قال عاهل مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة إن أحداث اليمن وما شهدته ساحته من انقلاب على الشرعية والتدخلات الخارجية، أكدت صواب قرار المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة في ضرورة التدخل في اليمن مع أشقائها من دول عربية أخرى من خلال عاصفة الحزم وإعادة الأمل لتثبيت الشرعية ووقف التدخلات والأطماع الخارجية. جاء ذلك ضمن خطاب ألقاه جلالته عصر أمس في مركز الشيخ عيسى الثقافي بضاحية الجفير، حيث شمل الملك حمد برعايته الكريمة افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الرابع لمجلسي النواب والشورى البحريني بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء، والذي شدد فيه على أن مملكة البحرين التي اكتوت بنار التدخلات الخارجية تعي مخاطرها على أمنها واستقرارها وأبعاد ذلك على دول المنطقة. وعبر عن اعتزازه بالموقف الحازم لمملكة البحرين في القضية اليمنية والتي تمثلت في إشراك أبنائها من منتسبي قوة دفاع البحرين البواسل للمشاركة في العمليات الحربية لهذه الحملة العسكرية، من منطلق ما يمليه عليها واجب وشرف الدفاع عن المنطقة وإعادة الشرعية في اليمن وحماية شعبه واسترجاع أمنه، مشدداً جلالته على أن ذلك الاسهام يواكب التزام البحرين بعمليات الإغاثة الإنسانية الواسعة والمتواصلة، لرفع المعاناة عن الشعب اليمني وضمان سرعة تحقيق الأمن والاستقرار والرخاء في اليمن، الذي تربط البحرين به المواثيق والاتفاقيات في إطار العمل الخليجي المشترك، وفي مقدمة ذلك وحدة الأخوة والعروبة والمصير. وتوجه جلالة الملك حمد بالتحية والتقدير إلى جميع الأسر البحرينية التي أنجبت ابطال البحرين البواسل الذين قاموا بواجباتهم الإنسانية والوطنية على أكمل وجه وصورة، مؤكداً جلالته على أن انضمام أبنائه لصفوف المقاتلين في الجبهات الأمامية يأتي من منطلق مشاركة جلالته لتلك الأسر أمانة حمل المسؤولية الوطنية وقال إن شهداء البحرين البررة ستبقى أسماؤهم وتضحياتهم علامة خالدة ومضيئة في تاريخ البحرين، مصدرا أمره السامي بأن يكون اليوم السابع عشر من ديسمبر من كل عام، الذي يصادف يوم عيد الجلوس، مناسبة احتفاء وتكريم للشهداء تقديراً واعتزازاً لما قدموه لوطنهم وأمتهم من تضحية وفداء. من جهته عبر رئيس مجلس النواب البحريني السيد أحمد بن ابراهيم الملا عن عظيم شكره وتقديره لعاهل البحرين لتفضل جلالته بتشريف حفل افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الرابع، والذي يمثل مناسبة وطنية، وتقليدا دستوريا مهما، ينتظره أبناء مملكة البحرين، وممثلوهم في السلطة التشريعية في كل عام، لما يحمله من دلالات رفيعة، على تطور المسيرة الديمقراطية، بوصفها واحدة من ثمار المشروع الاصلاحي، الذي يقوده الملك حمد بن عيسى آل خليفة. وتطرق في خطابه للعنف الذي تمارسه الجماعات الإرهابية في الداخل والخارج، ضد البحرين، والمدعومة من ايران وغيرها، والتي تستهدف أرواح المواطنين والمقيمين ورجال الأمن، والممتلكات العامة والخاصة، مشدداً على أن تلك المحاولات لن تعيق العملية الديمقراطية، ولن تنال من عزيمة وإصرار شعب البحرين بمختلف أطيافه، للتمسك بوحدته، وبمؤسساته الدستورية، وانجازاته الوطنية، في ظل قيادته الحكيمة. وقال إن السلطة التشريعية البحرينية تشيد بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة البحرينية ضد ايران لاستمرار تدخلها السافر في الشؤون الداخلية للبحرين، ودعمها للجماعات الارهابية بالمال والسلاح والتدريب، في خرق واضح ومستمر لقواعد القانون الدولي، ومبادئ حسن الجوار والاحترام.