س/ في قراءتك عن نص الشاعرة للناقد معجب الزهراني أن شدة الوعي يفسد الرؤية. كيف للوعي أن يفسد الرؤية لدى المبدع؟ ج/ في حالة مثل حالة الدكتور معجب كنت أعني أن الناقد في داخله أصبح واعياً بجماليات النص الأدبي، لكثرة تداخله مع النصوص الإبداعية، إذ يفترض في الناقد أن يلامس في كل نص إبداعي مواطن القوة ومواطن الضعف فيه، ولذا افترضت أن وعي الناقد في داخله أصبح يطغى على وعي المبدع في كتابة الشعر أو القصة أو حتى الرواية التي يحكمها الوعي بشكل أكبر. أحياناً تجد الناقد الذي تلبسته أدوات النقد يقحم رؤيته في النص الذي يكتبه، وهو بهذا يخرجه من طوره الذي جاء به كاشفاً لا مبدياً رأياً إلى طور آخر تتداخل فيه رؤية المبدع برأي الناقد. هذا على مستوى نص «الشاعرة» أما على مستوى المبدع، فأنا أؤمن بأن الوعي لا يخلق إبداعاً، والدليل أن هناك قراء يفوقون في قراءاتهم كثيراً من المبدعين، ومع ذلك لا يستطيعون كتابة نص قصصي أو قصيدة، أو حتى رسالة. أعلم أن هناك من يكتب مجاميع قصصية ومع ذلك فهو غير قارئ، كما أعلم أن هناك من لا يستطيع كتابة نص أدبي مالم يستحضر تجربة كتابية أمامه. ليس شرطاً- عندي- أن يكون الناقد قاصاً أو شاعراً أو روائياً، لكنني أعتقد أن القاص أو الروائي أو الشاعر يمكن أن يكون ناقداً.