تسجيل 1267 حالة وفاة بجدري القردة في الكونغو الديمقراطية    خطيب الحرم: حين تستحكم الآفات تلتاث العقول وتحار الأفهام    مدرب إنتر ميلان: نستحق الفوز.. ومدرب أتالانتا: فقدنا التركيز وخصمنا صعب    خطيب المسجد النبوي: نعم الله تدفع للحب والتقصير يحفز على التوبة فتتحقق العبودية الكاملة    القيادة تعزي الرئيس الأمريكي في ضحايا الحادث الإرهابي الذي وقع في مدينة نيو أورليانز    وصول الطائرة الإغاثية السعودية الرابعة لمساعدة الشعب السوري    «الجمارك» تُحبط 3 محاولات لتهريب أكثر من 220 ألف حبة محظورة    " تراحم جازان " تحتفي ببرامجها السنوية للعام 2024    وسط مخاوف من الفوضى.. حرس الرئاسة يمنع اعتقال رئيس كوريا الجنوبية    الأرصاد: طقس شديد البرودة مع فرصة تكوّن الصقيع على أجزاء من شمال المملكة    مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الرابعة التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة لمساعدة الشعب السوري    لحظات رياضية سعودية لا تُنسى    الحازمي يروي سيرة كفاح في كتابه «من القهوة إلى قوقل»    بين عمان والبحرين كأس وذهب.. من عريس الخليج؟    الكلية الأمنية تنظّم مشروع «السير الطويل» بمعهد التدريب النسائي    مظلات الشحناء والتلاسن    كيف تتجنب ويلات الاحتراق النفسي وتهرب من دوامة الإرهاق؟    لتعزيز سعادتك وتحسين صحتك.. اعمل من المنزل    5 أخطاء شائعة في تناول البروتين    كيف ستنعكس تعديلات أسعار اللقيم والوقود على الشركات المدرجة؟    الفنان راشد الفارس يقدم أولى حفلاته للعام 2025 في موسم الرياض    ارتفاع أسعار النفط    قاتل الشتاء الصامت!    الدكتور عبدالله الأسمري: نتعلم اللغة الصينية اقتصاديًا والإسبانية رياضيًا والفرنسية ثقافيًا    ذلك اليوم.. تلك السنة    خشونة الركبة.. إحدى أكثر الحالات شيوعاً لدى البالغين    عام جديد بروح متجددة وخطط عميقة لتحقيق النجاح    محمد الفنتوخ.. الهمّة والقناعة    الصراعات الممتدة حول العالم.. أزمات بلا حلول دائمة    سوق العمل السعودي الأكثر جاذبية    عبير أبو سليمان سفيرة التراث السعودي وقصة نجاح بدأت من جدة التاريخية    ترمب أمام تحدي تعديل السلوك السياسي الإسرائيلي    تعفن الدماغ .. عندما تصبح أدمغتنا ضحية التكنولوجيا    لبنى العمير: أول مبارزة سعودية تكتب فصول الإلهام    «العلا».. مقصد الباحثين وهوى السائحين وقبلة المغامرين    لماذا لا تزال الكثيرات تعيسات؟    المسحل والمسؤولية المقنعة!    ابتسم أو برطم!    1.3 مليون خدمة توثيقية.. عدالة رقمية تصنع الفارق    بين دمشق وكابول    سُلْطةُ الحُبِّ لا تسلّط الحرب    بايرن يشهد عودة أربعة من لاعبيه للتدريبات الجماعية    الهلال يعلن غياب "نيمار" وعودة "نيفيز" قبل مواجهة الاتحاد في كأس الملك    نائب أمير تبوك يستقبل مدير الجوازات بالمنطقة    وزارة الثقافة تُدشِّن مبادرة "عام الحرف اليدوية 2025"    مركز التنمية الاجتماعية في جازان يعقد اللقاء الأول للجمعيات التعاونية في المنطقة لعام ٢٠٢٥    الدفاع المدني يؤكد أهمية اتباع إجراءات السلامة عند استخدام وسائل التدفئة    قرية "إرث" بالواجهة البحرية بجازان.. وجهة سياحية وترفيهية وثقافية في موسم شتاء جازان 2025    السعودية تأسف لحادثة إطلاق النار التي وقعت في مدينة سيتينيي بالجبل الأسود    استقبله نائب أمير مكة.. رئيس