سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. أبو زيد: المستشفى الميداني السعودي في باكستان عالج 6000 مريض الأهالي يقدرون لحكومة وشعب المملكة الموقف النبيل «مملكة الإنسانية» تداوي جراح المرضى والمنكوبين
يعتبر المستشفى السعودي الميداني الذي أقامته مملكة الإنسانية في «مانسيرة» شمال الباكستان الوجه الحضاري المشرق الذي يعكس ما وصلت إليه المملكة من تطور مذهل في المجال الطبي والمجال الإغاثي والذي انعكس على الخدمات التي يقدمها لمنطقة سرحد وعاصمتها (مانسيرة) حيث بدأ المستشفى السعودي في وضع عيادات متنقلة في عدد من المخيمات التي تؤوي اللاجئين من جراء الزلزال المدمر وذلك بإقامة 3 عيادات طبية في مخيم رابطة العالم الإسلامي في مدينة جابا وعيادة في مخيم الجيش الباكستاني في مانسيرة وعيادة ثالثة في مخيم مدينة (بتل) وتضم العيادة الطبية طبيبا وممرضة ومسعفين يتواجدون في النهار لنقل الحالات إلى المستشفى السعودي الميداني في مانسيرة ومعالجة الحالات البسيطة ويتم نقلها من مدينة لأخرى حسب الحاجة وكثافة السكان. وحتى الأسبوع الماضي تجاوز عدد المراجعين للمستشفى السعودي 6000 مريض ويضم المستشفى 12 طبيباً سعودياً و3 أطباء من الباكستان و6 ممرضات من الباكستان و20 فني تمريض وإسعاف وأشعة وبلغ الطاقم الطبي 65 شخصاً يعملون في العيادات العامة للرجال والنساء والجراحة (رجال ونساء) والعظام وغرفة عناية مركزة تضم 6 أسرة و20 سريراً مشتركاً كما توجد غرفة ضماد وغرفة للجبس وصيدلية ومختبر متكامل يقوم بإجراء أغلب التحاليل وغرفتان لإجراء العمليات الجراحية وخلال 3 أسابيع فقط من افتتاح المستشفى أصبح مقصداً لمرضى منطقة سرحد وبلاكونا القريبة منها نظير السمعة الطبية التي بدأ الناس هنا يتناقلونها عن المستشفى السعودي بالرغم من وجود مستشفيات عدة لدول ومنظمات عديدة. وبعد دخول فصل الشتاء أصبح هنالك معاناة جديدة تتمثل في الحروق لدى المواطنين متضرري الزلزال وذلك نتيجة انتقالهم من البيوت التي هدمها الزلزال إلى الخيام واضطرارهم لاشعال النار للتدفئة داخل الخيام مما يتسبب في اندلاع الحرائق وإصابة الأطفال وكبار السن بالحروق وهذا ما جعل المستشفى السعودي الميداني يستنفر لاستقبال حالات الحروق ليلاً وبهذا يعمل المستشفى على مدار 24 ساعة بعد ازدياد حالات الحروق ونزلات البرد المصاحبة للشتاء. ويتحدث ل «الرياض» المشرف على فريق الإغاثة السعودي في الباكستان الدكتور سيف الدين محمد أبو زيد نائب مدير عام الدراسات والبحوث بالهلال الأحمر السعودي قائلاً نجد تعاوناً وثيقاً مع المستشفيات بعد استقرار الحالات التي نستقبلها ونعالجها نقوم بنقلها إلى تلك المستشفيات إذا كانت تحتاج إلى التنويم لعدة أيام ويومياً نستقبل ما بين 300 - 400 مريض تختلف حالاتهم ويغلب عليها الحروق وأمراض البرد والكسور والالتهابات الجلدية والفيروسية التي بدأت تنتشر بين الأسر. كما استقبلنا حتى الآن 10 حالات لمصابين بمرض الكزاز المعدي وقام المستشفى بإجراء أكثر من 100 عملية منها العمليات الكبرى والعمليات المتوسطة والعمليات الصغرى. وكانت «الرياض» التقت بالعديد من المرضى المنومين بالمستشفى السعودي الميداني حيث قال المريض امتياز والمصاب بحروق في إحدى قدميه نتيجة استخدامه الخاطئ للحطب داخل خيمته الصغيرة لقد أصبت بالحرق عندما اندلعت النار في الخيمة وانشغلت باخراج أطفالي وملابسي والحمد لله تم نقلي إلى المستشفى السعودي الذين عالجوني وأمدوا أسرتي بخيمة بديلة لخيمتهم فجزاهم الله خير الجزاء. ويتحدث ابن المريض آصف محمود والذي جاء وأقاربه حاملين معهم والده على أحد الأسرة الخشبية التي يستخدمونها لنقل المرضى قائلاً والدي تعرض لنزلة برد ومرض بالمعدة لا نعلم أسبابه وجئنا به للمستشفى السعودي لما سمعنا عنه من مستوى متقدم في إجراء العمليات الجراحية وتمكنه من معالجة المرضى وندعو الله أن يشفي والدنا ونقدم شكرنا للحكومة السعودية التي أوجدت في منطقتنا مثل هذا المستشفى. أما والد الطفل أحمد اختيار المنوم بالمستشفى السعودي فيقول ل «الرياض» الحمد لله تعالى لقدبدأ ابني في التشافي من نزلة معوية تسببت في حالات اسهال وارتفاع في الحرارة وجئت به أحمله على ظهري سيراً على الأقدام لأكثر من 3 ساعات حيث نقطن في أحد الجبال القريبة من مانسرة ويتعالج الطفل رحمة الله من التهابات جلدية معدية انتشرت بجسمه وحالياً تجاوز مرحلة الخطر بعد معالجته وسيتم خروجه من المستشفى ومراجعة العيادات الخارجية حسب المواعيد المعطاة له حتى يتم شفاؤه بمشيئة الله تعالى. وأمام إحدى العيادات بالمستشفى تحدث عدد من المراجعين من كبار السن عن أوضاعهم المعيشية والصحية حيث قالوا حضرنا هنا لمراجعة العيادات لاصابتنا بأمراض البرد والروماتيزم بعد دخول فصل الشتاء وحاليا تجاوزنا المرحلة الصعبة بعد الزلزال ولكننا عجزنا عن إعادة بناء منازلنا المتهدمة نظراً لعدم وصول رجال رفع الانقاض إلى بلدنا حتى الآن ولقد توفي في قريتنا (باغ) بعد بلاكون على طريق مظفر أباد عدد كبير من مواطنيها ونسبة تصل إلى 70٪ وأصبحنا نعاني من شح مياه الشرب النظيفة ونسكن حالياً في الخيام التي زودتنا بها الحكومة الباكستانية بعد استلامها من الحكومات المانحة ومشكلتنا حالياً في دخول فصل الشتاء والذي أصاب الأطفال بالأمراض المزمنة خاصة أمراض التنفس وانتشار مرض جلد بين الأهالي نخاف أن يكون مرضاً معدياً لا سمح الله. وسجل جميع المرضى شكرهم للمملكة الإنسانية على إقامة هذا المستشفى وتقديم المؤن الغذائية والخيام وتفقد أحوال المتضررين حتى مولدات الكهرباء أوصلت البناء، رفعوا شكرهم لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده كما شكروا للشعب السعودي الوقفة الصادقة والوقفة الأخوية التي ليست بمستغربة على المملكة قبلة المسلمين.