رباعية هلالية تأهل بها الزعيم لنهائي كأس الملك طرفاً ثانياً لملاقاة بطل الدوري فريق النصر في ديربي الكرة السعودي.. وهو النهائي الثالث الذي يصل إليه الهلال هذا الموسم دون أن ينجح في تحقيق أي بطولة رغم أحقيته الفنية، خصوصاً في نهائي دوري أبطال آسيا وولي العهد، حيث أفلت اللقب مرتين لأسباب مختلفة، كما خسر الفريق من النصر للأسباب ذاتها في مباراتي الدوري ذهاباً وإياباً.. ما يعني أن الثالثة ثابتة (هذا الموسم)، فلم يعد يحتمل الهلاليون - إدارة وجماهير وأعضاء شرف - خسارة جديدة من النصر، ومنح المنافس كأساً جديدة أحوج ما يكون الهلاليون لها في هذه الأوضاع الصعبة التي يعيشها النادي عموماً. * شخصياً أعتقد أن على لاعبي الهلال المسؤولية الأولى والأخيرة لإسعاد جماهيرهم وتحقيق فوز مزدوج.. هزيمة المنافس والفوز بكأس غالية وثمينة على الهلاليين والسعوديين جميعاً، وهم بالتأكيد قادرون على ذلك، فما شاهدناه أمام بيروزي الإيراني، ثم الاتحاد يُؤكد ما أتحدث عنه دائماً، وهو أن كل شيء بيد اللاعبين وتحت مسؤوليتهم، خصوصاً حينما يتم إعدادهم وتجهيزهم وتهيئتهم بأفضل طريقة فنياً ونفسياً وتوفير أفضل الظروف لهم.. فقد كانت الرغبة الكبيرة في الفوز حاضرة أمام بيروزي والاتحاد، ومترجمة على أرض الملعب بشكل فعلي حيث العطاء والتعاون والتكاتف والحرص على الفوز والإخلاص للشعار والرغبة الحقيقية في الفوز، وهذا ما كان ينقص الفريق في مباريات سابقة وتلافاه اللاعبون مؤخراً.. ما يجعلنا ننتظر نفس الروح والحماس في نهائي كبير يجب أن يفوز فيه الزعيم بأي شكل من الأشكال.. فالهلاليون بحاجة ماسّة للفرحة.. وبحاجة للبطولة.. وبحاجة للاطمئنان على مستقبل فريقهم، وأنه ما زال قوياً منافساً كما هو دائماً، وأن الغياب القصير جداً عن الألقاب له أسبابه، وبالإمكان التغلب عليها، وما زلت أقول إن صفوف الفريق الهلالي مكتملة مهما غاب منه لاعبون أو حضر آخرون، فالهلال فريق مختلف من كل الفرق، يتميز بالروح والقتال والإصرار إذا اختفت هذه الصفات تحوّل إلى فريق عادي مهما كان يضم من لاعبين.. وعندها تغيب البطولات والإنجازات رغم اكتمال الصفوف وتواجد النجوم.. هذه هي نقطة السر الهلالية المفقودة مؤخراً ألا وهي الروح ثم الروح ثم الروح والولاء والإخلاص، وكيفية تحويلها إلى وقود للاعبين داخل الملعب يدفعهم للأداء بكل ما أُوتوا من قوة وثقة ورغبة، وهذا ما فعله الجنرال دونيس مدرب الفريق مؤخراً، حين فجّر طاقات اللاعبين النفسية، وأعادهم مجدداً للتنافس داخل الملعب مع المنافسين، وبينهم وبين بعض.. وبقي الجمعة القادم موعداً لمزيد من العطاء والسعي نحو الكأس، وإلا فإن كل ما تحقق وخصوصاً أمام الاتحاد لن يكون له قيمة سواء فزت بالخمسة أو العشرة، فلا معنى لكل ذلك حين تخسر الكأس وتخرج خالي الوفاق من الموسم - لا سمح الله -. لمسات * هنيئاً للهلاليين موافقة الأمير نواف بن سعد على رئاسة الهلال، وهنيئاً لسموه رئاسة الزعيم.. فسموه جاء من داخل البيت الهلالي خلال السنوات السبع الماضية، وبالتالي فهو يعرف الكثير من أسرار الزعيم، ولديه القدرة على قيادته لمزيد من الإنجازات، لكن الأهم هو تعاون الجماهير والإعلام مع سموه والوقوف معه، حتى ينجح ويُوفق في تحقيق طموحات كل الهلاليين. * * * * تكليف الحكم عبد الرحمن العمري لنهائي كأس الملك بين الهلال والنصر، إذا ما كان صحيحاً فهو سيناريو مكرر لتكريم الياباني نيشيمورا بنهائي كأس آسيا وهو على وشك توديع الملاعب، فحذارِ من التلاعب بنهائي عزيز وغالٍ على الجميع بتكليف حكم أقل من مستوى وقيمة المناسبة الكبيرة! * * * * جميع المباريات التي كسب النصر خلالها الهلال كان الهلال هو الأفضل، لكن الهلاليين يهزمون أنفسهم بأنفسهم، إضافة إلى مساعدة الحكام للنصر عياناً بياناً، كما حدث في المباراة الأخيرة.. هدف من تسلل، وعدم احتساب ضربة جزاء منحا النصر لقب الدوري! * * * * من يُقرر مستقبل الهلال ويتحمَّل مسؤوليته، ومن قاده لهذه المرحلة من تاريخه زعيماً للكرة السعودية، هم أعضاء شرفه الكبار ورجالاته الذين توارثوا خدمته وتناوبوا على دعمه.. إضافة إلى جماهيره العريضة ونجومه الكبار على مدى تاريخه.. لذا أُحذِّر من التقليل من رجالاتهم والتطاول عليهم، وأيضاً محاولة القيام بدورهم، فلن يكون ذلك لمصلحة الهلال.