الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛ فمن مقاصد الإسلام العظمى الاجتماع والألفة، والتعاضد والتكاتف، وتجسيد اللحمة على أرض الواقع، ليكون ذلك كله قوة حسية، ومعنوية، يواجه بها المجتمع الآفات والمهددات، والمخاطر والأراجيف والشائعات، ولا يتم هذا المقصد الشرعي إلا بالاجتماع على الولاة، والوقوف خلفهم، فالجماعة والإمامة أصول شرعية تنتظم مصالح الناس في دينهم ودنياهم والله سبحانه أمرنا بالاجتماع والتوحد، فقال جل شأنه: "واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا"، وحث على كل سبب يؤلف بين القلوب، وينفي عنها الإحن والبغضاء، والعداوة والشحناء، وحرم كل وسيلة تؤدي إلى هذا السبيل الذي يسبب الضعف والوهن والخذلان، ومن أعظم ما يحقق القوة المعنوية والحسية المتمثلة في الاجتماع أن يكون باعث ذلك الاخلاص والصدق مع الله، والنصح والوفاء، واليقين بوعد الله، والتعبد لله بهذه العبوديات العظيمة، انطلاقاً من هذه القيم المهمة التي تجسد الصفاء والنقاء في نفوس أبناء المجتمع، ونقرأ في هذا السبيل نصوصاً كثيرة، آمرة بالصدق مبينة آثاره، ناهية عن الكذب والغش والخداع، والنميمة والغيبة، والتجسس والتحسس وغيرها من الصفات المرذولة، فالله تعالى يقول: (يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا الله وكونوا مع الصّادقين) ويقول جل وعلا: (فلو صدقوا الله لكان خيرًا لهم)، وثبت عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ الصّدق يهدي إلى البرّ، وإنّ البرّ يهدي إلى الجنّة، وإنّ الرّجل ليصدق حتى يكتب صديقًا. وإنّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنّ الفجور يهدي إلى النّار، وإنّ الرّجل ليكذب حتّى يكتب كذّابًا» رواه البخاري ومسلم، وفي شأن علاقة الإنسان بمجتمعه ممثلاً في ولاة أمره ومن حوله يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن خلال ثلاث، عليها المعول في ربط أفراد المجتمع ببعضهم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم " ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل لله، والطاعة لذوي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم"، ما أعظم هذا الحديث، وما أحوجنا إلى تجسيده في علاقتنا وواقعنا مع أبناء وطننا ومجتمعنا، مع الراعي والحاكم، والمسؤول والقاضي، والمحكوم والصغير والكبير، لأنه ذكر ثلاث مقومات للمواطنة الصالحة، من وفى بها وتعبد لله بمقتضاها طهر قلبه من الغل والحقد والبغضاء، وعاش وحيداً، ومات سعيداً وفي ظل الوحدة والجماعة تتكامل معان وأوصاف ومقاصد عظيمة، ويحصل خير عظيم للأفراد والمجتمعات الألفة والمحبة ولذا يمتن الله بها على رسوله وخليله محمد صلى الله عليه وسلم فيقول: (وألف بين قلوبهم لو أنفقت مافي الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم) الأنفال: 63، والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بكل سبب يؤدي إلى المحبة، بل أخبر أنها طريق دخول الجنة أعلى المطالب، ونهاية المقاصد فقال: «والّذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنّة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابّوا...»