التشيك يصل جدة    19,914 قرارًا إداريًا بحق مخالفين لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود    وصول الطائرة الإغاثية السعودية الثالثة لمساعدة الشعب السوري    محافظ محايل يلتقي مدير عام فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية    منذ 14 عاماً.. الذهب ينهي 2024 بأفضل أداء سنوي    المملكة تنظم دورة للأئمة والخطباء في نيجيريا    أمين الرياض يطلق مشروعات تنموية في الدلم والحوطة والحريق    صندوق تنمية الموارد: توظيف 169 ألف مواطن خلال 3 أشهر    نائب أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الرياضة بالمنطقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإيرانيون يقودون جيش الأسد ويسيطرون على قواه الأمنية .. والحرس الثوري أخطر التنظيمات الإرهابية على المنطقة
أكد أن السوريين لن ينسوا دعم المملكة ومواقفها المساندة.. رئيس الائتلاف السوري في حوار مع «الرياض»:
نشر في الرياض يوم 20 - 07 - 2015

كشف خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة عن أن مشروع تدريب وتسليح الجيش الحر متعثر لأسباب تقنية وسياسية، مشيرا إلى أن الادارة الأميركية اشترطت أن يتعهد المقاتلون بمحاربة «داعش» وليس النظام مبينا بأن تنظيم «حزب الله» تكبد خسائر كبيرة بعد أن وصل عدد قتلاه لأكثر من 2000 عنصر وآلاف من رجاله سقطوا مصابين. وقال خوجة إن أكثر التنظيمات الإرهابية خطرا على سورية هو الحرس الثوري الإيراني الذي يوجه ويدير ويقاتل مع الأسد، موضحا بأن الجيش الحر لن يقع في الفخ مرة أخرى بعد أن تفرغ لمحاربة «داعش» وتجاهل النظام مشددا على أنهم لن يحاربوا الفرع ويتركوا الأصل أبدا، مثمنا موقف المملكة الداعم للثورة السورية منذ بدايتها والتي لم تتوان يوما في مساندة الشعب السوري.. فإلى نص الحوار:
* كيف تقيّمون الدعم والمساندة التي يحظى بها الائتلاف والشعب السوري من المملكة ومن خادم الحرمين ؟
- المملكة هي أحد الداعمين الرئيسيين للشعب السوري والائتلاف الوطني السوري على كافة الأصعدة ودعم المملكة السياسي كان مطلقاً في كل المحافل العربية والاقليمية والدولية، أما الدعم الإنساني والإغاثي فالمملكة مانح رئيسي للمنظمات الإنسانية والإغاثية العاملة في سورية وفي الدول المستقبلة للاجئين السوريون. ويحظى السوريون المقيمون في المملكة برعاية خاصة من حكومة خادم الحرمين الشريفين في مجال الإقامة وفي مجالات الصحة والتعليم، والشعب السوري يقدر هذه المساندة الأخوية، التي تنطلق أولاً من عمق الأخوة العربية بين البلدين الشقيقين، ومن موقف نبيل وقفته المملكة حكومة وشعباً والذي لن ينساه السوريون أبدا.
* بعد خسارة النظام لسيطرته على العديد من المدن كإدلب وأريحا وتدمر كيف تقيّمون الحالة التي يقف عليها الجيش الحر؟
- منذ خمسة أشهر انتهت حالة الكر والفر، وبات النظام يتراجع باستمرار، ولم يعد قادراً على استعادة أي موقع يخسره، وهكذا خسر مدن بصرى الشام وإدلب وأريحا وجسر الشغور وتدمر والمعابر الحدودية مع الأردن والعراق وتركيا، وخسر ثاني أكبر ألويته اللواء 52 ومعسكرات ومواقع استراتيجية ومخازن أسلحة في حلب ودمشق ودرعا وحمص، ولم يستطع أن يستعيد أيا منها، رغم أن رأس النظام تعهد علناً باستعادة واحدة منها على الأقل هي مدينة جسر الشغور، لكنه لم ينجح، واستمر في فقدان بلدات وقرى ومواقع بعدها.
