أكد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة أمس، أن «أحداث اليمن في ظل ما شهدته ساحته من انقلاب على الشرعية والتدخلات الخارجية، أثبتت صواب قرار المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة في ضرورة التدخل مع دول عربية شقيقة أخرى، من خلال عاصفة الحزم وإعادة الأمل؛ لتثبيت الشرعية ووقف التدخلات والأطماع الخارجية». وقال الملك حمد في خطاب ألقاه بمناسبة افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الرابع للمجلس الوطني أمس، إن بلاده «التي اكتوت بنار هذه التدخلات تعي مخاطرها على أمنها واستقرارها وأبعاد ذلك على دول المنطقة(...)، وقد كان لمملكة البحرين موقف حاسم، بهذا الشأن، تَمثّلَ في إشراك أبنائها من منتسبي قوة دفاع البحرين البواسل للمشاركة في العمليات الحربية لهذه الحملة العسكرية، من منطلق ما يمليه عليها واجب وشرف الدفاع عن المنطقة وإعادة الشرعية في اليمن وحماية شعبه واسترجاع أمنه»، مشيراً إلى أن ذلك الإسهام «يواكب التزام البحرين بعمليات الإغاثة الإنسانية الواسعة والمتواصلة؛ لرفع المعاناة عن الشعب اليمني وضمان سرعة تحقيق الأمن والاستقرار والرخاء في هذا البلد، الذي تربطنا به المواثيق والاتفاقات في إطار العمل الخليجي المشترك، وفي مقدم ذلك وحدة الأخوة والعروبة والمصير». وأكد أن «ما نشهده في محيطنا العربي من أحداث جسام تهدد أمن دول عربية شقيقة وسلامتها ووحدتها، أرغمت مواطنيها على الهجرة والنزوح الجماعي الذي أودى بحياة الكثيرين منهم، يتطلب منا عملاً عربياً جماعياً في إطار جامعة الدول العربية -بيت العرب-؛ حفاظاً على الكيان العربي وأمنه القومي المشترك والدفاع عن قضاياه العادلة وفي مقدمها القضية الفلسطينية، وصولاً إلى الحل العادل والدائم الذي يكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف». وأشار إلى أن أهل البحرين ينظرون «جميعا إلى المستقبل الذي نطمح إليه ونستحقه ونريده لنا ولأجيالنا المقبلة من واقع ما نختاره نحن لأنفسنا، وليس ما يريده لنا الآخرون، وربما يسعون لفرضه علينا من خلال الإرهاب والإجرام»، مضيفاً: «كان لنا من التجارب والتحديات خلال السنوات الماضية ما ألهمنا كيفية التعامل الحصيف مع ما يحاك ضدنا جميعاً، من مؤامرات، استطعنا -وبعون الله- من كشفها وإبطالها بعقول وطنية مستنيرة، ووعي مجتمعي متيقظ، رافضٍ لأعمال التدمير والتخريب والانغلاق والتعصب».