، ووجود المحبة المتبادلة بين الراعي والرعية سبب للخيرية التي تحصل للمجتمع، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم». إن هذه القيم وأعظمها الصدق مع الله ومع عباد الله حصانة للمجتمع من آفة الكذب والأراجيف، والشائعات ذلكم الداء الوبيل، والانفلات الخطير الذي يمثل فوضى في المجتمع ومهدداً من أعظم مهدداته، وهي تنطوي على الاستعجال، وعدم التثبت، والتحري، والقول بلا علم، والجرأة على الزيادة فيما له أصل، أو التقول والكذب ولا يخفى أن الأمر يعظم بعظم آثاره، فالكذب كبيرة، لكنه في شأن الشائعات أخطر وأعظم ضرراً، وأشد فتكاً لأن الشائعات من أخطر الحروب المعنوية والأوبئة النفسية، بل من أشد الأسلحة تدميراً، وأعظمها وقعاً وتأثيراً، لها خطورتها البالغة على المجتمعات البشرية، فهي جديرة بالتشخيص والعلاج، وحرية بالتصدي والاهتمام لاستئصالها والتحذير منها، والتكاتف للقضاء على أسبابها وبواعثها، حتى لا تقضي على الروح المعنوية في الأمة التي هي عماد نجاح الأفراد، وأساس أمن واستقرار المجتمعات، وركيزة بناء أمجاد الشعوب والحضارات. ولقد عدّ الإسلام نشر الشائعات والأراجيف سلوكاً مرذولاً منافياً للأخلاق النبيلة، والسجايا الكريمة، والمثل العليا التي جاءت بها وحثت عليها شريعتنا الغراء، فقال تعالى: (يا أيّها الّذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا) فجعل الأصل فيمن ينقل دون تثبت الفسق وعدم المصداقية، فلا تصدر مثل هذه الأقاويل إلا ممن فسق وخرج عن أمر الله الذي أمر بالتثبت والرجوع إلى العلماء وأولي الأمر فقال تعالى: (وإذا جاءهم أمر مّن الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردّوه إلى الرّسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الّذين يستنبطونه منهم ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته لاتّبعتم الشّيطان إلّا قليلًا) وقال تعالى: (إذ تلقّونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم مّا ليس لكم به علم وتحسبونه هيّنًا وهو عند اللّه عظيم)، فالآية الأولى توجيه من الله وبيان لأهمية مقومات الألفة والاجتماع وذلك بأن يتحمل كل فرد من أفراد المجتمع مسؤوليته أمام الله عما يقوله وعما يفعله، ولا سيما أوقات المحن والأزمات، والحروب والمتغيرات، فهي بيئة يندس فيها المغرضون، وفرصة يقتنصها شياطين الإنس والجن لبث الشائعات المغرضة التي تفت في عضد الأمة، وتلحق بها الأضرار التي ربما أودت بكل مقومات بقائها، وهذا واقع كثير من المجتمعات اليوم، فيجد الشيطان سبيله إلى نفوس أبنائها بمثل هذه الأساليب، ويساعد على ذلكم الوسائل العصرية، والتقنيات الحديثة، والتطور المذهل في شبكات التواصل ووسائط نقل المعلومة التي سهلت نقل المعلومة بلا تبعة، ونشر الشائعة بلا رقيب، فبدل أن تكون شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل التقنية المعاصرة وسيلة لحماية المجتمع أصبحت على العكس مهدداً من أخطر المهددات، وبات يقودها من يرون مصلحتهم في استهداف المجتمع والوصول إلى أجنداتهم، وأجندات من وراءهم من قوى إقليمية أو عالمية، والواقع يشهد أن هذا الفضاء التقني يعج بكل ما يوغر الصدور، ويورث الأضغان، ويشكك في الثوابت، وينشر الفتنة، ويهدم الثقة، وللأسف، بل تجاوزت ذلك لتكون وسيلة من وسائل التجنيد والتحريض، والفساد والإفساد والله المستعان، ويصدق على واقعها، ما أخبربه النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم وفيها أنه مر على رجل جالس ورجل قائم بيده كلوب من حديد، يشرشر شدقه بهذا الكلوب وكلما شق شدقه عاد، وأخبر بعد ذلك بأن من يصنع به ذلك هو الذي (يغدو من بيته فيكذب فتحمل الكذبة عنه تبلغ الآفاق). والمنهج القرآني ظاهر، وهو أسلوب فاعل مؤثر في تحجيم هذه الآفة ودفع ضررها، وما أحوجنا إلى هذا المنهج المتمثل في قوله تعالى: (ولو ردّوه إلى الرّسول وإلىٰ أولي الأمر منهم لعلمه الّذين يستنبطونه منهم) فحقاً لو اجتمعت الكلمة، وأصبح مصدر المعلومة