يتكوّن الثدي من أنسجة كثيرة أهمها الفصوص التي يتكون فيها الحليب وقنوات دقيقة تنقل الحليب إلى قنوات أكبر حيث تصب ما يقارب 15 - 20 قناة في الحلمة، وهناك نسيج دهني وأوعية دقيقة دموية وليمفاوية تحيط بالقنوات والفصوص بالإضافة إلى العضلات الملساء، وهناك خلايا تبطن القنوات والفصوص وتكوّن هذه الخلايا الجدار الداخلي للقناة أو الفص، وتكون هذه الخلايا المبطنة هي المنشأ لأغلب أورام الثدي، حيث أن التكاثر غير المنضبط للخلايا المبطنة يشكل كتلة في الثدي ويؤدي إلى امتلاء القنوات والفصوص بهذه الخلايا غير الطبيعية وبالتالي خروجها وغزوها للأنسجة المحيطة بالقنوات والفصوص ومن ثم عن طريق الأوعية الدموية والليمفاوية إلى سائر أنحاء الجسم. وهناك عدة أنواع لسرطان الثدي ولكن نذكر منها الأكثر شيوعاً: الورم القنوي الموضعي (In Situ Ductal Carcinoma) وهو الاسم الذي يُطلق على سرطان الثدي حين ينشأ في القنوات ويبقى داخل القنوات. والورم الفصي الموضعي (In Situ Lobular Carcinoma): وهو الاسم الذي يطلق على سرطان الثدي حين ينشأ في الفصوص ويبقى داخل الفصوص، ومن أنواع سرطان الثدي أيضاً الورم القنوي أو الفصي الغازي (Invasive Ductal/Invasive Lobular Carcinoma): وهو الاسم الذي يطلق على سرطان الثدي حين تنطلق الخلايا من القنوات أو من الفصوص وتغزو الشعيرات والأوعية الليمفاوية والدموية وبالتالي تنتقل إلى الغدد الليمفاوية وتنتقل عبر الدم إلى أنسجة بعيدة عن الثدي مثل الكبد والرئتين والعظام، وعندما تتكاثر هذه الخلايا في الأعضاء الأخرى تكون أوراماً ثانوية. وقد تنشأ أنواع أخرى من أورام الثدي في الأنسجة الدهنية والأنسجة الملساء والخلايا الليمفاوية، ولكن هذه الأنواع أقل شيوعاً من الأنواع التي ذكرناها، كما قد يكون الثدي مكاناً ثانوياً لأورام تنشأ في أماكن أخرى ولكن في حالات قليلة وفي هذه الحالة تُعامل على أنها ليست بسرطان ثدي ولكن سرطان المنشأ الأول مثلاً الرئة أو المبيض فيطلق عليها سرطان الرئة أو المبيض والمنتشر للثدي. إن 85% من حالات سرطان الثدي لا يُعرف لها سبب محدد ولكن هناك عوامل إن وجدت فإنها قد تزيد من فرص حدوث الإصابة نذكر منها على سبيل المثال: عوامل فسيولوجية مثل البلوغ المبكر وتأخر سن انقطاع الدورة الشهرية وعدم الإنجاب أو التأخر فيه وعدم استخدام الرضاعة الطبيعية وكذلك تقدم السن. استعمال حبوب منع الحمل لفترات طويلة يزيد من نسبة الإصابة وكذلك استعمال منشطات المبيض للمساعدة على الحمل. حدوث الأمراض الحميدة للثدي قد تجعل المرأة المصابة بها أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي وكذلك الإصابة السابقةً بهذا المرض. هناك أيضاً عوامل يُعتقد أن لها علاقة مثل الغذاء الغني بالدهون وقلة الرياضة والتدخين والسمنة عند النساء وخاصة في النساء المنقطع عنهن الطمث، ولكن لا يزال هناك جدل علمي واسع حولها. تعاطي المشروبات الكحولية بكثرة. كثافة الثدي حيث أكدت بعض الدراسات أنه كلما زادت كثافة الثدي كلما زادت نسبة التعرض للإصابة. عوامل وراثية وتوجد في 5 - 10٪ من الحالات، ويُشتبه في وجودها إذا كان هناك تاريخ عائلي حيث يكون هناك شخص أو أكثر في العائلة مصاباً إما بسرطان في الثدي أو المبيض أو كليهما معاً خصيصاً إذا كان ذلك في سن مبكرة. من الجدير بالذكر أن هناك عوامل لم يثبت لها علاقة بهذا المرض كاستخدام مزيل العرق وتعرّض الثدي للكدمات واستخدام المشد أو الحالة النفسية. أما أعراض سرطان الثدي فهي: تكتل: ظهور كتلة في الثدي وتختلف في الملمس عن باقي نسيج الثدي بأنها قد تكون صلبة وغير محددة وغالباً لا تكون مؤلمة وتختلف في سرعة النمو. تكتل تحت الإبط: قد تشعر المرأة بكتلة تحت الإبط نتيجة لتورم العقد الليمفاوية. تغيرّ في لون جلد الثدي أو ظهور انكماش فيه أو اندغام في الحلمة (انقلاب الحلمة إلى الداخل). خروج إفرازات ملطخة بالدم أو باللون الأخضر، وغالباً ما تكون الإفرازات من الحلمة أسبابها حميدة ولكن قد تكون عرضاً لأنواع معينة من أورام الثدي. تغيرّ في ملمس ولون الجلد: أحياناً تظهر أورام الثدي على شكل احمرار أو تورّم لجلد الثدي مما يشبه قشر البرتقال إذا جاز هذا التعبير أو مشابه للالتهاب وهو في الواقع نوع من أنواع سرطان الثدي يسمى سرطان الثدي الالتهابي. في بعض الحالات قد لا تكون هناك أي أعراض في الثدي، ولكن تظهر الأعراض نتيجة وجود الثانويات في أعضاء أخرى كآلام العظام أو ضيق التنفس نتيجة لانتشار المرض في العظام أو الرئة. قسم التثقيف الصحي