عندما يكون اليأس صاحب الهيمنة والماضي الأليم يشعب ركابه ليوهم القادم بأنه الأجمل تتحرك في المكان كتلة من الألم هنا وهناك واحيانا لا تقوى على المسير وجراح الزمن القاسي اخذت حقها في هذا الجسد ورغم ان بعض الجروح تلتئم الا ان القادم المؤلم يجدد تلك الجراح يتكئ ذلك الجريح بجسد نحيل على عود يكاد ينكسر من جفاف المكان وطول انتظار الغيث. لقد رسم اليأس لوحة المراحل الاخيرة لزوال عناصر المكان الا ان هذا الجسد مازال يقاوم في رحلة البحث عن الأمل المفقود يترك العود المائل الذي نخرته عوامل الزمن ويسير بترنح وعندما يتذكر الأمل يستجمع قواه حتى تصل الى الجفن الساقط الهزيل يرتفع قليلا يكشف عن الرؤية المحدودة يحاول دفع النظرة لبعد أطول نحو الأفق يسبقه الليل يخيم على المكان تنعدم الرؤية. وتضيع اطياف الامل يا نجوم الليل ويا نجم الجدي حدثيني عن سواليف السهاد حدثيني عن سراب الجرهدي في خباب العرق والا فالحماد مع بقايا الجرح لميت وهدي انتصف بالصبح من ليل الهجاد يأتي الليل يسحب سدوله يلتحف ذلك المتألم بأطرافها ينتظر الضوء اول خيط من شعاع الشمس يسقط على الجفن يوقظه هزيل هو لكنه يرى في الضوء أملاً ترتعش العروق يتسارع النبض في المكان الخالي يتحرك خطوات ويلتفت نحو مكانه يرى بقايا انسان آخر سيموت في المكان يسير قليلا يبحث عن شيء يتكئ عليه لايجد يرتشف الهواء ويخرجه بأنين المتألم. أقسى من الهم والحرمان والذكرى أحساسي انك لغيري وأنت في يدي يواصل المسير خطوات يقف ويلتفت للخلف يزيح الشعر المتساقط على عينيه لا يجد طيفاً او خيالاً يتملكه اليأس والخوف من الفراق الأبدي لكنه يواسي ما مضى عليه من التعب والألم يرحب به في نفس هزيلة قد يكون الموت رحمة لها.