مختلف عندما يتحدث، مؤلم في غيابه لعشاقه وموجع في حضوره لحساده، طموحه لا يتوقف، ورغبته بالنجاح سر تفوقه، اللاعب الأول سعوديا بلغة الأرقام، وتاريخ البطولات، وجغرافيا الانجازات التي تشهد له في كل دولة ومحفل "سامي" اسم لا يحتاج الى تعريف، فأرقامه تُغني، ومنجزاته تحكي. سامي الجابر أكد قدرة الهلال على تحقيق بطولة دوري ابطال آسيا للنسختين الحالية والمقبلة، مبينا أنها مسألة وقت فقط بإذن الله وسيعتلي الزعيم عرش آسيا للمرة السابعة مواصلاً تزعمه القارة. «الأزرق» ظاهرة تستحق الدراسة.. ويحاربونه لأنه يحرمهم البطولات مشيدا بمدير الجهاز الفني الحالي للهلال دونيس مؤكداً أنه مدرب مميز وله بصمة واضحة، متمنياً أن يستمر لفترة أطول ويحقق مع الهلال انجازات أكثر. * بعد الاشراف الفني على الهلال، اتجهت الى العربي القطري ثم الوحدة الإماراتي، أين استقر بك الحال الآن؟ - أنهيت قبل فترة بسيطة دورة للمدربين المحترفين (A) في سلطنة عمان، وسأدخل دورة تدريبية أخرى قريباً في الامارات، وما زلت مرتبطاً حالياً بالتحليل الفني لقنوات بي ان سبورت، ومقيم ضمن فريق التقويم الفني (TSG)Technical Study Group) بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم. الهلال وريال مدريد متشابهان.. و«الأخضر» يحتاج إلى تنظيم من الداخل * وهل سنراك مستقبلا في الهلال؟ - أدين للهلال بكثير، لاعبا، او ما بعد الملعب إداريا ومدربا وتحديداً للامير عبدالرحمن بن مساعد، وخروجي الأخير من الهلال نقطة تحول، فقد اصبحت مدرباً محترفاً، ولكن الأولية دائماً بالتأكيد لخدمة الهلال، وخروجي منه لا يعني انه خروج نهائي او انني ملزم بالعودة أيضا، فكل انسان لديه ما يعشقه ويحبه وانا اعشق هذا النادي ولكن ربما اخوض محطة تدريبية مستقبلا اذا اقتنعت بالعرض واواجه الهلال مثلا لما يتطلبه الاحتراف والمهنة التي فضلت الاتجاه لها، وهذه كادت أن تحدث عندما اشرفت على الوحدة الاماراتي لو انتصرنا في الملحق الآسيوي امام السد القطري ودخلنا مجموعة الهلال، وبعيداً عن الاحتراف بالتأكيد أن القلب يسكنه ناد واحد فقط والشيء الذي يريحني انني لم أغادر برغبة مني بل حسب ما رآه مسيرو النادي في ذلك الوقت، انه لمصلحة الفريق، ولذا احترم هذه الرغبة ودائما اقول الأهم هو بقاء الهلال، أغادر أنا أو غيري سواء من جاء قبلي او من يأتي بعدي، لا يهم أن نغادر الأهم أن يبقى الهلال الكيان. * وهل كان القرار مؤثراً فيك؟ - بكل تأكيد ويعد من اسوأ الأحداث التي واجهتها في حياتي، ولكن مثل ما ذكرت لك وهذا ليس للانشاء، لا مانع لدي أن أغادر حزيناً.. ليبقى الهلال الكيان. * تعرضت لكثير من الحروب الواضحة عبر الإعلام خلال فترتك لاعبا، وحتى مدربا من خلال تصيد الأخطاء وتتبع كل خطواته، ولا نشاهدك ترد كثيرا عبر الإعلام، لماذا؟ - لأن الرد يكون داخل الملعب فقط، الانجازات والارقام لا يصنعها الاعلام، فالاعلام يبحث عن النجم لكنه لا يصنعه، وحياتي ليست مفروشة بالورود فقد كان فيها عقبات وتعثر وكبوات لكنها لا تطول كثيراً ولله الحمد، ولا تعتقد انه كان أكبر همي ما يقوله الشارع الرياضي المضاد، فالأندية تعتز بنجومها وبطولاتها ولكن هناك ناد يحرمهم من البطولات في الغالب كما يفعل الهلال، وهذه طبيعة كرة القدم، وليس لأحد ذنب في ذلك، وأخيرا يجب ان نعطي كل نجم خدم ناديه حقه، وهناك نجوم كثر في السعودية على مستوى الاندية والمنتخبات يجب ألا نبخسهم حقهم، ولكن في النهاية هناك ارقام تميز كل نجم من الآخر. * كيف ترى عمل الجهاز الفني الحالي في الهلال بقيادة اليوناني دونيس؟ - دونيس مدرب مميز وبصمته واضحة وتدل على انه له امكانات كبيرة، والفريق يقدم معه نتائج مقنعة جدا، فالمدرب الذي يلغي طريقة أداء تعود عليها الفريق لاعوام ويطبق طريقة اخرى وينهج اسلوبا جديدا ومحددا وينجح في ذلك هو مدرب محترم ومتمكن، واتمنى ان يستمر لمدة أطول ليحقق مع الهلال انجازات اكثر. دونيس مدرب كبير وآمل استمراره * ما الذي ينقص الهلال لتحقيق بطولة دوري ابطال آسيا بعد غيابه لأكثر من عشرة اعوام عن البطولة؟ - كان الهلال قريبا من تحقيقها لأكثر من مرة، ولا ينقصه شيء لتحقيقها بإذن الله، دعني أضرب لك مثالا؛ في ريال مدريد الذي توقف لفترة طويلة عن تحقيق بطولة دوري ابطال اوروبا قاربت العشر السنوات منذ 2002م تحديداً حتى حصل عليها العام قبل الماضي، ولذا هي مسألة وقت فقط بإذن الله، والهلال اقترب منها غير مرة ولم يحالفه التوفيق وآخرها نهائي الموسم الماضي الذي خسره، وكان الأحق بالبطولة وهذا ليس نهاية العالم، حتى لو حققها الموسم الماضي فهو مطالب بتحقيقها هذا الموسم؛ لأنه لا يزال بذات القوة إن لم يكن أقوى أيضاً لامكانات اللاعبين والاستقرار الاداري والفني، والهلال حاليا قادر على تحقيق بطولة آسيا لثلاثة اعوام ابتداء من السنة الماضية التي سلبت منه وكان الأحق بها، والسنة الحالية والمقبلة ومن الممكن ان يصل الهلال الى النهائي ويحقق اللقب بإذن الله لأنه يمتلك الامكانات ويحتاج فقط الى التركيز والتطوير بشكل اكبر. * من خلال مشاركتك في تحقيق بطولات آسيوية كثيرة مع الهلال، ما أبرز الأمور التي كانت تميز الهلال سابقا في البطولة؟ - الأبرز هو القوة الفنية التي فرضت للهلال هيبة كبيرة، فمعظم الفرق كانت تخشى مواجهة الهلال ولم تكن تتمنى مواجهته، وكنا نلعب في كوريا وايران واليابان ونعود بنتيجة ايجابية، الهلال تسيد القارة في تلك الفترة حتى ان بعض البطولات الاسيوية كنا نلعبها نهاية الموسم ويدخلها الفريق وهو مرهق ومتشبع لتحقيقنا لقب الدوري وكأس ولي العهد، وكان من الممكن ان يكون في خزينتنا اكثر من ست بطولات. * إذا ما طلبنا منك خريطة طريق للنجاح في الهلال وتجاوز أي لاعب للضغوطات التي قد يتعرض لها في ناد كبير كالهلال، ماذا ستكون؟ - باختصار السر الحقيقي لنجاح اي لاعب هو الاحساس بحمهور الهلال، ومن يحس بجمهور الهلال سيكون مرتاحا للعب تحت أي ظرف وسيؤدي وهو مرتاح داخل الملعب سواء في مباريات عادية او نهائية، وحتى لو كانت اقوى البطولات، واتذكر حينما كنت لاعباً وانزل للملعب أكون أحياناً بحالة فنية غير جيدة ولكن الوقود الذي اكتسبه من الجمهور حينما يردد اسمي يعطيني الدافع لأن أكون على قدر ثقتهم، إضافة الى انه يمنحني الثقة ايضا