من هم محل الثقة، ومورد الاجتماع ولاة الأمر والعلماء، لكان هذا سبباً في درء مصائب عن الأوطان والمجتمعات، وفي الآية الثانية لا يخفى ما وقع فيه المغرضون في زمن الإفك، وكيف طالت فتنتهم وضررهم بالشائعات بيت النبوة، وفراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهر المطهر، وزوجه الصديقة بنت الصديق رضى الله عنها وعن أبيها، وهذه صورة لأثر هذا الداء في المجتمع والأمة، فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المؤيد المنصور من الله، الصادق المصدوق، المعصوم ومع ذلك لم يسلم من شائعة عظيمة، وإفك كبير، وبهتان واضح، بسبب النقل والتسرع (إذ تلقّونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيّنًا وهو عند اللّه عظيم) فكيف بغيره؟ إن الشائعات وأعظم منها الأراجيف وهي الأقاويل التي توجب الفزع والخوف، والتحير والتهويل، والمغالطات والمبالغات وتستغل في أوقات الأزمات من أناس يندسون في الصف لزرع الشك والريبة، واستغلال الأزمات، فهي جزء من الشائعات إلا أنها أخص وكل ذلك مما نهى الله تعالى عنه، والنصوص الواردة في التحذير من الشائعات كثيرة غير ما مر، فقد نهى الله سبحانه وتعالى عن التجسس والغيبة والنميمية، كل ذلك لئلا تكون وسيلة لنشر هذه الشائعات والأراجيف، وحث على التثبت والتبين في نقل الأخبار، يقول سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأٍ فتبيّنوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)، والشائعة مبنية على سوء الظن بالمسلمين، ويقول سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم)، وأخرج الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع) وفي رواية: (كفى بالمرء إثماً)، وفي الصحيحين عن المغيرة بن شعبة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قيل وقال. أي: الذي يكثر من الحديث عما يقول الناس من غير تثبّت، ولا تدبّر، ولا تبيّن". نصوص واضحة، تعد رسائل رادعة لكل من تلوث بهذا المرض، وامتهن نقل الشائعات، وهي من أعظم آفات اللسان ذلكم العضو الذي يكب الناس في النار كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ -رضي الله عنه - "وهل يكبّ النّاس فى النّار على وجوههم أو على مناخرهم إلاّ حصائد ألسنتهم" ولا بد أن ندرك أن الشائعات مفهوم شمولي ينتظم المعلومات أو الأفكار، التي يتناقلها الناس، دون أن تكون مستندة إلى مصدر موثوق به يشهد بصحتها، أو هي الترويج لخبر مختلق لا أساس له من الواقع، أو يحتوي جزءاً ضئيلاً من الحقيقة. وقيل هي كل قضية أو عبارة، يجري تداولها شفهياً، وتكون قابلة للتصديق، وذلك دون أن تكون هناك معايير أكيدة لصدقها. فهي أفكار عامة، انتشرت بسرعة، واعتقد فيها، وليس لها أي وجود أصلي، وسلوكيات خاطئة سريعة الانتشار، تثير البلبلة والفتنة في المجتمع، وأقاويل وأخبار يتناقلها الناس بقصد الإرجاف، أو التشويش والبلبلة، أو استهداف شأن ما، ولذلك فخطرها عظيم وشرها مستطير مع أن الأراجيف كما مر صورة من الشائعات فالشائعات أعم منها، وقد كانت على مدار التاريخ سبباً في البلايا والرزايا فقد كانت السبب الرئيس في هزيمة المسلمين في غزوة أحد، عندما أشاع المشركون مقتل النبي – صلى الله عليه وسلم –، وكذلك ما سببته من فتنة إبان حادثة الإفك، التي نزلت فيها الآيات بذم الشائعات والأراجيف والبهتان والتوجيه بالسلوك القويم عند سماعها فقال جل وعلا (ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلّم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم)، هذا التحذير الشديد، والوعيد والتهديد لخطورتها العظيمة ولما لها من آثار وأخطار نفسية؛ فهي سبب في أضرار كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر: 1) الإشاعات طريق الاختلاف والتفرق، ولا سيما إن صاحبتها غيبة ونميمة، ونقل للأقوال، فتجتمع هذه الآفات لتكون طريقاً للاختلاف، وإذا حصلت الفرقة حصل الوهن، وضعفت القوة. 