كشف تقرير حديث عن حاجة المؤسسات الملحّة إلى تقليل وقت الكشف عن التهديدات لتتمكن من مواجهة الهجمات المعقدة والتهديدات الخطرة، وألمح التقرير إلى حاجة المؤسسات في المملكة إلى الاستثمار في التقنيات المتكاملة لتقليل الزمن اللازم للكشف عن التهديدات ومعالجتها في غضون ساعات. وأشار تقرير سيسكو الأمني نصف السنوي لعام 2015، والذي يهتم بتحليل توجهات استقصاء التهديدات والأمن الإلكتروني إلى ازدياد استغلال الثغرات ونقاط الضعف في برنامج Adobe Flash، فهي تظهر بشكل دوري في برمجيات الاختراق الشائعة مثل Angler وNuclear، إذ لا زال الأول يتصدر حالات الاختراق في القطاع من حيث المستوى الإجمالي لرضا المستخدمين والفعالية. وتمثل برمجيات Angler أنواع التهديدات الشائعة التي تتحدى المؤسسات في الوقت الذي يخلق فيه الاقتصاد الرقمي وإنترنت الأشياء أهدافا جديدة للهجمات وفرصاً متعددة للمهاجمين لتحقيق المكاسب. وأوضح التقرر أن مفكري الجرائم، ومنهم مستخدمو برامج الفدية، باتوا يوظفون فرقاً من محترفي التطوير الخبراء لمساعدتهم في زيادة أرباحهم، وبعدها ينتقل المجرمون إلى الشبكات غير المعرفة من أمثال Tor وInvisible Internet Project ليتمكنوا من نقل اتصالات التحكم والقيادة إلى مكان لا يسمح بالكشف عنهم. وأشار التقرير إلى أن المهاجمين عادوا من جديد لاستخدام برمجيات مايكروسوفت أوفيس لنشر البرمجيات الخبيثة، وهو أسلوب قديم تخلى عنه الكثيرون قبل العودة إليه من جديد فيما يبحث الخصوم عن طرق جديدة للتفوق على أساليب الحماية الأمنية. وأشار التقارير أيضاً إلى أن بعض مبتكري برمجيات الاختراق يقومون بدمج نصوص من رواية جين أوستن Sense and Sensibility في صفحات الإنترنت التي تستضيف تلك البرمجيات، وفي تلك الحالة فإن برامج مكافحة الفيروسات والحلول الأمنية ستقوم على الأرجح بفهرسة تلك الصفحات على أنها مخصصة للقراءة ولا ضرر منها، ويزيد مبتكرو البرمجيات الخبيثة من استعمالها لأساليب متنوعة، كأسلوب صندوق الرمل sandbox لإخفاء وجودهم على الشبكات. وأشار التقرير إلى أن حجم البريد التطفلي أزداد في الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين واتحاد دول روسيا ولكنه لا يزال مستقراً نسبياً في المناطق الأخرى خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2015. ومن ناحية أخرى يولي قطاع الأمن اهتماماً أكبر بالتقليل من الثغرات ونقاط الضعف في الحلول ذات المصدر المفتوح، واستمراراً لأحد التوجهات التي غطاها تقرير سيسكو السنوي الأمني للعام 2015، فإن استغلال ثغرات "جافا" سجل انخفاضاً في النصف الأول من العام 2015. وألمح التقرير إلى تسارع وتيرة سباق الابتكار بين شركات الأمن والخصوم، مما يضع المستخدمين والمؤسسات في ظل مخاطر متزايدة، حيث على الشركات أن تكون متيقظة عند تطوير الحلول الأمنية المتكاملة لمساعدة المؤسسات لتعمل بشكل استباقي ينسجم مع الأشخاص والإجراءات والتقنيات المناسبة، حيث تواجه المؤسسات تحديات بالغة لتطوير الحلول والمنتجات، فيما تحتاج إلى دراسة بنية متكاملة للدفاع ضد التهديدات لتكون أساس الأم في كل مكان ويمكن تطبيقها في أي نقطة من نقاط التحكم، ومن ناحية أخرى يشهد قطاع الأمن مزيداً من التشتت والثغرات، في الوقت الذي تسود فيه التهديدات الديناميكية ومعضلة التكيف مع النقص المستمر في أصحاب الخبرة المؤهلين، فإن على الشركات الاستثمار في الحلول الأمنية المستدامة، والخدمات المهنية الفعالة والموثوقة. وأشار التقرير إلى أن الحوكمة الإلكترونية الشاملة غير مهيأة للتعامل مع مشهد التهديدات الناشئة أو التحديات الجغرافية السياسية. فموضوع الحدود، وكيف يمكن للحكومات جمع البيانات عن المواطنين والمؤسسات ومشاركتها عبر مناطق الاختصاص القضائي، عقبة كبيرة تواجه تحقيق الحوكمة الإلكترونية الشاملة فيما يعتبر التعاون الدولي في المجال محدوداً وشدد التقرير على ضرورة وجود إطار حوكمة إلكترونية تعاوني متعدد الأطراف لتحقيق استدامة الابتكار في الأعمال والنمو الاقتصادي على المستوى العالمي. وفي تعقيبه على الأمر قال المهندس محمد العبادي، مدير عام سيسكو السعودية: "لا يمكن للمؤسسات في المملكة الرضوخ للتسوية حتى وإن كانت تميل إلى التنازل اليوم. فعلى القطاع التقني تعزيز أدائه وتوفير منتجات وخدمات تتميز بالمرونة والاعتمادية، فيما يتعين على قطاع الأمن توفير إمكانات معززة ومبسطة في الوقت ذاته للكشف والوقاية والتعافي من الهجمات. وهنا تتجلى ريادة سيسكو ودورها المتميز، فكثيراً ما نسمع أن استراتيجية الأعمال واستراتيجية الأمن تمثل اثنتين من أهم القضايا التي تهم عملاءنا، لأنهم يبحثون عن شراكات موثوقة معنا. فالثقة ترتب ارتباطاً وثيقاً بالأمن، والشفافية هي الأساس في تقديم التقنيات الرائدة في القطاع، إلا أنها تمثل نصف المعركة وحسب. أما نحن فملتزمون تجاه الجانبين: الإمكانات الأمنية الرائدة في القطاع والحلول الموثوقة في كافة فئات المنتجات. كما تؤكد نتائج التقرير الحاجة إلى تطبيق الحلول المتكاملة في الشركات والعمل مع المزودين الجديرين بالثقة، والشراكة مع مزودي الخدمات الأمنية للتوجيه والتقييم."