يعتبر سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات انتشاراً بين سيدات حيث تصاب به واحدة بين كل تسعة سيدات في العالم خلال فترة حياتها، فهو المرض الخبيث الأكثر شيوعاً عند المرأة ، ويعتبر سرطان الثدي من بين أبرز الأمراض المؤدية إلى الوفاة بين الإناث. ولا تزال أسباب هذا المرض غير معروفة بدقة. الثدى يتكون من الدهون ، والنسيج الضام ، والنسيج الغدي والقنوات و الذى يتم تنظيمه في الفصوص التي تتصل بالحلمة عن طريق القنوات لإنتاج و افراز الحليب عند الرضاعة. و سرطان الثدي عادة ما يبدأ في الخلايا المبطنة للفصوص والقنوات نفسها. و قد يبقى فى داخل القنوات أو فصوص الثدي ولا ينتشر إلى الأنسجة المحيطة فى الثدى نفسه أو إلى أجزاء أخرى من الجسم أو قد ينتشر من القنوات أو الفصوص إلى الأنسجة المحيطة فى الثدى أو الى مناطق أ خرى من الجسم فى المراحل المتقدمة من المرض. و لا يمكن معرفة سبب تحول خلايا الثدي الطبيعية إلى خلايا سرطانية، إلا أن سرطان الثدي يمكن أن ينشأ عن مجموعة من العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة به. و من هذه العوامل: - تقدم العمر، حيث أن أكثر من 80% من حالات الإصابة تعود لنساء تجاوزن الخمسين تقريبا من عمرهن - أسباب وراثية جينية، أو تاريخ عائلي جيني للإصابة بالمرض، ويتضمن ذلك أفراد العائلة المباشرين كالأم والأخت والإبنة، ومع ذلك فإن 85% تقريبا من النساء المصابين بسرطان الثدي ليس لهن تاريخ عائلي للإصابة بالمرض . - بعض الأسباب الخاصة بالدورة الشهرية و الانجاب: حدوث الدورة الشهرية في وقت مبكر قبل سن ال 12، أو تأخر انقطاع الطمث الى ما فوق سن ال 50. الإنجاب في سن متأخرة (الطفل الأول بعد سن 30) أو عدم الانجاب. تناول أدوية منع الحمل، قد تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان خاصة عند تناوله لفترات طويلة. - التعرض لأشعة موجهة إلى منطقة الصدر. - وجود حالات مرضية أخرى كالسكري وارتفاع ضغط الدم. - الإصابة بورم خبيث في السابق، في أحد الثديين. - الإفراط في تناول الكحول. - عمليات الزراعة في الثدي. - مضادات العرق. و السؤال هنا : هل أى سيدة تعرضت الى أى من العوامل السابقة هل هذا يعنى أنها سوف تصاب بهذا المرض؟ بالطبع لا ، فليس من الضرورى أن تصاب السيدة بالمرض تحت هذه العوامل بل ان هناك نسبة كبيرة من السيدات التى يصبن بالمرض لم يتعرضن لمثل هذه العوامل السابق ذكرها. و الان ، دعونا نتطرق الى أعراض هذا المرض ... بعض النساء المصابات بسرطان الثدي قد لا تلاحظن أي تغييرات في الثديين ، فى نجد أن هناك نساء أخريات يلاحظن تورم بالثدى أو تغيير في الجلد المغطي أو تغيرات فى الحلمة أو أحيانا نزيف من الحلمة .... و لكن ما يجب أن ندركه هو أن هذه الأعراض ليست بالضرورة نتيجة لوجود سرطان بالثدي و لكنها قد تكون نتيجة لمراض أخرى غير هذا المرض ، و لهذا ينصح بضرورة استشارة الطبيب المختص عند ظهور أحد هذه الأعراض أو حدوث أي تغييرات في الثدى أيا كانت. كيفية تشخيص سرطان الثدى؟ ... ويتم ذلك بواسطة الطبيب المختص بعد الفحص الاكلينيكى و عن طريق الفحوصات الازمة و منها : فحص الموجات الصوتية ، فحص الا شعة السينية للثدى ( الماموجرام ) و أحيانا فحص الثدى بواسطة الرنين المغناطيسى .... و بناءا على نتيجة هذه الفحوصات ، قد يتم أخذ عينة وخذية من الثدى اذا لزم الأمر لاستكمال التشخيص. هل استئصال الثدى هو الحل الوحيد بعد ثبوت وجود خلايا سرطانية به ؟ بالطبع لا ... فعند التشخيص المبكر خاصة اذا كان الورم صغير الحجم و ثبت عدو وجود أى انتشار موضعى أو خارجى للورم ، فان استئصال الورم فقط و استئصال الغدد الليمفاوية تحت الابط مع الحتفاظ بالثدى يكون علاجا كافيا و هو ما يسمى بالجراحة التحفظية ... أما فى الأحوال الأخرى مثل كبر حجم الورم ، فان استئصال الثدى كاملا يكون هو العلاج الأمثل وهو المعروف باسم الجراحة الجذرية .... وفى جميع الحالات سواء بعد الجراحة التحفظية أو الجذرية ، بتم استكمال العلاج سواء بالعلاج الكيماوى أو الاشعاعى أو الهورمونى أو جميعهم . نصيحة هامة : الفحص الدورى للثدى و استشارة الطبيب فورا عند ظهور أى شكوى بالثدى حتى و لو كانت صغيرة من أهم الأسباب المساعدة للتشخيص المبكر لسرطان الثدى و هو ما يؤدى الى نتائج أكثر من مرضية فى الكثير من الحالات خاصة مع التقدم العلمى الملحوظ فى سبل العلاج. مع أطيب التمنيات بالصحة و العافية * أستاذ الجراحة العامة و الأورام. - استشارى الجراحة العامة و الأورام وجراحات المناظير و الثدى (مستشفى بقشان - جدة)