2) هي مفضية إلى سوء الظن بالمسلمين، وهذا ظاهر وما قصة الإفك عنا ببعيد، كيف أسيء الظن بفراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحير المسلمون، وترددوا، فمنهم من وقع في الإفك على جلالته، ومنهم من عصم لسانه فعصمه الله، وهكذا تؤدي الشائعات إلى إساءة الظن بكل مكونات المجتمع، حتى تصل إلى الحكام والعلماء الذين هم صمام أمان المجتمع. 3) ونتيجة لسوء الظن تتولد مفاسد أخرى كثيرة حيث تفقد الثقة بين أبناء المجتمع المسلم، ويسر الشيطان بما يحصل نتيجة لذلك. 4) وتتولد الإحن والضغائن، وتتفاقم حتى تصبح حواجز نفسية. 5) وإذا حصل ذلك نتج عنه ما هو مقصد الأعداء من الوهن والضعف وذهاب القوة، لأنها تستهدف قوة المجتمعات، وتستغل أوقات الأزمات وتنشر ما يسبب الفوضى، ويزرع الاتهامات، فتتحول القوة إلى ضعف، والاجتماع إلى فرقة، والثقة إلى شك وريبة، وهذا ما يريده أعداء الأمة، ولهذا تفعل الشائعات فعل السحر في إضعاف الثقة، وذهاب الهيبة، وتفريق الصف، وهذا يفسر انتشارها أوقات الأزمات، لأنها من أصابع تندس في هذه الظروف لتكون عوناً للعدو في الهزيمة النفسية المفضية للهزيمة الحقيقية. 6) بل يتسبب عنها أضرار نفسية وعقلية في أفراد المجتمع، فلها آثار سيئة على طمأنينة النفس، وهدوئها، واستقرارها. 7) وبعكس ذلك فهي سبب لروح التشاؤم، والنظرة السلبية للمستقبل وللمجتمع. وإذا كانت الإشاعات عموماً من المنكرات التي نهى عنها الشرع فإن هذا الحكم يتأكد إن كانت هذه الشائعات تتناول ولاة الأمور، ونخب المجتمع ومسؤوليه، لما يترتب على الإشاعة عنهم وغيبتهم من الشرور والفساد ولما لذلك من آثار غاية في السوء والنكارة، فإذا كانت مذمومة في حق آحاد الناس وعموم أفراد المجتمع فإنها في حق ولاة الأمر والعلماء أعظم وآكد، لأن من يستهدفهم فهو لا يؤثر على ذواتهم وأشخاصهم، وإنما يطال ضرره المجتمع برمته، لأن ولاة الأمر هم صمام أمان المجتمع وسبب وحدته واجتماع كلمته، وعاصم من الفتن، وكذلك العلماء هم مصابيح الدجى، وهداة الأمة، فإذا ما أشيع عنهم وتجاسر الناس عليهم فإن ذلك طريق لتفريق الناس عن ولاة أمورهم وبث للكراهية، وشحن لحالة التمرد والعصيان، ونزع يد الطاعة التي أمر الله بها، وفي هذا مفاسد عظيمة توجب الفوضى، وتخل بالأمن والسلم الاجتماعي في أي بلد تنتشر فيه، ولهذا حذر العلماء من غيبة ولاة الأمر، كما قال الشيخ العلامة شيخنا محمد بن عثيمين رحمه الله "غيبة ولاة الأمور محرمة من وجهين: الوجه الأول: أنها غيبة مسلم، وقد قال الله تعالى: "ولا يغتب بعضكم بعضاً" الحجرات 12. الوجه الثاني: أن غيبة ولاة الأمور يترتب عليها من الشرور والفساد ما لا يترتب على غيبة الرجل العادي؛ لأن الرجل العادي إذا اغتيب فإنما عيبه على نفسه، لكن ولي الأمر إذا اغتيب لزم من ذلك كراهة الناس له، وتمردهم عليه، وعدم تقبل توجيهاته وأوامره، وهذه مضرة عظيمة توجب الفوضى، وربما يصل الحال إلى القتال فيما بين الناس. وأما من لم يحكم بما أنزل الله، فيقال: ينكر الحكم بغير ما أنزل الله، ولا ينكر علناً؛ لأنه لا فائدة من إنكاره علناً وإنما ينكر على الحاكم نفسه، ويكتب إليه بذلك، فإن كان الإنسان يستطيع أن يصل إلى الحاكم بنفسه فهذا المطلوب، وإلا كتب النصيحة وأعطاها من يوصلها