اقتحم قرابة مئة وخمسين مستوطناً أمس الأحد المسجد الاقصى المبارك وتجولوا في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال التي فرضت تدابير مشددة في محيطه تمثلت بالاعتداء على المرابطات وابعادهن بالقوة عن بواباته بذريعة عدم "ازعاج المستوطنين" أثناء اقتحاماتهم. في غضون ذلك، جدد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو اتهامه لجهات في الحركة الاسلامية والسلطة الفلسطينية وتركيا بتأجيج الاوضاع في المسجد الأقصى، زاعماً أن إسرائيل ملتزمة بالحفاظ على الوضع القائم في الحرم القدسي. وتوعد نتنياهو في مستهل جلسة حكومته الأسبوعية أمس الأحد بمعاقبة ملقي الحجارة من الفلسطينيين. إلى ذلك، ذكر مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أن 146 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى صباح أمس الأحد، حيث تصدى لها المرابطون والمرابطات ممن تمكنوا من الدخول بالتكبيرات والهتافات فيما حاولت مجموعة من المستوطنين اداء طقوس تلمودية والبكاء بالقرب من المصلى المرواني، ولكن حراس المسجد حالوا دون ذلك. وادعت سلطات الاحتلال انها اعتقلت احد المقتحمين اليهود بعد "خرقه قواعد التصرف في باحة الحرم القدسي". وعلم أن العديد من المقتحمين هم من شبيبة حزب "الليكود" الذين دعوا لتنظيم وتكثيف اقتحاماتهم للمسجد الاقصى، كما اقتحم المسجد طلاب ومدرسون وحاخامات المدرسة الدينية اليهودية "يشيفات ماكور حاييم". كما احتجزت قوات الاحتلال هويات كافة المصلين الذين سمح لهم بالدخول بما في ذلك النساء وكبار السن. من جهة اخرى، واصلت قوات الاحتلال منع نحو 60 مقدسياً معظمهم من المرابطات ممن تضعهن على "القائمة السوداء" من دخول المسجد بذريعة "اثارتهم للمشاكل"، لنشاطهم في التصدي لاقتحامات المستوطنين بالتكبيرات والطرق السلمية. ولم يقتصر الأمر على المنع من الدخول بل قامت قوات الاحتلال بملاحقة النساء الممنوعات من دخول الأقصى، في حواري وأزقة البلدة القديمة، ومنعتهن من التواجد او التجمع أمام بوابات الأقصى واعتدت على عدد منهن بالدفع والضرب والغاز السام. وذكرت مصادر الأوقاف ان قوات الاحتلال اعتدت على مجموعة من المرابطات بالدفع أثناء احتشادهن عند باب السلسلة، وأجبرتهن على التفرّق في البلدة القديمة، وذلك لمنعهن من التكبير والهتاف في وجه المستوطنين أثناء خروجهم من المسجد الأقصى. كما حاصرتهم أثناء تواجدهم عند باب القطانين. واعتقلت قوات الاحتلال المقدسية جهاد غزاوي الرازم بالقرب من مدخل باب الحديد، بعد الاعتداء عليها بالضرب والدفع، وتم اقتيادها إلى مركز شرطة باب السلسلة، زاعمة انها اعتدت على احد عناصر شرطتها. وقد تزامن هذا الاعتداء على المرابطات ومنعهن من التواجد أمام البوابات، مع احتشاد عدد من المستوطنين عند باب السلسلة ورفعهم الشعارات وترديد الهتافات العنصرية، مطالبين بالسماح لهم بأداء طقوسهم التلمودية داخل المسجد الأقصى، بينما كانوا يرتدون ملابسهم الدينية. وقاموا بالرقص والعربدة واستفزاز المقدسيين وتصويرهم. بدورهم، نظم قرابة اربعين صحافياً فلسطينياً صباح أمس وقفة احتجاجية عند باب القطانين أحد أبواب المسجد الأقصى وحملوا معداتهم الصحافية رفضا لاعتداءات قوات الاحتلال عليهم، قبل أن تحضر إلى الموقع أعداد كبيرة من قوات الاحتلال الخاصة لقمع المعتصمين. من جهة اخرى، قام وفد من وزارة الخارجية والقنصلية الاميركية، أمس الأحد، بزيارة تفقدية للمسجد الاقصى، وتجول في باحاته واستمع من مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب، ومدير المسجد الاقصى الشيخ عمر الكسواني لشرح حول ما تعرض له وما لحق به من اضرار جراء الاعتداءات الاسرائيلية خلال الايام الماضية. من جانبها، اعلنت شرطة الاحتلال انها اعتقلت نهاية الاسبوع الماضي 27 مقدسياً للاشتباه بضلوعهم في حوادث إلقاء حجارة وزجاجات حارقة في الشطر الشرقي من المدينةالمحتلة. وقالت انها اعتقلت سبعة اشخاص من ضمنهم خمسة قاصرين للاشتباه فيهم بإلقاء الحجارة باتجاه عناصرها. واعترفت سلطات الاحتلال بسلسلة من الهجمات شنها فلسطينيون خلال الساعات الماضية بضمنها إلقاء زجاجتين حارقتين على منزل في مستعمرة "نوف تصيون" القريبة من حي جبل المكبر. كما ألقيت زجاجة حارقة باتجاه قاعدة "عناتوت" شمال القدس ما أدى الى شبوب حريق، دون وقوع اصابات في الهجومين. واشارت الى تعرض سيارات للمستوطنين للرشق بالحجارة لدى مرورها قرب قرية بيت امر على طريق بيت لحم - الخليل، وقرب بلدة بيت ساحور. وشهدت قرية بيت عينون بالخليل مواجهات بين عشرات الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي اطلقت الرصاص وقنابل الصوت والغاز لتفريق المتظاهرين. منع الفلسطينيات من الصلاة في الأقصى (أ ف ب) جندي للاحتلال يرفض دخول مسن فلسطيني إلى المسجد الأقصى دون تسليم هويته (أ ف ب)