أظهر مسح أجرته رويترز ارتفاع إنتاج نفط أوبك في سبتمبر مقارنة مع الشهر السابق مع تعافي صادرات شمال العراق بعد تعطيلات أوقفت نمو إمدادات ثاني أكبر منتج بالمنظمة. وأبقت المملكة والأعضاء الخليجيون الآخرون بمنظمة البلدان المصدرة للبترول على إنتاجهم شبه مستقر في مؤشر جديد على تمسكهم بسياسة التركيز على حماية الحصة السوقية لا الأسعار. وبحسب المسح المعتمد على بيانات شحن ومعلومات من مصادر بشركات النفط وأوبك واستشاريين فقد زاد معروض أوبك في سبتمبر إلى 31.68 مليون برميل يوميا من قراءة معدلة بلغت 31.57 مليون برميل يوميا في أغسطس. وبزيادة المعروض هذا الشهر تكون أوبك قد عززت الإنتاج بنحو 1.5 مليون برميل يوميا منذ تحولها في نوفمبر 2014 إلى حماية الحصة السوقية بدلا من سياستها السابقة التي كانت تقوم على خفض الإنتاج لدعم الأسعار. وانخفضت أسعار النفط بمقدار النصف تقريبا على مدى العام الأخير لتصل إلى 48 دولارا للبرميل بفعل تخمة المعروض لكن المحللين يرون مؤشرات على أن استراتيجية أوبك لكبح نمو الإنتاج العالي التكلفة عن طريق السماح للأسعار بالانخفاض قد بدأت تؤتي ثمارها. وقال كارستن فريتش المحلل لدى كومرتس بنك في فرانكفورت "تخمة المعروض مازالت كبيرة لكن أعتقد أنها ستتقلص في العام القادم حيث من المرجح أن ينكمش المعروض من خارج أوبك." وجاءت زيادة معروض أوبك في سبتمبر من العراق وبعض صغار المنتجين. وزادت شحنات شمال العراق من شركة تسويق النفط العراقية وحكومة إقليم كردستان عبر ميناء جيهان التركي مقارنة مع أغسطس عندما تباطأت الصادرات بفعل تعطيلات لإمدادات خط الأنابيب العراقي. وأظهرت بيانات ملاحية ومصادر بالقطاع أن صادرات مرافئ الجنوب وهي المنفذ الرئيسي للعراق إلى الأسواق العالمية قد استقرت تقريبا عند نفس معدلات أغسطس. وجاءت زيادات أقل من نيجيريا وأنجولا عضوي أوبك في غرب أفريقيا إذ رفع كل من البلدين صادراته قليلا حسبما تفيد جداول التحميل. ومن المنتظر نمو الصادرات النيجيرية بدرجة أكبر في أكتوبر تشرين الأول. وأوضح المسح نمو إنتاج إيران الراغبة في استعادة موقعها كثاني أكبر منتج في أوبك في حالة رفع العقوبات وسجلت قطر زيادة صغيرة في المعروض بعد حادث بمنصة بحرية في يوليو تموز قال مصدر بالقطاع إنه كبح الإنتاج. واستقر إنتاج الكويت لكن الإمارات العربية المتحدة ضخت مزيدا من الخام وهو ما عزته مصادر في المسح إلى زيادة إمدادات حقل زاكوم العلوي. وأبقت السعودية أكبر مصدر للنفط الإنتاج مستقرا في سبتمبر حيث أبطل تراجع استخدام الخام بمحطات الكهرباء المحلية اثر الزيادة الطفيفة للصادرات في النصف الثاني من الشهر. ومازال الإنتاج السعودي قريبا من مستواه القياسي المرتفع 10.56 ملايين برميل يوميا المسجل في يونيو مع تركيز المملكة على حصتها السوقية. وبحسب تحليل لرويترز نشر استعادت الرياض بعضا من حصتها السوقية في 2015. وتراجع المعروض الليبي في سبتمبر أيلول. ومازال الإنتاج يعاني من التعطيلات بسبب القلاقل وعدم نجاح المفاوضات الجارية لإعادة فتح المرافق النفطية المغلقة حتى الآن.