إلى الحاكم". ومما يبين خطر هذه الآفة، ويظهر أثرها على الوحدة الوطنية، والاجتماع المبارك خلف القيادة الرشيدة، ويكشف خطورة المتسترين الذين ديدنهم بث الشائعات وترويج الأقاويل والأكاذيب، وتضخيمها حتى لم يعد قولهم مؤثراً على الفرد فحسب وإنما صار له أثره في الواقع الاجتماعي والاقتصادي والفكري ما أشرنا إليه من أننا نعيش في زمن التقنية، وسرعة انتشار المعلومة، وتعدد الوسائل والصور التي غدت في تسارعها في وضع لا يمكن السيطرة عليه، وقد جاءت هذه الوسائل في سياقات تقنية ذات أبعاد ثقافية واجتماعية مختلفة، تغذيها الأحداث العالمية المتلاحقة، حيث تنتقل الأفكار والمعلومات والأخبار والاتجاهات بشكل غير منضبط. وهو ما سبب هذا الأثر العكسي الذي نعيشه اليوم، حيث أصبح ما يبث عبر هذه المواقع مصدراً لمخاوف الأفراد وقلقهم، وكذلك مصدراً لبث السموم الفكرية والاجتماعية والأمنية، والجميع يعلم أثر تلك الوسائل فيما حصل في بعض بلاد المسلمين من فوضى واقتتال ودمار فيما يسمى زوراً بالربيع العربي، حتى تحولت بلاد إلى أوضاع مأساوية يتمنون فيها العودة إلى الماضي، ويدركون فيها أنهم أصبحوا وسيلة تتقاذفها تيارات الجماعات والتنظيمات عبر هذه الوسائل التقنية التي أصبح الشر فيها غالباً، وجند الشباب من خلالها، كيف لا وهي وسيلة سريعة الانتشار، قوية الأثر، واسعة الاستخدام، سهلة الاستعمال يستعملها الصغار قبل الكبار، ويتقنون أدواتها وأنواعها، فبدل أن تستخدم في جمع الكلمة، وتعزيز اللحمة، ووحدة الصف صارت بعكس ذلك، حيث تنتشر فيها مواد متنوعة يطغى على معظمها ضعف المصداقية، وسوء المحتوى، وهو ما جعلها بيئة خصبة لنشر الشائعات والإرجاف بين الناس، فسارع أعداء الأمة إلى استغلالها بأبشع الطرق نشراً للشائعات وبثاً للفتن والموبقات، فأصبحت مرتعاً للمجرمين والمنحرفين والمتطرفين، تضخم فيها الأحداث والوقائع وتقدم فيها تفسيرات خاطئة، وتخلف آثاراً اجتماعية سلبية على الأفراد، خاصة مع نقص وعي المجتمع للتعاطي معها، ولاشك أن الانسياق خلف الدعوات المضللة التي تعج بها هذه المواقع تحدث حالة من الاضطراب وانعدام التوازن داخل المجتمع. ولذا فإن مسؤولية الاستعمال الصحيح لمواقع التواصل الاجتماعي والتعاطي مع المواد المنشورة بها، مسؤولية مشتركة بين كافة الأطراف سواء الأفراد أو الجهات الحكومية أو الشركات أو وسائل الإعلام المختلفة، لا في مجال التحكم والمراقبة، ومواجهة الفتن والشائعات فحسب، بل في توظيفها في الوجهة الإيجابية، وهناك حاجة لتوفير البرامج التوعوية التي تحصن أفراد المجتمع من التأثر بمحتوى المواد المنشورة عبر هذه المواقع، إضافة إلى ضرورة تدريبهم على طرق التعامل معها، ما يؤدي إلى توفير بيئة آمنة وملائمة للاستخدام السليم والمعتدل. إن علينا مسؤولية عظيمة يجب أن نتحملها أمام الله وذلك بالحرص على الألفة والجماعة، واللحمة ووحدة الصف والكلمة، خصوصاً في أوقات الأزمات فقد تندس أصابع الفتنة عبر هذه الوسائل، وتحاول اختراق الصف بالشائعات والأراجيف، والتشكيك في القدرات، والتعاون مع أعداء الأمة والوطن في ظل هذه الظروف، وربما يتمسح بعضهم بالمصلحة الوطنية أو الشفافية، وهي كلمات حق يراد بها باطل، فمن واجبنا أن نتحمل المسؤولية كاملة أمام الله ثم أمام ولاة أمرنا، وأن نقف معهم صفاً متراصاً، وأن نقطع الطريق على كل مشكك أو مزايد أو مريد للشر، استجابة لتوجيه الله تعالى في قوله: "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم" فالرد إلى ولاة الأمر من الحكام والعلماء في أوقات الأزمات والفتن من أهم ما يحصّن الجبهة