إن النظام منذ مطلع عام 2015 يفر ويتراجع باستمرار ولا يستطيع الكر، ولا حتى الصمود والبقاء على المناطق التي تحت سيطرته وسيطرة حلفائه وأسياده الإيرانيين وعملائهم الصغار.
مشروع التدريب الأميركي لتسليح الجيش الحر متعثر لأسباب تقنية وسياسية
* أمام تغلغل الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية وتمددها في سورية هل أصبح الحل العسكري أكثر صعوبة من ذي قبل؟
- قدمت التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها تنظيم «داعش»، خدمات جليلة للنظام السوري وحلفائه وأسياده الإيرانيين، ومؤخراً أضيف إليها تعزيز حالة «الكانتونات» بعد اعلان تنظيم «ب ي د» الكردي الإدارة الذاتية. هذه الخدمات كثيرة واستراتيجية إلى درجة حولت الشكوك في دوافع نشوء هذه التنظيمات، ومدى اختراقها من قبل أجهزة الأمن الإيرانية والسورية إلى حقيقة لا تقبل الطعن بها. إن الحل العسكري فرضه النظام مستندا إلى الترسانة العسكرية التي مازال يستهلكها ضد شعب سورية ومن هذا المنطلق هو يرفض الحل السياسي الذي جسده إعلان جنيف، المقبول سورياً وعربياً وإقليمياً ودولياً، هذا الرفض هو الذي دفع بالسوريين للسير في طريق الدفاع عن أنفسهم وحياتهم وأعراضهم بسبب رفض النظام لكل المبادرات السلمية والسياسية (وقبول الشعب السوري وقوى الثورة والمعارضة لكل الحلول والطروحات السلمية والسياسية) وبسبب عدم ممارسة الضغط الدولي الكافي على النظام، وعدم تقديم الدعم الكافي للشعب السوري، كل ذلك يزيد تعنت النظام، ويزيد رفضه للحلول السلمية، هذا هو السبب الرئيسي لاستمرار شلال الدم في سورية.
يليه وجود التنظيمات الارهابية الوكيلة وعلى رأسها» داعش» وهي التي تخدم النظام وتطيل عمر المذبحة.
النظام السوري على تنسيق دائم مع «داعش» وبينهما مصالح مشتركة
* في ظل الفوضى التي باتت تكتنف الأزمة السورية هل أصبحتم وسط مجموعة من الأعداء متعددي الأهداف والرؤى؟
- إن العدو الأول، ومصدر كل الشرور، والسبب الأول في وجود كل الأعداء الآخرين، هو نظام الأسد أقصد بالأعداء الآخرين التنظيمات الإرهابية، والنزعات الانفصالية، وهذه كلها وجدت بتمهيد من النظام، وتواطؤ تام منه ومن أسياده الإيرانيين، إن انكفاء النظام، وهو أمر جار على قدم وساق، يعني بالضرورة انكفاء حلفائه، وتدعيم اللحمة بين السوريين.
وأكدت الأشهر الخمسة الماضية أن الوحدة المتوجة بالانتصارات تؤدي إلى المزيد من الوحدة والانتصارات، وهذا ما يستدعي من حلفاء الشعب السوري وأصدقائه وشركائه التحرك العاجل لدعم مسيرة الانتصارات سياسياً وعسكرياً ومالياً.
* كيف تقيّمون الحالة السياسية والعسكرية للنظام السوري؟ وماذا عن المؤشرات التي تؤكد بقرب سقوط الأسد؟
- النظام السوري لم يكن يوماً أضعف مما هو عليه اليوم، لقد فقد السيطرة على 78٪ من الأراضي السورية، و60٪ من الشعب السوري، و90٪ من الحدود الخارجية، و100٪ من منابع النفط والأنهار الكبرى والمحاصيل الاستراتيجية، وأكثر من ثلثي الجيش بات خارج الخدمة بسبب الانشقاق والهروب ورفض الالتحاق بالخدمة، عدا عن القتل والإصابات المسببة للإعاقات الدائمة.
