كما انتشرت هذه الأيام أمراض السمنة والسكر والربو انتشرت أيضاً أمراض «الحساسية» بشكل غير مسبوق. ويعود السبب الأساسي إلى الكم الهائل من المواد الكيميائية والأخلاط الصناعية التي استجدت في حياتنا اليومية. ولو سألت المحيطين بك فستدهش لمعاناة معظمهم من مشاكل التحسس مما يجعل «الحساسية» من أكثر المشاكل الصحية في هذا العصر والحساسية (من منظور طبي) هي تفاعل طارئ يحدث في الجسم تجاه مواد لا يتقبلها غالباً لأسباب وراثية. فهذه المواد تحفز الجسم على إنتاج بروتينات مضادة تنطلق في الدم فتسبب مشاكل وأعراض مختلفة (مثل التورم والاحمرار والطفح وضيق التنفس والشعور بالحرقة). وفي حين توجد حساسيات شائعة ومعروفة (كالربو والاكزيما والجيوب الأنفية) توجد حساسيات غريبة ونادرة قد لا يشترك فيها غير شخصين أو ثلاثة - وهو محور حديثنا اليوم.. ٭ فقبل أيام مثلاً قرأت (على موقع ال BBC) عن حالة غريبة لفتى دخل في حالة تشنج بسبب «بوسة» أهدته إياها زميلته في العمل (بمناسبة عيد ميلاده). وحين نقل إلى مستشفى شك الأطباء بتحسسه من الجراثيم التي توجد عادة في أفواه البشر (وبالتالي تجعل بعض الناس حساسين ضد القبلات).. غير أن الأطباء سرعان ما تراجعوا عن هذا الرأي حين وجدوا بين أسنان الفتاة بقايا «لوز محمص» تحسس منها متعوس الحظ!!! ٭ وهناك أيضاً حساسية نادرة بسبب ملامسة الجلد للماء العادي (تدعى aquagenic urticaria). والمصاب بهذه الحساسية يصعب عليه الاغتسال وغالباً ما يضطر للشرب بمصاص بلاستيكي بسبب طفح جلدي يعم جسده بمجرد ملامسته للماء! ٭ أيضاً قد يتحسس البعض من بذل مجهود بدني عنيف (بعد تناول المحار والأسماك الصدفية) بسبب احتوائها على بروتين يتحسس منه حين يترافق مع ارتفاع نسبة الأوكسيجين في الدم! ٭ ومن الحالات الغريبة حساسية البعض تجاه الأوراق النقدية أو لمس العملات المعدنية؛ فأوراق البنكنوت التي نحملها مرت قبلنا بآلاف الأيدي والجيوب. وهي في الغالب «مكتظة» بأنواع لا تحصى من الجراثيم والميكروبات التي يتحسس منها بعض الناس.. أما العملات المعدنية فقد تسبب الحساسية بسبب تحسس الشخص تجاه معادن معينة كالنحاس والقصدير والألمنيوم! ٭ وفي عام 1992 نشرت مجلة Lancet الطبية حالة غريب لأم تعاني من حساسية تجاه حليبها (هي). فمجرد خروج الحليب من صدرها (واختلاطه بلعاب الطفل) يخلق تركيبة تؤدي إلى تصلب عضلات الصدر والتهاب الجلد! ٭ أيضاً هناك حالات كثيرة يتحسس فيها أحد الزوجين من رائحة أو عرق أو ملامسة الطرف الآخر.. والأسوأ من هذا حين تتحسس الزوجة من حيامن زوجها وتصاب بشلل مؤقت في أسفل الجسم!! ٭ ومن المفارقات الغريبة تحسس بعض الأطفال - خصوصاً المصابين باستسقاء الدماغ وتشوهات الحبل الشوكي - من القفازات التي يلبسها الأطباء وتصنع من المطاط الاصطناعي أو اللاتكس (وهو الأمر الذي لا يعلم به كثير من الأطباء)!! ٭ وأخيراً؛ ثبت أن بعض الحساسيات يمكن أن تنتقل من شخص لآخر بعد عمليات زرع الأعضاء (خصوصاً الكبد والنخاع العظمي) حيث يتحسس المتلقي فجأة من مواد كانت محايدة في الماضي!! .. بقيت معلومة بسيطة لا أعرف إن كانت تهمكم أم لا.. أخوكم في الله حساس من «خيش السجاد»!