تسعى المؤسسات الإعلامية التي تقوم بتوظيف الكفيف صاحب القدرة والكفاءة الإعلامية لإظهاره بعين التعاطف والشفقه وتدعي تلك المؤسسات بأنها تدعم هذه الفئة من المجتمع وتوهم الكفيف بأنها متفضله عليه بتوظيفه علماً بأن الكفيف كان إضافة مميزة لتلك المؤسسات التي تُظهر للجمهور أنها ترعى حق المكفوفين وأنها تؤمن بقدراتهم وتشجع المجتمع على تقبلهم، لكن يا عزيزي التساؤل يقول: ما الذي ينقص الكفيف لكي يكون إعلامياً ناجحاً؟ ما الذي تحتاجه الصحافة؟ وما احتياج الاذاعة؟ وما احتياج التلفاز؟ ما الذي يحتاجه الاعلام المرئي والمسموع والصحافة غير سرعة البديهة والكاريزما والطلاقة وخامة الصوت؟ ماحاجة الإعلام لبصر ذاك المكفوف؟ نحن فقدنا بصرنا بقدر الله ولكن لن تستطيعوا أن تفقدونا قدراتنا بتعاطفكم ونظراتكم التي تملؤها الشفقة والايحاء بالعجز، ما استطاع فقد البصر أن يمنعنا من القدرة فلن تمنعونا أنتم. أختم مقالتي بالتأكيد على أن الإعاقة قضاء وقدر من الله ولن تقف عائقاً حقيقياً عن إكمال حياتنا، ولا تشكل لنا الأهمية الكبرى فالتفاؤل هو الملهم والخلاّق لمن ابتلي بهذا الفقد ومع الإصرار والتحدي سيحقق المرء أحلامه وطموحاته فصاحب الإرادة القوية هو الذي سيصل بحول الله إلى محطات النجاح، ويثبت أنه أهل لها.