الائتلاف لن يكون له دور بعد سقوط الأسد.. ولن نحارب الفرع ونترك الأصل
ورغم إمداده بالمقاتلين والأسلحة من إيران وحزب الله والطائفيين العراقيين، إلا أنه بات عاجزاً عن استرداد أي شبر يفقده، ومع عجزه عن التقدم أو حتى الحفاظ على ما بقي لديه، تنصرف كل جهود النظام نحو الانتقام من السوريين، والقتل من أجل القتل والإرهاب، يرمي النظام السوري كل يوم عشرات من البراميل المليئة بالمتفجرات عشوائياً على المدنيين العزل، وتقوم طائراته بإلقاء غاز الكلور عليهم، ولا يحقق هذا القتل الجماعي أي فوائد عسكرية أو سياسية للنظام، سوى إطالة وتعميق معاناة السوريين وعذاباتهم، ومساعدة تيارات التطرف لأن تجد من تجنده من بينهم. ومع ازدياد حاجة النظام لمساعدة إيران وعملائها من حزب الله وجماعات القتل الطائفية العراقية، تزداد هيمنة طهران على قرار النظام السوري، فتفرض عليه تنازلات تحقق لها نفوذاً طويل الأجل في المنطقة، وتفتح لحزب الله قنوات لوجود دائم في سورية، وتسمح لمجموعات عراقية بأن تمحو الحدود السورية - العراقية.
إن السوريين اليوم في الخط الأول من مواجهة الأخطبوط الإيراني الذي يهدد المنطقة العربية كلها، وإن هزيمة هذا الاخطبوط تتطلب مواجهته في سورية، وهزيمته في سورية، وهذا ما يقوم به السوريون ويقدمون في سبيله دماً زكياً وتضحيات جسيمة قل مثيلها في التاريخ الإنساني كله. وفي حال فقد النظام العاصمة دمشق، سينكفئ إلى الساحل السوري، حيث سيتحول إلى مجرد فريق أو طائفة أو عصابة مسلحة.
* ما مدى تأثير الجماعات الإرهابية على المعارضة السورية على صعيد تعاطي المجتمع الدولي مع الائتلاف وتغيير الرؤية تجاه التعامل مع نظام الأسد؟
- لقد خلط وجود تنظيم «داعش» الأوراق، فشد أنظار العالم إلى جرائم «داعش» الاستعراضية المصورة بطريقة «هوليودية» تشد وسائل الإعلام وتقدم لهم مادة جاذبة رغم وجود عنصر الرعب فيها. ووجدت بعض الدول المترددة أو ذات الموقف الرمادي من مجموعة أصدقاء الشعب السوري فرصة لتبرير ترددها وموقفها الرمادي، فبعد أن كان تتحجج بانقسام المعارضة، بينما هي المنقسمة في الحقيقة تجاه مسألة التغيير في سورية، وجدت هذه الدول مبرراً للاستقالة من واجبها تجاه الشعب السوري، بالتركيز كلياً على محاربة «داعش»، وهذا موقف خاطئ كلياً، «فداعش» هي أحد منتجات النظام، والقضاء عليها لن يحل المشكلة، بل سيقوم النظام بإنتاج منظمة إرهابية أخرى يلهي بها العالم عن محاربته.
في الحقيقة فإن وجود «داعش» لم يغير مواقف الدول من قضية الشعب السوري، وإنما هو أظهرها على حقيقتها، فالمملكة العربية السعودية، ودول الخليج العربي، وتركيا، وفرنسا عززت علاقتها بقوى الثورة والمعارضة، وتمسكت بشرعية الائتلاف الوطني السوري، وأكدت وتؤكد كل يوم أن «داعش» والنظام يتبادلان الخدمات، وأحدهما سبب ومبرر وجود الآخر، أما الدول التي كان موقفها من قضية الشعب السوري مرائياً ومسايراً فقد وجدت في «داعش» الفرصة لتتصرف وفق حقيقة موقفها.
