شيّع أهالي محافظة ميسان بالطائف جثمان الشهيد: ممدوح مسفر المسيلي (أحد منسوبي قوات الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير)، والذي استشهد في عملية التفجير الآثمة التي استهدفت مسجد قوات الطوارئ بعسير خلال أداء صلاة الظهر من يوم الخميس الماضي، وتمت الصلاة على الجثمان بعد صلاة الظهر بجامع ميسان، ثم نقلت الجنازة إلى مقابر وادي "مثان" جنوبي الطائف، حيث أعلن والد الشهيد وأقاربه عن استقبال المعزين وإقامة مراسم العزاء في استراحة "المصيف" بمنطقة غزايل جنوبي الطائف، وذلك وسط حضور كثيف من المشيعين من أهالي المنطقة، والمسؤولين من مدنيين وعسكريين، وأقارب وذوي وزملاء الشهيد، والذين نددوا بالعملية الإرهابية الإجرامية الآثمة التي وقعت أثناء أداء صلاة ظهر الخميس الماضي في مسجد قوات الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير، واستنكروا جميع أشكال الإرهاب وألوانه، حيث يستهدف قتل الأبرياء وسفك دمائهم، وترويع الآمنين بلا ذنب، مؤكدين أن هذه الأعمال الإجرامية الدنيئة لا يقف وراءها إلا أعداء الدين والوطن والمجتمع، وأنها قد أماطت اللثام عن الوجه القبيح لهذه الفئة الباغية الخارجة عن الإسلام، مشددين على ضرورة استئصال هذا الفكر الإرهابي وعناصره الضالة من جسد الوطن، ومشيرين إلى أن تفجير مسجد قوات الطوارئ بعسير عمل إجرامي دنيء، لم يراع حرمة بيت الله، ولم يراع الدماء المسلمة المعصومة، باستهداف رجال أمننا الذين يسهرون على أمن واستقرار قبلة المسلمين، مشيدين ببطولة رجال الأمن البواسل الذين قدموا أرواحهم ودماءهم فداء للدين والوطن، ومعبرين عن تضامنهم التّام مع قيادة المملكة ضد أي عمل يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار الذي تنعم به المملكة، وكأن لسان حالهم جميعًا يقول :"كلنا جنود للدين، وكلنا فداء للوطن"، سائلين الله تعالى أن يغفر لجميع شهداء الوطن ويرحمهم ويسكنهم فسيح جناته، وأن يتقبلهم مع الشهداء والصديقين. الشهيد في لباسه العسكري الشهيد ممدوح مسفر المسيلي وبدوره أكد والد الشهيد، المواطن: مسفر بن محمد بن فازع المسيلي ل"الرياض" أن ابنه (ممدوح) -رحمه الله تعالى- يبلغ من العمر 19 سنة، ذا سيرة طيّبة، بارًّا بوالديه، ومحبوبًا من الجميع، وأنه قد تم تعيينه ضمن قوة الطوارئ الخاصة برتبة جندي، وكان ينتظر انتهاء دورته التدريبية العسكرية في منطقة عسير في نهاية شهر ذي الحجة المقبل؛ كي يعود إلى مقر عمله الأساس بمحافظة الطائف. مشيرًا إلى أنه قد تمّ نقل جثمانه بعد حادثة التفجير الآثم، من عسير إلى الطائف بطائرة الإخلاء؛ وذلك بناء على رغبة أهله وذويه، وأن ابنه قد نال شرف الشهادة دفاعًا عن دينه ووطنه ومليكه، ولاقى ربه الكريم وهو قائم بين يديه يصلي، في بيت من بيوته، وفي ميدان الشرف والشجاعة والبطولة، وهي حسن الخاتمة -إن شاء الله تعالى-، مشيرًا إلى أن هذه الأفعال الإجرامية التي تنفذها شرذمة ضالة من الإرهابيين لن تزيد شعب المملكة إلّا تماسكا ولحمة مع قيادتنا الرشيدة. وللشهيد أربعة إخوة أكبر منه (اثنان متزوجان ومستقلان ويعملان خارج المنطقة)، وأخ ثالث اسمه (رائد) يدرس درجة الماجستير في أميركا، والرابع اسمه (بدر)، ويعمل في القوات الخاصة لأمن المنشآت بمحافظة الخفجي، وهو الذي يأمل والده في نقله قريبًا منه بمحافظة الطائف؛ حتى يتولى رعايته ووالدته، ويقوم على شؤونهما، سيّما في ظل تقدم العمر بوالده (تجاوز السبعين من عمره)، وعدم قدرته على قيادة السيارة والقيام بشؤون حياته وزوجته (والدة الشهيد).