دعا وزير الطاقة الأمريكي السيد صموئيل بودمان الدول وشركات الطاقة العالمية إلى ضرورة زيادة الاستثمارات في مجال المصافي البترولية لمواجهة شح الإمدادات في المواد النفطية المكررة والذي كان السبب الرئيس في زيادة أسعار النفط وبلوغها مستويات قياسية فاقت 70 دولاراً خلال الأشهر الماضية.مبيناً أن هناك حوافز أمام هذه الاستثمارات تتمثل في زيادة الأسعار ودعم الحكومات لصناعة الطاقة. وأكد في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس بالرياض على هامش زيارته للمملكة لحضور افتتاح مبنى الأمانة العامة لمنتدى الطاقة على عمق العلاقات السعودية الأمريكية وتناميها في مختلف المجالات ورغبة البلدين الدخول في المزيد من الاستثمارات الطاقوية المشتركة وتطوير المصادر البترولية لمقابلة الطلب العالمي على الطاقة والذي ينمو بمعدل أكثر من مليون برميل. وعبر أثناء رده على أسئلة الصحافيين عن إعجابه بالتطوير الكبير الذي تشهده صناعة النفط السعودية وما وصلت إليه من تقدم في المنشآت والتقنية المستخدمة في عمليات الاستكشاف والإنتاج والتكرير والخبرات السعودية التي عملت على نقل التكنولوجيا وتوطينها مما كان له عظيم الأثر في ضمان تدفق النفط السعودي إلى الأسواق العالمية، مشيرا إلى أنه بحث مع وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين كما أطلعه الوزير النعيمي على خطط المملكة الرامية إلى توسيع الاستثمارات النفطية في مجال الاستكشاف والإنتاج وكذلك بناء المصافي النفطية ومد خطوط الأنابيب لنقل الغاز والبترول إلى الأسواق المحلية والعالمية. وأبدى سروره لإيجاد أمانة لمنتدى الطاقة بالرياض مثمناً جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في دعم الحوار بين المنتجين والمستهلكين لتذليل أي عقبات أمام تقدم الصناعات البترولية وتوفير الطاقة للعالم بأسعار تفيد المنتجين والمستهلكين على حدا سواء، مؤملاً أن يكون ذلك حافزاً لجميع الأطراف المتحاورة للخروج بنتائج تصب في مصلحة جميع شعوب العالم. وأعرب عن أمله أن يفضي قانون الطاقة الأمريكي الجديد إلى كسر العوائق أمام زيادة الاستثمارات في مجال المصافي البترولية وتطوير احتياطيات النفط والغاز الخام مشيرا إلى أن الحكومة الأمريكية سوف تلقي بكامل ثقلها لإجازة هذا القانون وتفعليه سعيا إلى تقليل الاعتماد على النفط المستورد مؤكدا على أن الولاياتالمتحدة لا تزال تعاني من تبعات كارثة الأعاصير المدارية التي ضربت خليج المكسيك وأدت إلى توقف الإنتاج القادم من هذه المنطقة، موضحاً أن هناك عدداً من المرافق النفطية لا تزال متوقفة عن العمل وربما يستمر ذلك إلى الصيف القادم، وثمن السيد بودمان وقفة دول العالم مع بلاده إبان أزمة الأعاصير المدارية معترفاً بأن هناك نقصاً في البنية التحتية في مجال الصناعات البترولية والتي تفاقمت جراء الدمار الذي خلفته الأعاصير. ونفى أن تكون الولاياتالمتحدةالأمريكية قد طلبت من دول الأوبك التزامات بشأن ضخ المزيد من النفط لكبح ارتفاع الأسعار، مشيرا إلى أن معدل الأسعار يخضع لقوة السوق وأن الاقتصاد العالمي من القوة بمكان لاستيعاب هذه الأسعار غير أنه قال أن الأسعار المعقولة والعادلة تلك التي لا تضر بالمستهلك وتفيد المنتج. و لم يخف الوزير الأمريكي قلقه بشأن احتمال بروز نقص في الإمدادات النفطية خاصة في مجال المواد البترولية المكررة والغاز الطبيعي بعد كارثة الأعاصير لا سيما وأن معظم البنية التحتية في خليج المكسيك قد تعرض للدمار، كما أن الاستثمارات النفطية سواء في بلاده أو بقية بلدان العالم تحتاج إلى وقت طويل قد يستمر إلى عقود لتشييد المنشآت النفطية التي تتطلب مليارات الدولارات. واستبعد السيد بودمان إيجاد بدائل جديدة للوقود الاحفوري (النفط والغاز) في الوقت الراهن رغم أن بلاده والدول الصناعية تستثمر وتنفق مليارات الدولارات لتطوير الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الحيوية والمصادر الأخرى غير انه لا يوجد حلول تلوح في الأفق.