* المجتمع الدولي لم يقتنع بالدور الذي يمكن ان يلعبه الائتلاف بعد سقوط الأسد، ما الجهود التي قمتم بها لتغيير هذه النظرة ؟
- لقد أُسس الائتلاف بهدف إسقاط نظام الأسد والتأسيس لمرحلة انتقالية وينتهي دوره عندما ينتخب الشعب ممثليه، فلا يطمح الائتلاف بلعب دور في مرحلة ما بعد الأسد إذ في حال تحقق هدف إسقاط النظام عندئذ ستدخل المكونات والشخصيات الوطنية ضمن عملية انتخاب طبيعي وفق توجهات الشعب السوري، بعض النقد الذي يوجه إلى الائتلاف غير منصف إذ وضع الائتلاف الوطني السوري بعد تأسيسه في زاوية ضيقة، ولم يقدم له لا مؤيدوه ولا منتقدوه ما يحتاجه ليقوم بالعبء الهائل الملقى على عاتقه بمواجهة ما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ كارثة إنسانية في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
* هل هناك من آفاق جديدة للتسوية السياسية قدمتموها للمبعوث الأممي؟ أم أنكم مازلتم متمسكين بالحل السياسي المستند لبيان جنيف ؟
- نعم، قدمنا للسيد دي ميستورا نظرتنا للتسوية السياسية، وهي قائمة على أساس بيان جنيف، وما أنجز في جنيف 2 مع مراعاة التغيرات التي طرأت منذ صدور البيان قبل 3 سنوات.
أهم التغيرات التي طرأت أن النظام كان يسيطر على 90 ٪ من الاراضي السورية عند صدور البيان، بينما هو يسيطر على 22٪ من الارض السورية فقط الآن.
نحن على يقين بأن نظام أسد لا يمكن أن يوافق على حل سياسي يعطي الشعب السوري حقوقه ويحفظ كرامته وحريته إلا مكرها بالقوة، من دون قوة إلزام يكون الحديث عن حلول سياسية مجرد لغو وإضاعة للوقت، مشروع التسوية موجود ومفصل في جنيف 1 وجنيف 2، ونحن لسنا بحاجة لمشاريع جديدة على الورق، بل نحن بحاجة لتنفيذ ما اتفق عليه في جنيف، مع اجراء التعديلات اللازمة، وقوة الالزام تأتي إما بقرار ملزم من مجلس الأمن الدولي، وإما عبر تحرك دولي جدي مثل التحرك الذي أجبر النظام على تسليم سلاحه الكيماوي، أو التحرك الذي أجبره على الانسحاب من لبنان بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أو التحرك الذي أجبره على تسليم عبدالله أوجلان، والسبيل الثالث لإلزام النظام على قبول وتنفيذ تسوية سياسية هو دعم الشعب السوري والجيش السوري الحر ليجبر النظام بقوة السلاح على قبول إرادة السوريين وإرادة المجتمع الدولي.
* مازالت واشنطن تضع شروطا لتدريب وتسليح «الجيش الحر» حيث تضع محاربة تنظيم «داعش»على رأس اولوياتها بينما انتم في الائتلاف الأولويات لديكم هي مقاتلة نظام الأسد، هل توصلتم الى صيغة توافقية في ذلك؟
- المشروع متعثر لأسباب تقنية، ولأسباب سياسية، فالأميركيون يريدون أن يتعهد المقاتلون بمحاربة «داعش» مبدئياً وليس النظام، وهم لم يجدوا ضمن معاييرهم إلا 60 شخصا كما صرح وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر. المقاتلون السوريون يعرفون تماماً من هو أصل كل الشرور في سورية، إنه النظام، ويعرفون أن مقاتلة الفرع «داعش» مع ترك الأصل والمنبع حراً عمل عبثي وتضييع للهدف وتضييع للبوصلة.
* كيف تقيّمون الخسائر التي يتكبدها النظام الإيراني وحزب الله على الأراضي السورية؟
- لقد قتل حتى الان أكثر من 2000 عنصر من عناصر ميليشيا حزب الله الطائفية الإرهابية في سورية، وهو رقم كبير جداً يساوي نسبة مئوية من عناصر الحزب التي تقدر بما بين 30 و 40 ألف عنصر، أي أن الحزب فقد ما بين 3 و 4٪ من عناصره قتلى في سورية حتى الآن، وما يزيد على 10٪ من عناصره سقطوا مصابين، وكثير منهم معاقون بصورة دائمة.