الداخلية، ويقي من الفرقة والانقسام، وينبغي على المسلمين إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم، أهل الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة، الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها. فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطاً للمؤمنين وسرورا لهم وتحرزا من أعدائهم فعلوا ذلك. وإن رأوا أنه ليس فيه مصلحة أو فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته، لم يذيعوه، وهذا هو المنهج الرباني والتوجيه السلفي الذي يحصن من أثر هذه الوسائل السلبي. لقد برهنت الدراسات والأبحاث والمتابعات أن مواقع التواصل الاجتماعي تشكل أداة رئيسية للجماعات الإرهابية لنشر أفكارها المتطرفة، واستقطاب مجندين لها، مستفيدة في مساعيها الخبيثة تلك من انتشارها الواسع حيث يقدر عدد مستخدميها بما يقارب الملياري مستخدم، ولذلك نجد الإرهابيين يلجؤون إلى هذه الوسائل ويجتهدون في نشر باطلهم عبرها، فهي غير مكلفة، ولا تتطلب جهداً كبيراً، كما أنها تصل إلى شريحة واسعة جداً، ومن هنا أصبحت تلعب دورا بارزا في صناعة التطرف والترويج للأعمال الإرهابية والتحريض على العنف وتسويق الأفكار المتشددة، واستقطاب العناصر المؤهلة للانحراف. والمتأمل للبيانات الموفقة من مقام وزارة الداخلية سواء في القبض على خلايا أو إفشال مخططات يلفت نظره بشكل ظاهر، وبصورة متكررة دور مواقع التواصل الاجتماعي في تجنيد العناصر المتشددة وتنفيذ عمليات إرهابية، والترويج للتفسيرات الدينية والآراء الفقهية المنحرفة والمضللة، واستخدمتها الجماعات والتنظيمات الإرهابية في عمليات اختراق مواقع وحسابات دول كبرى، وأيضا في الدعاية لنفسها ونشر جرائمها التي تنتهك فيها كل الأخلاق والمبادئ والقيم الدينية والإنسانية. ومع هذا النشاط المتزايد لهذه الجماعات الإجرامية على مواقع التواصل، فإن الراصد للجهود المقابلة لهذه الأعمال يلمس ضعفاً ملحوظاً من بعضها في استغلال مثل هذه المواقع بل وغياباً تاماً في حالات كثيرة، وهذا ضعف غير مبرر خصوصاً مع انتشارها بين أطياف المجتمع المتعددة واستغلالها من قبل أعداء الأمة، ولذا فمن الواجب تضافر الجهود وتوحيدها ورسم استراتيجيات علمية لاستغلال هذه المواقع وقطع الطريق على من يود نشر الشائعات والأراجيف، بحيث يسهل الحصول على المعلومة من مصدر رسمي يقطع الطريق على مثيري الفتنة ويجلي الحقائق للمجتمع. ولذا فالحاجة ماسة إلى برامج توعوية تستهدف الناشئة وتنور عقول الشباب وتربطهم بالعلماء الموثوقين وتحميهم من الأفكار الشاذة والمنحرفة، وتساهم في الحفاظ على دينهم بوسطية واعتدال وتنشر ثقافة السماحة واليسر وتعزز محبة الوطن وصدق الانتماء إليه في نفوسهم وتزرع محبة لولاة الأمر ووجوب طاعتهم، ومن أعظم حقوقهم النصيحة يقول صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم). فالنصيحة شأنها عظيم، بل إنه صلى الله عليه وسلم قد جعل النصيحة هي الدين وينبغي الحرص على أن تؤدى كاملة تامة لا غش فيها ولا خيانة ولا تقصير، وذلك وفق فقه النصيحة، فالنصيحة لأئمة المسلمين تكون بالدعاء لهم والسمع والطاعة لهم في المعروف، والتعاون معهم على الخير وترك الشر، وعدم الخروج عليهم، وعدم منازعتهم، وذلك على قاعدة الشريعة المتقررة التي يقوم فيها المسلم بالنصيحة بالطريقة الصحيحة التي تحصل بها الفائدة ويدفع بها الضرر، ويستجلب بها التعاون على البر والتقوى، والتواصي بالحق والعادل، وليس من النصيحة لهم غيبتهم والتشهير بهم، ونقل الشائعات وتهوين شأنهم في قلوب رعيتهم قال أئمة الدعوة: "ما يقع من ولاة الأمور من المعاصي والمخالفات التي لا توجب الكفر والخروج من الإسلام فالواجب فيها مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق واتباع ما عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم في المجالس ومجامع الناس"، وقال العلامة السعدي رحمه الله: "على من رأى منهم ما لا يحل أن ينبههم سراً لا علناً بلطف وعبارة تليق بالمقام". وقال الشيخ ابن باز: "الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم وبين السلطان والكتابة إليه أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير وإنكار المنكر يكون من دون ذكر الفاعل فينكر الزنى وينكر الخمر وينكر الربا من دون ذكر من فعله ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير ذكر أن فلاناً يفعلها لا حاكم ولا غير حاكم". ولا شك أن الأساس في التربية والتحصين والتنشئة الحسنة يقع على عاتق الأسرة فلها أثرها الكبير في تربية النشء وتوجيههم بل هي المحضن الأهم والأقوى، فإذا صلحت الأسرة صلح الفرد، وصلح المجتمع تبعاً لذلك، فالأسرة منبت العقيدة والأخلاق، والأفكار والعادات والتقاليد كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلاّ يولد على الفطرة؛ فأبواه يهوّدانه وينصّرانه ويمجّسانه)، ومن أعظم مسؤولياتها التربية الدينية الصحيحة، التي تغرس في النفوس العقيدة الصحيحة الراسخة، وتربيها في جوّ من الإيمان الصحيح، وغرس القيم الدينية والوطنية فيهم، وهذا مما يستوجب مضاعفة الجهود لتنشئة الأولاد على مبادئ دينهم وعقيدته وثوابته، ثم لتحصينهم ضد تلكم التيارات الفكرية المنحرفة، والتنظيمات المتطرفة قال العلامة ابن القيم: "قال بعض أهل العلم إن الله سبحانه يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده، فإنه كما أن للأب على ابنه حقا فللابن على أبيه حق"، فكما قال تعالى: "ووصّينا الإنسان بوالديه حسنًا" العنكبوت: 8، قال تعالى: "قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها النّاس والحجارة" التحريم: 6. قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: علموهم وأدبوهم، وقال تعالى: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا وبذي القربى" النساء، والملاحظ الضعف في هذا الجانب بحيث ينشأ بعض الأبناء بعيدين كل البعد عن انتماءاتهم الدينية وولاءاتهم الوطنية، فيصبحون هدفاً سهلاً لكل من يريد استدراجهم إلى أفكار التطرف والإرهاب، أو يوقعهم في حبائل الرذيلة والمخدرات والانحراف الخلقي، ولذلك فلا بد للأسر من القيام بدورها المنوط بها تربية وتنشئة، وملئا للفراغ في نفوس الأبناء، وحماية لهم من كل فكر أو سلوك يورثهم الخيبة ويوردهم المهالك، والأحداث التي نعاني منها تؤكد مسؤوليتنا تجاه أبنائنا لتتكامل الأدوار من الأسرة ثم المؤسسات التربوية والتعليمية والدعوية والتوجيهية ممثلة في المسجد والمدرسة والجامعة وغيرها وأن تنهض بأهدافها ورسالتها وأن تقوم بأعمالها بكل وضوح وشفافية بعيداً عن التلون والأساليب الملتوية مع المتابعة الدقيقة لما تؤديه، وأن لا يكتفى بالجوانب الإعلامية والدعائية التي لا تسمن ولا تغني من جوع بل قد تكون تغطية وتعمية على وعن الواجب الملقى على عاتقها، ومما لا شك فيه أن للمؤسسات التربوية دوراً محورياً، وشأناً عظيماً في بناء شخصية الفرد بناءً سوياً متكاملاً يقوم على التحصين من الفكر المتطرف والمنحرف ويبني في نفوسهم قيم الوسطية والاعتدال، وذلك يتطلب جهوداً مؤسساتية فعالة، وبرامج وفعاليات مؤثرة، تتكامل فيها جهود المؤسسات التربوية المتنوعة بدأ من المسجد