صديق أغتاظ لو دمعها فاض ولا ابكت أعيون المها من بكاها أدري وأداري لو طرا لي طواري وأقيسها قدام أميّز بناها وأحكّم الأفكار بالعقل وأختار من كل كلمة غالية في امعناها أوصيك يا سمّاع فكّر ف الاوضاع لو زان لك فالمبدأ مبتداها فالارتجال أوصيك يا كل رجال تراه عذروب الحياة وخطاها من لا عرف ممشاه تاهت به اخطاه وأصبح فريسة خطةٍ ما حزاها يجب على العقّال تمييز الأفعال وإرشاد من يقدم على من سواها والنصح بالإخلاص مع ساير الناس يهدي العقول إذا الموفّق هداها والأمر بالعروف بالخير موصوف يهذّب الأمّة .. ويحمي حماها والاستقامة .. والكرم .. والشهامه هذي مزايا شعبنا اللي جناها غلاف الديوان