لكن في نفس السياق مجموعات القتل العراقية انخفض عددها في سورية كثيراً نظراً للحاجة إليها في العراق، واستبدلت بميليشيات طائفية ومرتزقة من أفغانستان وباكستان، أما الإيرانيون فهم يمارسون دور القائد، معظم عناصرهم قياديون يتحكمون بجيش النظام وقواه الأمنية، إضافة إلى ما يسمى بالخبراء، وهم أشخاص في غاية الوحشية والقسوة والطائفية، خبرتهم الوحيدة هي القتل والتعذيب والارهاب، وهناك فرق تجسس، وخاصة التجسس على وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف والانترنت.
وكان يوجد مقاتلون طائفيون حوثيون في سورية، وهم سعوا للعودة إلى اليمن بعد انطلاق عاصفة الحزم، لكنهم يجدون صعوبة في ذلك، ويعتقد أن غالبيتهم موجودون في العراق وإيران ولبنان بانتظار الفرصة للعودة إلى اليمن.
* ما أكثر التنظيمات الإرهابية التي يشكل وجودها في سورية خطراً على المنطقة؟
- الحرس الثوري الإيراني هو الأخطر على سورية والمنطقة لأن كل المجموعات الأخرى تابعة له بما فيها حزب الله وكتائب أبو الفضل العباس العراقية والمقاتلون الأفغان والباكستانيون وطبعاً الحوثيون في اليمن، وهو يعمل على تحويل أجهزة الأمن والجيش السوري إلى مجموعات صغيرة يسهل عليه السيطرة عليها وتوجيهها كيف يشاء.
* من خلال عمليات الرصد والمتابعة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في الائتلاف ما مصادر الدعم والتمويل التي يحصل عليها «داعش» في سورية؟
- المصدر الأول هو بيع النفط، فلقد ترك النظام «لداعش» شرق سورية وفيها كل مناطق النفط، عن عمد ودون قتال، فقد أكد الاتحاد الأوروبي أن النظام هو المشتري الأول والرئيسي للنفط من داعش. إذن النظام يؤمن تمويل «داعش «الرئيسي، إضافة للنفط تبيع «داعش» الاثار المسروقة، وهذا مصدر دخل كبير نظراً إلى أن المناطق التي تسيطر عليها «داعش» في سورية والعراق تضم خمس آثار العالم بحسب اليونسكو، والمصدر الثالث لتمويل «داعش» هو سرقة الأموال العامة، فقد سرقت 400 مليون دولار من البنك المركزي في يوم احتلال الموصل، وسرقت البنوك والمؤسسات العامة في الرقة ودير الزور والحسكة وتدمر.
*ما هي القوى التي باتت هي القوة المؤثرة في سورية؟
- يعتبر تحالف جيش الفتح قوة مؤثرة ونامية، وهو يضم فئات أساسية من الجيش السوري الحر، وعددا كبيرا من الجنود والضباط المنشقين، وهو ظاهرة ولدت لأول مرة في إدلب ثم تكررت في مناطق أخرى خاصة في القلمون وحلب، وهو مع الجيش الحر يسيطرون على 20٪ من الأراضي السورية تمتد من حلب إلى إدلب وريف دمشق ودرعا والقنيطرة.
بالمقابل يتمدد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المعروف ب (ب ي د) مستفيداً من دعم لا محدود من التحالف، ومستغلاً حجة محاربة «داعش» حيث بات يسيطر على 13٪ من الاراضي السورية من بينها 70٪ من الحدود السورية التركية. وتسيطر داعش على 45٪ من الاراضي السورية ضعيفة الكثافة السكانية، ويسيطر النظام على 22٪.
* ما هي الحالة الإنسانية في سورية وما المناطق الأكثر حاجة للإنقاذ والمساعدة؟
- تعيش سورية أسوأ كارثة إنسانية في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وفق الأمم المتحدة، نصف الشعب السوري لا يعيش في بيته، فهو إما لاجئ وإما نازح وإما مشرد، وثلث الشعب السوري عنده مشكلة في الحصول على الحد الأدنى من الغذاء اللازم لاستمرار الحياة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.