حذر سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من الشائعات وأثرها على المجتمع " ، وأهمية البعد عن نشر الأراجيف الباطلة ، مشيراً إلى أن الشائعات مبدأ سيء وإشاعة للفوضى والإرجاف في الأمة . جاء ذلك في محاضرة لسماحته بعنوان " الشائعات وأثرها على المجتمع ", ألقاها مساء أمس بقاعة المحاضرات في نادي ضباط قوى الأمن الداخلي بالرياض بحضور معالي وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد بن محمد السالم ، وعدد من منسوبي الوزارة. وقال سماحته : إن الشائعات من شأنها أن تضر الفرد و المجتمع عامة ، والمسلم موقفه التثبت في الأمور كلها وأن يتبين الحق من الباطل وألا يتقبل السب والقدح في الآخرين وألا يتلقف الكلام على علاته ثم ينشره ، مستشهداً بقوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ " ، وقوله تعالى : " إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ". وأوضح أن من مبادئ الشريعة الإسلامية الحث على الصدق والترغيب فيه ، وذم الكذب وبيان عواقبه السيئة لأن الله عز وجل أمرنا بالصدق والبعد عن الكذب ، مستشهدا بقوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ " ، كما أن الله عز وجل حرم الكذب وجعله من صفات المنافقين الذين توعدهم الله جل وعلا بعذاب أليم ، قال تعالى:" وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ". ولفت سماحته النظر إلى أن الصدق هو سبيل الهدى وعلى المسلم أن يحرص على الصدق و يبتعد عن الكذب والافتراء ، قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم : " عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " أربع من كن فيه كان منافقا ، ومن كانت خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : من إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا خاصم فجر ، وإذا عاهد غدر " . وبين سماحة مفتي عام المملكة أن الصدق نجاة للمسلم في الدنيا ونجاة في الآخرة قال تعالى : " قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " . وحذّر من أن الكذب ونشر الشائعات والأراجيف ، وقال : "إنه مبدأ أعداء الإسلام لأنه يضر بالمجتمع ومن ذلك ما حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حين حاول اليهود نشر الشائعات التي حاولوا بها صد الناس عن سبيل الله ، لكن الله كشف أمرهم على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم "، مشيراً إلى أن الصادقين يكونون صادقين في أقوالهم وأعمالهم وتعاملهم وقبل ذلك كله مع ربهم ثم مجتمعهم وزملائهم وأوطانهم. كما حذر سماحته من المفرقين بين الناس والناقلين للنميمة بين الأحبة، مفيداً أنه من شأن ذلك ملء القلوب حسداً وحقداً، وقال : "إنه ليعلم كل مسلم أن هذا الدين منتصر وباقٍ". وأضاف الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ قائلاً :" إن مجتمعنا المسلم مجتمع خير يسير على الهدى يحكم شريعة الله ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر ، مجتمع مطمئن يشد بعضه أزر بعض ، ملتف حول قيادته ، مجتمع له قيادة بايعها على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، مجتمع سائر على خير بعون الله فأمن واستقرار وطمأنينة ورغد عيش ونعمة سابغة ، يحسدنا عليها الأعداء فنحن مستهدفون في عقيدتنا ومستهدفون في أمننا وفي اجتماع كلمتنا وفي أمورنا كلها " مؤكداً أن المجتمع المسلم واقف أمام كل التحديات التي تحاول إفساد المجتمع بعون الله تعالى . وأكد سماحته أن رجل الأمن عليه أن يكون مؤمناً بالله مخلصاً لله حريصاً على الخير باذلاً للخير بعيداً عن الشر وعن كل سوء وبعيداً عن الكذب والأراجيف والظنون السيئة قال تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ " . ودعا سماحة مفتي عام المملكة الله العلي القدير أن يحفظ على هذه البلاد أمنها واستقرارها وولاة أمرها وأن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى . وفي ختام المحاضرة تسلم سماحة مفتي عام المملكة درعا تذكاريا بهذه المناسبة من معالي وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد السالم . تأتي المحاضرة ضمن الأنشطة الثقافية التي تقيمها الإدارة العامة للعلاقات والتوجيه بوزارة الداخلية التي تستضيف عدداً من العلماء والمفكرين والمسؤولين للتحدث ومناقشة موضوعات مختلفة " دينية , اجتماعية, ثقافية, إدارية " .