كشفت مجلة (فوربس الشرق الأوسط) في عددها الأخير عن قائمة (أقوى 30 نادياً لكرة القدم في العالم العربي) وتصدرت السعودية الدول المشاركة في القائمة بواقع خمسة أندية بقيادة الهلال الذي جاء في المركز الثاني، تلتها في المرتبة الثانية تونس بواقع اربعة أندية بقيادة النجم الرياضي الساحلي في المركز السادس، فيما تقاسمت الإمارات وقطر المركز الثالث بواقع ثلاث أندية لكل منهما بقيادة ناديي العين والسد. فيصل بن تركي: قيمة نادي النصر تصل إلى 500 مليون ريال وفي تقرير بعنوان (فوضى الملاعب وأرباحها المعلقة) اوضحت المجلة أن إسهامات الملكيات العربية والرعايات ربما تتجاوز ملياري دولار، وهناك خمسة من أصل ثلاثة أندية تعد الأكثر تحقيقاً للإيرادات في العالم، باتت ترتدي قمصاناً تشير إلى رعاية شرق أوسطية، وأعلاها إيراداً ريال مدريد. في حين يصعب عربياً معرفة إجمالي العوائد المالية التي تحققها الأندية في الدول العربية أو معرفة حجم الديون التي تغرق فيها بسبب غياب الشفافية وفوضى الإدارات التي تتوالى عليها وتورطها بالديون. خلود العميان: الديون تهدد بانهيار الأندية والعلاج يكمن في الخصخصة وقال رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي في مقابلة مع (فوربس الشرق الأوسط): "نأمل أن يكون النصر من أوائل الأندية السعودية الخاصة" وسعي رئيس النادي جاهداً إلى تنظيم أوراق ناديه من أجل إعداده مالياً وإدارياً ليكون جاهزاً لعصر الخصخصة، وكيفية استثماره لموارده ولعلامته التجارية بتخصيص إدارة مستقلة تعنى بالشؤون الاستثمارية. وتنص الاتفاقية حسب عضو لجنة الاستثمار والتطوير في نادي النصر مشعل السقا، على إدارة الأصول البنكية للنادي وبعض أعضاء الشرف، وتذهب العوائد إلى خزينته ويتضمن إعداد النادي لمرحلة الخصخصة من حيث إعادة الهيكلة ووضع نظام الحوكمة والبحث عن شركاء أقوياء، وكل ما تتطلبه المرحلة المقبلة. وتتضح رؤية بن تركي لمستقبل ناديه والتي أوجزها قائلاً: "نأمل أن يكون نادينا من أوائل الأندية السعودية الخاصة والمدرجة في سوق المال السعودي". وقدّر رئيس النصر قيمة أصول ناديه بنحو 500 مليون ريال والعوائد المالية السنوية بقيمة 75 مليون والنفقات ب150 مليون ريال، يغطى منها نحو 50% من المداخيل التقليدية كالتذاكر والرعايات ومبيعات المتجر، إلى جانب توقعاته بأن ترتفع حقوق النادي في البث التلفزيوني، هذا العام إلى 22 مليون ريال بعد أن حقق بطولة الدوري. وحسب التقرير فإن أندية الدوري الممتاز بالسعودية تعيش حالة من الفوضى والخصخصة تسير بخطى بطيئة بقيمة ربما تتجاوز ملياري دولار على الرغم من الشعبية الكبيرة لكرة القدم. وسعت (فوربس الشرق الأوسط) لكشف الغموض الذي يحيط بملف خصصه الأندية الذي بدأ العمل عليه منذ عام 2003 ولم يتم تحديد إطار زمني لتنفيذه ولايزال عالقاً، مستعرضة آراء عدة مختصين في كرة القدم السعودية والاستثمار الرياضي حول حجم ديون الأندية السعودية وربما يكون من المستحيل معرفة إجمالي حجم الديون الحقيقي للأندية السعودية أو كشفها علناً، إلا إذا وصلت إلى المرحلة التي وصل إليها نادي الاتحاد الذي اضطر في مرحلة معينة إلى كشف أوراقه وإعلان إفلاسه. ومع انتشار تقديرات محلية بين أوساط المحللين، قدرت إجمالي الديون بالأندية السعودية إلى 700 مليون ريال . وخلص التقرير إلى نتيجة مفادها: "إنه في حال تفاقمت أزمة الديون فعلاً، فإنها ستقف عائقاً في المستقبل أمام تخصيص هذه الأندية، إذ سيصعب إيجاد المستثمرين في ظل انخفاض قيمتها باستمرار. وربما يؤدي هذا الأمر أيضاً، إلى تردد كبريات الشركات المحلية والعالمية من الاستثمار في هذا القطاع، حينما يتعلق الأمر بتحمل أعباء هذه الديون. وسلطت (فوربس الشرق الأوسط) الضوء على أزمة الديون التي تكاد تعصف بمستقبل الفرق السعودية واحداً تلو الآخر، وتطرقت المجلة إلى الأحوال المادية للاعبين في الأندية السعودية التي تخوض منافسات (دوري عبد اللطيف جميل) وذكرت "أنهم يعانون عدم الاستقرار المالي، وتأخر رواتبهم في معظم الأوقات، كما أن أسعارهم أصبح مبالغاً فيها، إضافة إلى أن المنافسة غير منطقية بين النوادي، ولاتزال تعقد الكثير من الصفقات العشوائية، وبأسعار خيالية تفوق قدرة اللاعب الحقيقية، الأمر الذي يؤدي إلى الإحباط الجماهيري وأحياناً غضبهم". وتعقيباً على إصدار قائمة (أقوى 30 نادياً لكرة قدم في العالم العربي لعام 2015) قالت رئيسة تحرير مجلة (فوربس الشرق الأوسط) خلود العميان: "هذه القائمة لا يعني أن أداء الأندية اقترب من المستوى العالمي، ولكن هي مجرد إضاءة على مستوى النوادي العربية، واضافت: لايزال هناك الكثير من الجهود المطلوب تحقيقها من إدارات هذه الأندية لبناء مؤسسة مالية مستقرة تحقق عوائد استثمارية مجدية، ولكن على ما يبدو أن الوضع لم يأخذ على محمل الجد حتى الآن، والدليل على ذلك انصراف كبرى الشركات العربية إلى رعاية الأندية الأوروبية التي أصبحت أكثر شعبية في المنطقة العربية، وخصوصاً الدوري الإسباني. وأوضحت رئيسة تحرير المجلة أن: "مسألة الديون تعتبر من أهم المشاكل التي تواجه الأندية، وتهدد بانهيارها، وطالما بقيت النوادي الرياضية تعيش تحت عباءة الحكومات العربية، ولم يتم اتخاذ إجراءات تنفيذية في نقلها إلى القطاع الخاص، ستبقى في حالة من الفوضى، وعدم الإفصاح، وبذلك تُحرم الكثير من الفرص الاستثمارية، والاهتمام الفعلي من كبرى الشركات بالدعم والرعاية التي هي الدخل الأهم، وستعيش على الهبات والمساعدات، وبعض المتاجرة بعقود اللاعبين. وأضافت خلود العميان أن الحل يكمن في فتح ملف الخصخصة في النوادي العربية، التي ستسهم بدورها في رفع مستوى الأداء والاستقرار المالي، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الأداء الرياضي، لذلك تتوجه الحكومات العربية مثل السعودية، والكويت ومصر، وغيرها من الدول نحو الخصخصة، وإن كان التوجه بخطى خجولة وبطيئة، ولكنّه في نهاية المطاف هو الحل الأمثل لتنشيط هذا القطاع المهم. خلود العميان