ومراكز التحفيظ والنوادي الصيفية وانتهاء بالمدارس والكليات والجامعات ومراكز الأبحاث، بحيث تؤدي كل مؤسسة دورها في منظومة شاملة ذات استراتيجيات وأهداف مبنية على أسس علمية، ودراسات واقعية، تساهم بإذن الله في تحصين الأبناء وتوجيههم وتجعلهم سواعد بناء، ومنارات علم، ورجال مستقبل، وتكون مقومات المواطنة الصالحة حصانات فكرية تصطدم بها دعوات الفتنة، وأقاويل الشائعات، وجهود المغرضين، ومما لا يخفى أن أقدار الله جارية، وسنته فيما يريده ماضية سواءً على مستوى الأفراد أو الدول، ولهذا مرت وتمر الأزمات ببلادنا، ونستدفعها باللجوء إلى الله، والضراعة إليه سبحان أن يقي بلادنا وبلاد المسلمين كل شر وفتنة، ثم بالتكاتف وعزمات الرجال والروح المعنوية العالية، والوقوف صفاً واحداً، ضد كل ما من شأنه أن يخل بأمن الوطن ويضر بمقدراته، ومن نعم الله العظيمة ومنته وفضله على أهل هذه البلاد المباركة والوطن الغالي المملكة العربية السعودية وعلى جميع المسلمين، أن قيض لها من القادة الصالحين والحكام المخلصين، والعلماء الربانيين، والدعاة الصادقين، من يقوم بنصرة هذا الدين، وإحياء ما اندرس من رسومه، ونشر العلم وتعليمه، والدعوة إلى عقيدة التوحيد الخالص، وتحكيم شريعة الله، ودحر الباطل وأهله وحماية توحيده، والقيام على ذلك بما يحقق النقاء والصفاء والقضاء على كل صنوف الشرك والبدع حتى أضحت هذه البلاد درة بين الأمم متفردة في نظام حكمها الصالح وفي حكامها الراشدين وعلمائها الربانيين مما جنبها الفتن والمحن التي أصابت الكثير من بلاد المسلمين، وضربت أروع الأمثلة في اللحمة والتماسك والتعاضد، والوقوف صفاً واحداً ضد دعاة الفتنة، ومنظري الجماعات المتطرفة، ومن يرومون خلخلة الوحدة وشق عصا الطاعة، وإحداث الفرقة. وكان المحك الذي أبرز هذه اللحمة في أبهى صورها وأعمق معانيها: مواطن المحن، حينما يزايد أولئك على حدوث هذا الشرخ، وتحقيق الأهداف المبطنة والمعلنة، ولكنهم ينقلبون خاسئين، ويرتد إليهم طرفهم وهو حسير، وهذا كله من حفظ الله لهذه البلاد ولما قامت عليه من أسس وثوابت، ويحال بعد توفيق الله إلى الوعي بهذه المخاطر والفتن والأبعاد الخفية والمعلنة، فيظهر المكنون، ويشكل صخرة صلدة تتكسر عليها دعواتهم وتتحطم آمالهم، ورغم الفشل الذي يتوالى إلا أن دعاة السوء والفتنة وأصحاب الولاءات الحزبية والدعوات المضللة لا يزالون يمارسون هذه الأساليب الماكرة التي تدغدغ العواطف، وتحرك الفتن، وتجيش العامة والدهماء، ويستغلون الثغرات ويعظمون الأخطاء، ويحسنون القبيح، ويقبحون الحسن، وينشرون الشائعات والأراجيف ليصلوا إلى مآربهم، في اختراق وحدة هذا الوطن وتحريك الفتن فيه واصطفاف في مناصرة أحزاب أو جماعات، وأبلغ من ذلك في تشويه الصورة وإضعاف اللحمة وتحقيق مراد الشيطان في إضعاف الثقة بولاة الأمر والعلماء، ولكن ولله الحمد يزايدون ويحاولون ويقابلهم أبناء هذا الوطن بوعي بأهدافهم، وكشف لمؤامراتهم وصولاً إلى رفع الروح المعنوية لدى كافة أفراد الشعب لمواجهتهم بالأصول الشرعية، والمقاصد المرعية، والمواقف السلفية التي كانت وراء نجاة السلف وتوحدهم واجتماعهم وإننا نحمد الله أن منّ علينا من نعم الأمن والأمان والعيش الرغيد، في ظل هذا الوطن المعطاء، وإننا لندعو الله جل وعلا لمليكنا المفدى، وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أن يوفقهم ويسدد على الحق خطاهم، وأن ينصر بهم دينه ويعلي بهم كلمته وأن يجزيهم على ما يبذلونه لأبناء هذا الوطن خاصة وللمسلمين عامة خير الجزاء. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..