المسجد الأقصى في القدسالمحتلة يشهد انتهاكات ومواجهات هي الأعنف منذ 13 سبتمبر إلى تاريخ اليوم بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية والمستوطنين الذين يقتحمون المسجد كل يوم ونتنياهو يشدد الإجراءات بحق ملقي الحجارة، ما أدى إلى اشتباكات اندلعت في باحة المسجد وضرب وطرد المعتصمين بداخل المصلى وممارسة العنف ضدهم. ودعت حكومة فلسطين إلى تدخل المجتمع الدولي لمنع الاعتداءات الإسرائيلية وسط تحذيرات أممية لحماية المقدسات خوفاً من توسع دائرة العنف ولكن هيهات لقد نطق الحجر بالحق قبل مجلس الأمن، واعتصم مجموعة من الشباب الفلسطينيين داخل المسجد وجوار كل منهم هرم صغير من الحجارة الصماء التي تنتظر يداً فتية توجهها إلى وجه المستعمر الشرير الحاقد للذود عن مقدساتهم وأراضيهم. وإزاء هذا الظلم الكبير انتفضت الأرواح مهللة ومكبرة وكأن الحجارة تثور غضباً في أيديهم رغم خطواتهم المتعثرة التي تعبر عن واقع منزلق إلى خطر أكبر في مواجهة هذا الاقتحام السافر من العسكر المدججين بالسلاح والمتطرفين اليهود، لقد امتلأت كتب الماضي بالانتهاكات والظلم ولم يعقبها سوى إدانات عربية ودولية واسعة. ورغم هذه الاستفزازات اليومية تظل فلسطين أرض الزيتون المباركة، لن تموت فهي تنبت الحجر والشجر والثمر – تنبت من الصخر المضرج بالدماء – روح النضال، ففي كل ملحمة تتوهج الأرواح وتفوح الأرض مسكاً من الدماء الزكية التي أنبتت الصبر في قلوب الأمهات والعزيمة في قلوب الشيوخ والأطفال. وليس ثمة شك أن القدس قد تربعت على هرم الشعر العربي والمغربي المعاصر واحتل أحمد المجاطي شاعر المغرب الحديث، مكانة متميزة في المنجز الشعري المغربي المعاصر، بالرغم أنه عُرف كناقد متميز من خلال كتاباته، والقصيدة المغربية لم تخرج عن إطار القضية الفلسطينية في الإبداع الشعري، فقد كانت هزيمة 1967، جرحاً مؤلماً في جسد الأمة العربية، وكتب المجاطي قصيدته مكونة من أربعة مقاطع ذات إيقاع حزين عن حالة القدس وهي في حالة حداد تحت الاحتلال الإسرائيلي وقد بدأ الشاعر قصيدته بمشهد مأساوي: رأيتك تدفنين الريح // تحت عرائس العتمة وتلتحفين صمتك // خلف أعمدة الشبابيك قد تكون الأحداث أكبر من كلمات الشاعر ومن سمائه وألمه ووجعه وصمت الضمير العالمي. قد لا تختلف الأمة في الغايات بقدر اختلافها في السبل إليها، هذا ولازال نتنياهو يحيك الغدر لفلسطين من خلال جلسة عقدها مع عدة وزراء يمثلون الصهيونية في أهدافها لاتخاذ قرارات خطيرة للغاية أهمها "تشديد الإجراءات المتخذة للتعامل مع حوادث إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة، بالإضافة إلى احتمال تغيير تعليمات إطلاق النار على الشبان الفلسطينيين، وتحديد سقف أدنى قضائي ملزم للعقوبات المفروضة على عقوبات إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة، وفرض غرامات عالية على القاصرين وأولياء أمورهم". واعتبر مدير مركز القدس للدراسات "الإسرائيلية" علاء الريماوي، هذه القرارات، بمثابة رخصة لإعدام الأطفال وتعد هذه القرارات خطيرة للغاية، وتلزم جهات مختلفة للتحرك الفوري على أكثر من صعيد" منها: المؤسسات الدولية، وتحريك هذا الملف لمحكمة الجنايات الدولية: كون الإجراءات من نوعية شرعنة القتل من قبل حكومة إسرائيل وتجنيد حملة إعلامية دولية، لتعرية وجه الاحتلال "الإسرائيلي" قاتل الأطفال.