جاءت مخالفة الهاتف النقال ضمن مخالفات انشغال السائق ضمن نظام المرور، نظرا إلى أن هذه المخالفة قد تعرضه والآخرين للخطر، مثل الأكل ووضع الطفل في حضن السائق أثناء القيادة، وتتراوح قيمة غرامة هذه المخالفات بين 150 و300 ريال، بحسب ما نص عليه نظام المرور الذي أقره مجلس الوزراء في 25 شوال 1428ه (5 نوفمبر 2007م)، كما يمنع النظام نفسه، استخدام اليد عند إجراء المكالمات الهاتفية أثناء القيادة، وهو ما يعتبر ثغرة للسماح باستخدام الهاتف النقال أثناء قيادة المركبة عن طريق وسائل إلكترونية لا تجبر السائق على استخدام يده، عن طريق ما يعرف ب «سماعات البلوتوث». وقال مدير عام المرور اللواء فهد البشر في تصريح سابق: إن نظام المرور الجديد، يقف مانعا لاستخدام اليد خلال إجراء مكالمات هاتفية أثناء القيادة، موضحا أن النظام لا يقف أمام استخدام التقنيات، أيا كان نوعها، شريطة ألا تؤثر على السلامة العامة، مبينا أن النظام منع استخدام اليد بأي حال من الأحوال حتى لا ينشغل السائق خلال القيادة، ما قد يتسبب في حدوث ما لا يحمد عقباه، وساعد هذا النظام منذ صدوره على تصاعد وتيرة الإقبال على التقنيات الإلكترونية في سوق الهواتف، حيث تجاوزت أسعار بعض أنواع السماعات حاجز ال 500 ريال. وبينت إحصائية صادرة من لجنة السلامة المرورية التابعة للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، أن الانشغال عن القيادة كان السبب الرئيسي لحدوث ما نسبته 15 في المائة من إجمالي الحوادث المرورية للعام الهجري 1427ه، بينما تسبب الانشغال عن القيادة في وقوع حوادث بليغة تجاوزت 18 في المائة من إجمالي أعداد الحوادث الشديدة. وأظهرت دراسات عالمية أن استخدام الهاتف الخلوي أثناءالقيادة يضاعف احتمال وقوع حوادث السير بنسبة تصل إلى خمسة أضعاف، بسبب شرود الذهن، وأن قراءة رسالة خلوية تزيد تلك الاحتمال إلى عشرة أضعاف، بيد أن كتابة رسالة قصيرة تزيدها 20 مرة. ويشير أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود في الرياض الدكتور حسين خزاعي إلى أن الحديث عبر الهاتف الخلوي أثناء القيادة يعطل قدرة السائق على التركيز ويتسبب بفقدان السيطرة ويجعل الضبط الذاتي مهزوزا، لا سيما إذا استقبل المتحدث خبرا غير سار، مؤكدا أن ثواني قليلة تفصل بين أخذ الحيطة والحذر والاصطفاف على يمين الشارع للرد على المكالمة الهاتفية، وبين الإهمال الذي قد يتسبب في إزهاق أرواح بريئة نتيجة إهمال القانون، ورغم أن استخدام الهاتف الخلوي أثناء القيادة يعد مخالفة صريحة لقانون السير، إلا أن مستخدميه في ازدياد، ويعزو البعض ذلك إلى تساهل رجال المرور في تطبيق العقوبات في حق المخالفين، وطالب البعض الآخر بتكثيف الوعي لدى السائقين من خلال الإعلانات وتوعيتهم بمخاطر استخدام الهاتف أثناء القيادة.