لم أكُن أشعر أن لقائي بعمي سعود الدوسري الجمعة الماضية هو اللقاء الأخير، اجتمعنا في منزل والدي مع إخوان الفقيد وأخواته وأبنائهم، كانت ليلة مليئة بالمحبة وغمرتنا فيها الألفة، وكنا نقول في ختام الليلة أننا سنجعل اللقاء دائماً وبحضور العم سعود، لكن الموت محتوم على كل أحد. له سمعة استثنائية في العائلة، الجميع يحبه ولا أذكر أن أحداً ذكره بسوء، نفخر بإنجازاته ونسترجع ذكرياته ونردد دائماً ونحن صغار: متى سيأتي عمي سعود ويزورنا؟. يملأ المكان بابتسامته وأخلاقه، لا يتكلم كثيراً ولا تراه إلا مبتسماً لمن هم حوله. كانت جدتي كل يوم تدعو له، وإذا انتهت من مكالمتها معه أخبرت الجميع بذلك من سعادتها بولدها اليتيم الذي نشأ في حلقات القرآن الكريم وختم حياته وسيرته داعياً إلى القرآن. رحمك الله يا عمي.. والحمدلله الذي جمعنا بك قبل مغادرتك إلى جنان الخلد بإذن الله. عمي الغالي.. تعلمت منك أن الأخلاق هي الثروة التي يجب أن نحافظ عليها.