منذ بداية شهر رمضان وحتى آخر يوم دوام مدرسي يصلنا وبشكل شبه يومي خبر سار عن مكرمة ملكية بتقديم موعد الإجازة المدرسية.. وانتهى شهر رمضان ولم يحصل شيء.. الاكيد ان شركات الاتصالات هي المستفيدة الوحيدة من تلك الرسائل... الإشكال ليس في ربحية شركات الاتصال ولكن في تكرار تلك الاشاعة سنوياً رغم فشلها أي انها لم تتحقق مرة واحدة، وحقيقة اتمنى ان لا تتحقق لأن ذلك من شأنه ان يجعل الطلبة لا يركزون على الدراسة قدر تركيزهم على موعد الاجازة الجديد.. حقيقة استغرب تلك الاشاعة السنوية، واستغرب تصديق البعض لها إلى درجة انه يكاد يضع خططه بناء عليها.. تكرارها هل هو من باب التسلية أم هو من باب الأماني أم انه عشم لا حدود له بولاة الأمر أم انه انعكاس لملل الطلبة من المدارس خاصة في رمضان حيث الحضور الاضطراري من قبل الطلبة والمعلمين والمعلمات.. اعتقد انه حان الوقت للخلاص من تلك الاشاعات خاصة وان التقويم الدراسي لم يعد يتم إقراره بشكل عفوي أو سنوي بل اصبح يتم إقراره وفق خطة زمنية لا تقل عن خمسة أعوام قادمة.. الإشكال ان تلك التوقعات ايضاً وصلت للموظفين حيث انتشرت الرسائل المبشرة بتمديد الاجازة ليكتشف الحالمون انه تمن ايضاً لا منطقية له.. لا أعرف السر حقيقة في تلك التوقعات رغم عدم تحققها.. ولو لمرة واحدة.. قد يكون ذلك مؤشراً لملل الطلبة من الدراسة ومؤشراً ايضاً لعدم الرضا الوظيفي عند الموظفين وقد يكون مؤشراً لاتساع مساحة الأحلام لدينا وقد يكون مؤشراً لاتساع مساحة الفراغ لدى مطلقي الشائعات وقد يكون لسهولة اصطيادنا حين ينطق الآخر بما نريد وان لم نصدقه داخلياً ولكنه لامس ما نريد.. الأكيد ان قلة تصدق تلك الاشاعة والأغلبية تعمل على تغذيتها مع عدم تصديقها ولكن البحث عن التسلية والاندهاش والفرح عند الآخر كفيل بأن يتم تداول تلك الرسالة على مدار أكثر من يوم وبشكل سنوي لا يستفيد منه إلا شركات الاتصال التي تزيد أرباحها ولا تقل أسعارها.. الأكيد ان الإنسان دائماً يبحث عن الشيء المريح ويبحث عن الخبر السعيد وان اضطره ذلك لإطلاق إشاعة يعلم يقيناً عدم صحتها ولكن انتشارها بين الناس بحد ذاته يسعده خاصة رن اصبحت حديث الناس وأملهم.. بل قد يخالجه الشك في صحتها مع تكرار سماعه لها ولعل ما يؤكد عشقنا لاشاعات الاجازات هو الاشاعة الحالية بتمديد اجازات الموظفين رغم تأكيد وزير الخدمة المدنية لعدم صحة ذلك.. حيث انطلقت رسائل الجوال مؤكدة ان يومي الثلاثاء والاربعاء إجازة رسمية للموظفين.. والاكيد ان أغلبهم صدقها ولم يذهب للعمل ليس تضامناً مع الاشاعة ولكن لأنه مازالت هناك حاجة للنوم لدى بعضهم..