ما زالت فرق الإنقاذ في اقليم سرحد عاجزة عن الوصول الى عدد كبير من القرى الباكستانية المتضررة بالزلزال على الرغم من الجهود التي تبذل بنقل المتضررين بالمروحيات ويعود ذلك الى دمار الطرق الذي خلفه الزلزال حيث الطرق من بالاكوت الى مياندري (80 ك) مقطوعة وفي منطقة كانمان هناك العديد من القرى مثل روشن بيله معزولة عن العالم تماماً لعدم وجود الاتصالات الهاتفية بتلك المناطق. وفي مدينة (بتل) الواقعة على بعد 50 كم عن ماتسهيره اضطر السكان للنزول من الجبال ومعهم ما تبقى من مؤونتهم الى القرى والمدن الواقعة على الطرق المسفلتة بحثاً عن المأوى والمأكل بعد ان يئسوا من وصول المساعدات اليهم في الجبال وبقوا في العراء الايام الماضية.. «الرياض» التقت بالعديد من الأسر النازحة من الجبال الى المدن والقرى التي تتواجد بها المنظمات الاغاثية والذين ناشدوا بتوفير الخيام والبطانيات حيث إنها شغلهم الشاغل لبرودة الطقس وهطول الامطار الغزيرة .. السكان رحلوا بماشيتهم واصطفوا على الطرقات الرئيسية بأعداد تتجاوز عشرات الآلاف وفي مدينة (بتل) قتل الزلزال 2500 شخص من اصل 7 آلاف هم سكان بتل، ولا يخلو مسكن من الدمار ولأن الهزة حصلت عند الساعة 8,30 صباحاً فلقد قتلت 250 طالباً في احدى المدارس و25 طالبة في مدرسة للبنات بقيت كتبهم وطاولاتهم الملطخة بالدماء شاهد على قوة الكارثة وحتى يوم امس ما زلنا في (ماتسهيره) نشعر بالهزات المتفاوتة القوة ولكنها بدون خسائر وهذه الهزات اليومية زرعت الرعب والخوف في قلوب السكان وعجزوا عن النوم في مساكنهم التي لم تتهدم حيث لازالوا يتوقعون وقوع هزات مماثلة في ظل وجود ترددات لهزات يومية. ولم ينم الفريق الطبي السعودي الذي يقوم بإنشاء المستشفى الميداني المجاور لكلية الطب التي تحولت الى مستشفى واستخدمت ساحاتها الخارجية لنصب الخيام لمعالجة وتنويم المرضى ويعود عدم نومهم إلى وجود أم منهارة عصبياً وتواصل الصراخ ليل نهار بعد أن فقدت أولادها وجعلها هول وقوة الهزة في وضع نفسي وعصبي سيىء للغاية حتى ان حالتها أصبحت حديث الجميع لعجز الأطباء عن معالجتها بالمهدئات. وتعج مدينة ماتسهيره وبتل بأعداد كبيرة من الناس الذين ينامون مفترشين الشوارع بدون مأوى أو مأكل ويأملون في إيجاد من يزودهم بخيمة لا تتجاوز 2 * 2م تحميهم من الأمطار والبرد. ويبذل الفريق الطبي جهوداً مضنية لتشغيل المستشفى الميداني الذي يتوقع أن يبدأ في استقبال الحالات المرضية هذا اليوم الثلاثاء فيما يقوم فريق بتجهيز افطار صائم وتوزيع 40 مولد كهرباء على القرى التي قطعتها الهزة عن الكهرباء وباتت في ظلام دامس. ويبذل رئيس الوفد الطبي السعودي الدكتور موفق البيوك والمدير الطبي للمستشفى الدكتور عبدالله الحديب جهوداً جبارة لانجاح مهمتهم وإنجاز تلك المهمة الإنسانية على أعلى مستوى حتى يتمكن المستشفى من أداء عمله بدرجة عالية من المهنية ليحقق الهدف من إيجاده وذلك باستقبال الحالات وعمل العمليات الجراحية بأنواعها المتعددة. تقدير باكستاني للمساعدات السعودية من جانبه أعرب مساعد رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء في الباكستان وعميد كلية الطب في مانسهره البروفيسور إيجي خالد عن تقديره للتبرع السخي الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والمتمثل في مساعدة الباكستان بمبلغ 500 مليون ريال، إضافة لتقديم الإغاثة السعودية وبناء مستشفى ميداني سعة 30 سريراً. وقال ليس ذلك الموقف بغريب على قيادة المملكة التي عرفنا بمواقفها المشرفة مع جميع الدول الإسلامية والوقوف معهم في محنتهم. وامتدح المستشفى السعودي الميداني قائلاً أثناء زيارته للمستشفى لم أكن اتوقع أن أرى بعيني مثل هذا المستشفى هنا في ظل الظروف التي تحيط بالمنطقة، انني سعيد بالإمكانات المتوفرة والطريقة المتقدمة من تقنية ومهارة طبية وفنية. كما أقدم شكري لرئيس الوفد السعودي الدكتور موفق البويك لإدارته فريقا متمكنا استطاع خلال يومين تشييد هذا المستشفى العملاق وبديناميكية عجيبة للغاية. كما أشارت السيدة شكيل زوجة القائد العسكري الجنرال شيكير والمتطوعة في العمل الإغاثي بالتجهيزات ومهارة الفريق الطبي والذي يدير المستشفى الميداني السعودي وشمولية الامكانات المتقدمة التي يضمها من عيادات وأجهزة طبية متطورة وعن آخر أعمال الانقاذ في المناطق المتضررة قالت نحن نقدم أفضل ما يمكن أن يقدم للمتضررين في هذا الوقت العصيب بالنسبة لنا ولهم والكوارث تحتاج إلى خدمات عاجلة وخدمات طويلة وهو ما نبذله حاليا وهناك آلاف القرى لم نستطع الوصول إليها بتاتاً حيث كانت في السابق امكانية الوصول إليها عن طريق الحيوانات ومع قوة الزلزال أقفلت الصخور تلك الطرق نهائيا مما جعل الوصول إليها سواء في الجبال أو بطون الأودية صعبا للغاية حتى الطائرات المروحية عند محاولتها انقاذ المتضررين يتشبث بالحبال اعداد كبيرة مما يسبب مشاكل للطائرات ويجعلنا عاجزين عن انقاذهم وذلك بنقلهم من مواقعهم المعزولة ويحاول الجيش حاليا الوصول إلى تلك الأماكن واقامة مطارات صغيرة للهيلوكوبتر حتى نتمكن من انقاذهم وليس لدينا حاليا سوى انزال المساعدات اليهم برميها من الطائرات لعل وعسى أن تساعدهم حتى نتمكن من الوصول اليهم وقبل أن تغادر المستشفى قالت إنني مشدوهة لما رأيته وللمرة الثانية اشكر القيادة السعودية على تلك الامكانات الطبية الى المتضررين هنا بمدينة (مانسيهرة) القريبة من المناطق المتضررة رغم صعوبات نقل تلك العيادات بالطائرات او عن طريق الشاحنات لوعورة الطرق كما تشاهدون.