نجحت السلطات الأمنية الكويتية خلال الأيام الماضية في الكشف عن أكبر مخطط تخريبي يستهدف أمن هذا البلد الخليجي الشقيق. وقد جاء الكشف عن هذه المخطط والكويت لم تستفق بعد من هول الصدمة التي سببها الهجوم الإرهابي على مسجد الصادق مؤخرًا وراح ضحيته العشرات من الضحايا. الأسلحة والمتفجرات المضبوطة تكفي لتسليح جيش صغير وقد جمعت على مدى مدة طويلة. والشيء المذهل في الأمر هو إعلان السلطات الكويتية عن اعتراف المتورطين في هذه المخطط الإجرامي بأنهم ينتمون إلى ما يسمى حزب الله. من المؤكد أن الهدف من جمع هذه الأكوام من الأسلحة والمتفجرات لم يكن المقصود منه مهاجمة دول عدوة لأن العلاقة بين إيران الراعية لحزب الله باتت مع ألد أعدائها «لبن على عسل»، كما يقولون. كما لا يقصد منها مقاتلة «إسرائيل» التي أوجع حزب الله رؤوسنا بالحديث عن حروبه معها وانتصاراته عليها. هذا الحزب خذل الكثيرين الذين يحلمون بهزيمة «إسرائيل» والانتصار عليها. لكنه خانهم وخان أحلامهم بعدما تحول إلى مخلب قط في يد إيران وبعدما أعلن حسن نصر الله ولاءه لولاية الفقيه والاصطفاف مع نظام الأسد في قتال المقاومة الوطنية السورية. لذلك، لا يمكن لهذا المخطط إلا أنه كان يستهدف أمن الكويت وربما المملكة أيضًا. وقد تزامن الكشف عن هذا المخطط مع اعترافات أعضاء خلايا تخريبية في البحرين بأنها كانت تنفذ مخططاً من الحرس «الثوري» الإيراني. هذه المخططات التخريبية تكشف بما لا يدع مجالاً للشك بأن إيران، على الرغم من التصريحات العلنية من بعض سياسييها، مصممة على العبث بأمن الدول العربية المجاورة، وهذا ما يثبت مصداقية موقف المملكة في تعرية مواقف إيران والتصدي لها. والذي لا تفهمه إيران حتى الآن هو أن مشروعها بتصدير «ثورة الخميني» مشروع عفا عليه الزمن لأنه لم يحرر الإنسان الإيراني أصلاً الذي لا يزال ينوء تحت عبء الفقر والجهل. هذا المخطط الذي كشفت عنه الكويت يجب ألا يمر بسلام. فمع معارضتنا الشديدة للمتشددين والانتحاريين من أي طائفة الذين يستهدفوننا ويستهدفون الطرف الآخر، إلا أن هناك فرقاً بين الحالتين وهو أن التنظيمات مثل حزب الله و»عصائب الحق» و» الحشد الشعبي» وحزب الدعوة وغيرها مدعومة رسميًا من إيران التي توفر التخطيط والدعم اللوجستي لهذه التنظيمات. ما تقوم به إيران وهذه التنظيمات أخطر من المشروع النووي الإيراني لأن هذا المشروع يمكن إخصاعه للرقابة الدولية، أما تحركات المخربين فتتم في الخفاء. مرة أخرى ندعو مجلس التعاون الخليجي أن يعيد مراجعة سياساته تجاه إيران وأن يتخذ إجراءات عملية لاستعادة الجزر الإماراتية والمطالبة باستقلال إقليم الأهواز العربي من الاحتلال الإيراني وبرفع قضية مخطط التخريب في الكويت إلى مجلس الأمن.