لم يتحدث الرئيس جاك شيراك الا بعد ان عم نوع من الهدوء على الكثير من جبهات العنف والشغب التي اجتاحت فرنسا منذ السابع والعشرين من اكتوبر الماضي. ولم يستطع بحديثه المنتظر طويلاً ان يطفئ ناراً واحدة. بل العكس حسب تقديرات كثير من الصحافيين الفرنسيين. فإن الرئيس لم يخرج في خطابه هذا عن عاداته القديمة في اعطاء الوعود الوهمية التي لم يتحقق منها شيء في الغالب ويشيرون في هذا الصدد الى وعده للباريسيين حين كان عمدة للعاصمة بأن يسبحوا في نهر السن، وهو مالم يحدث ولن يحدث ابداً ومع ذلك اصبح مثلاً يختصر احاديث الرئيس ووعوده. اما على الصعيد الميداني فقد تأكد بالفعل نجاح حظر التجول وفرض حالة الطوارئ في تقليص اعمال العنف حيث تم احراق مائتين واحدى وسبعين سيارة وايقاف مائة واثنا عشر شخصاً. وعلى صعيد آخر فقد اجتمع السيد فرانسوا كوبي الناطق باسم الحكومة الفرنسية مع عدد من الصحافيين الاجانب الذين اتهمهم بالمبالغة في بعض التغطية كما دفع بهم جميعاً الى الاحتجاج والرد بعنف على الوزير. باعتبار انهم ليس في حاجة الى دروس يتلقونها من احد على صعيد عملهم. وانهم لم ينقلوا الا الحقيقة. والحقيقة ان بعض الزملاء بالغ في نقل الحقيقة وان الصورة التلفزيونية بالذات تحمل من الخطورة اكثر ماهو موجود في الواقع. لكن هذا لا يبرر ان يدعو احدهم الصحفيين الاجانب وكأنه يود ان يؤدبهم او كأنهم حثالة اورعاع. او كما يفعل في حالة استدعاء سفير دولة او احد دبلوماسييها. فالصحفي هنا مسؤول كلياً امام نفسه وامام قرائه وضمن ميثاق المهنة التي يحترمها اغلبية العاملين في الحقل الإعلامي في فرنسا.هذا وقد احيل مشروع الموافقة على تمديد حالة الطوارئ الى البرلمان الذي صوت عليه بالموافقة باعتبار ان الاغلبية يمينية.