كل المحبين وهم كثيرون.. كثيرون، أحزنهم وأقلقهم بعدك عنهم، فهم جميعاً مشتاقون لرؤيتك وحضور مجلسك الذي افتقدوه يا معالي الدكتور عبدالله بن محمد بن اسحق آل الشيخ ذاك المجلس الذي يشع منه نور الايمان والإنسانية على حد سواء. فقد كان يستفيد منه العالِم والمتلقي، فمناقشتك للمواضيع التي تطرح كانت مناقشة علمية سلسة تستند إلى القرآن والسنّة ومرتبطة بالعلوم والاكتشافات الحديثة، وقد كنت تحمل هموم الأمة وتحمل هموم أبنائها ولم تبخل في يوم من الأيام عن تقديم النصح والإرشاد والجاه لهم جميعاً، وما يحزننا اليوم انك مازلت ترقد على السرير الأبيض وعلى مسافة آلاف الأميال في احدى المستشفيات بالولايات المتحدةالأمريكية، ولكن ما يواسينا هو أن الله إذا أحب عبداً ابتلاه، وقد كانت البسمة تعلو محياك بالرغم من كل الآلام التي كانت تعتصرك، وقد كان مثلك في الصبر مستمداً من أخلاق النبوة وصبرهم، ويظهر ذلك جلياً من تكرار شكرك وحمدك الدائم لله تعالى. وقد كنا نأمل رؤيتك في عيد الفطر المبارك ولكن ذلك لم يتحقق وها هو ذا عيد الأضحى يطل ويحل علينا وأنت مازلت بعيداً عنا. الجميع ينتظر.. ينتظر عودة ذاك الرجل الكبير، الكبير بعقله وعلمه وأخلاقه وخصاله الحميدة، الكبير بقلبه الذي يتسع العالِم والجاهل والصغير والكبير، وكل يخاطبه باللغة التي يفهمها. الجميع ألسنتهم تلهج بالدعاء إلى بارئهم يرجون لك الشفاء العاجل والعود الحميد إلى أرض الوطن المعطاء، وإلى ذلك المجلس الذي خفت نوره بعد غيابك عنه، وآمالهم بالله كبيرة بأن يعيدك سالماً معافى، والجميع يتتبع أخبارك الصحية يوماً بيوم ويا لها من فرحة تغمرنا حينما نتصل للاطمئنان عن صحتك فيجيبنا على الهاتف أحد الأقرباء أو الأبناء أو الأحفاد مطمئناً بأن صحة الدكتور في تحسن مستمر ولله الحمد. وما بمقدرونا إلا أن نرجو الله العلي القدير أن يحقق أمانينا بأن نراك على أرض الوطن وأنت ترفل بأثواب الصحة والعافية إنه على كل شيء قدير. ٭مدارس التربية النموذجية بالرياض