والاحساس الذي يجب ان يضعه كل لاعب في عين الاعتبار ان لديه نهاية في كل موسم وهذه النهاية يجب ان تكون سعيدة لان هذه الجماهير يجب ان تكون سعيدة وهذا يتطلب ان تكون في كامل قوتك وصحتك وانضباطيتك وتركيزك وحضورك الذهني، واعتقد ان الاحساس بجماهير الهلال وقربي منهم ومحبتي لهم هي أحد أهم أسرار النجاح في حياتي. * كثيرون يشبون هدف المدافع محمد جحفلي أمام النصر في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الماضي، بسيناريو هدفك أمام الشباب على نهائي دوري خادم الحرمين الشريفين عام 1418ه، ماهي أوجه التشابه؟ - وجه الشبه في بيئة الهلال المميزة التي تساعد على نجاح اي نجم، والبيئة المميزة سواء من رؤساء مروا على تاريخ الهلال او اعضاء وعاملين في النادي أو لاعبين وجماهير عاشقة تدفعك الى النجاح، وهدف جحفلي جاء بعد بطولتي دوري حققها النصر الذي كان غائباً لمدة 18 عاما عنه، وكان الهلال خلالها متسيدا في جميع البطولات المحلية ووقت تحقيق البطولتين كأنهم ألغوا جميع بطولات الهلال، وهذا الهدف جاء في آخر ثواني المباراة التي كانت تتجه لتتويج النصر، لأن الحماس والروح والقتالية كانت حاضرة من اللاعب وهذا ما تصنعه البيئة الجيدة حيث تجد ان كثيرا من اللاعبين حتى الجدد او الاجانب في الهلال يلعبون للفريق بكل اخلاص وكأنهم ولدوا فيه، وبالمناسبة لا تنتهي الحياة بمجرد الحصول على كأسي الملك والسوبر في شهرين، كما أن الهلال تعود ألا يتوقف عند تحقيق بطولة بل يبحث عن الاخرى فور انتهاء الماضية ولو حصل على عشر بطولات وخسر واحدة قد يكون الجمهور غير راض لانه يعرف امكانات الفريق ولاعبيه. * يتعرض الهلال لفترات هبوط في المستوى أو تراجع، لكنه سرعان ما يعود الى الواجهة بقوة، ما السر في ذلك؟ - فعلا الجميع يشهد أن أي كبوة للهلال تجده ينهض بعدها بسرعة، لأن خلفه مسؤولين وعناصر لديهم قلب قوي جدا يحب الفريق بقوة واخلاص ويساعدهم على اعادته للجادة بسرعة ومن أهم هؤلاء العناصر جماهير الهلال التي تعيد الفريق الى وضعه الطبيعي بأسرع وقت، فالهلال ليس مجرد ناد بل كيان عظيم يعد من أبرز معالم المملكة ولا يرضى عشاقه إلا أن يكون في المقدمة دائما، واعتقد أنه يجب عمل دراسة عميقة للهلال، لأنه فريق استمر ثلاثين سنة او أكثر وهو ثابت في المنافسة وبقية الاندية تتحرك، ثابت في الانجازات والبطولات وجميع الامور التي ينبغي توافرها في الاندية، ولذا يجب ان يذهب هذا النادي الى أبعد مما هو عليه الآن لأنه يستحق ويمتلك كل المقومات التي تساعد على ذلك، ما يجب ان يكون له قاعدة ثابتة مادياً لأنني أشبه الهلال بمنجم الذهب أو مطبعة النقود، فقاعدته الجماهيرية بإمكانها ان تجعل منه أكبر شركة استثمارية على مستوى المنطقة. * من وجهة نظرك كرياضي خبير في المملكة، ما أسباب تراجع الكرة السعودية مؤخراً على مستوى قارة آسيا؟ - كرة القدم تطورت بشكل مذهل جدا، وفي اسيا نحن لم نتراجع ولكن توقفنا عند مستوى أو حد معين والآخرون تطوروا ولذا لا بد من التطوير في مستوى كرة القدم السعودية، وهذا يجب ان يبدأ من الداخل وان نكون اكثر تنظيما من جميع النواحي.