بين المصور الفوتوغرافي وكاميرته بملحقاتها علاقة هيام خاصة يصعب تفسيرها لغير المصورين. تشبه تلك التي تربط الرسام بريشته والأديب بقلمه والعازف بآلته؛ غير أن تلك الأدوات تعمل في أجواء خاصة، أما الكاميرا فتعيش كل الأجواء والمناسبات والرحلات وتشارك صاحبها القصص والذكريات والمواقف حتى انه يغار عليها لو لمسها أحد! وقد فصّلتُ تلك العلاقة المدهشة في مقال "يسألوني ليه أحبك" قبل سنوات. ومع التطور التكنولوجي السريع تخرج لنا سنويا كاميرات ومعدات حديثة يحرص على اقتنائها المصورون؛ فماذا سيكون مصير القديمة؟ بسبب الهوس بتملك العدد الفوتوغرافية من كاميرات وعدسات ولوازم الإضاءة.. إلخ أصبح ازدحام الأجهزة والمعدات القديمة تضيق بها المساحات. مع أن بعض المصورين يبيع القديم ليشتري الجديد ولكن في الناحية الأخرى هناك العديد منهم لا يرغب ببيع الكاميرات والعدسات لتلك العلاقة العاطفية التي تربطه بها. إذن ما الحل؟ الكاميرا جزء من المصور لا يفرط بها إلا في حالة إنسانية واحدة وهي " التبرع على سبيل الصدقة الجارية "بمعنى هبتها لمصور محتاج يتمنى مثلها ليكسب منها عيشا كريما ولكن إمكانياته لا تسمح بشرائها. الحقيقة أمر تكدس أجهزة التصوير الفوتوغرافية أخذ أشكال الرفاهية والاستعراض أحيانا عند البعض في الوقت الذي لا يملك آلاف المصورين في الوطن العربي سوى كاميرات بدائية وفي أحسن الأحوال يتشارك مجموعة منهم في كاميرا حديثة واحدة! فلماذا لا ننشئ جمعية مصورين خيرية هدفها دعم المصورين العرب المحتاجين في السعودية والخليج والدول العربية! ولا يهم مسماها جمعية أو ناد أو رابطة؛ المهم أن تتكون من فريق متطوع لا يريد إلا عمل الخير مهمته التواصل مع المصورين الراغبين بالتبرع من جهة وأندية التصوير في البلاد العربية من جهة أخرى للتحري عن مصورين لا يملكون ثمنها تساعدهم في القيام بمشروع تجاري صغير لكسب لقمة العيش. وبالتالي تتحقق أهداف الجمعية: * تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي بين المصورين العرب. * إيصال فكرة الجمعية للمصورين والجماعات الفوتوغرافية في الخليج والدول العربية من أجل التعاون المشترك. * إيجاد آلية مشتركة لتنظيم وتقنين عملية التبرع والتأكد أنها تصل للمحتاج فعلا وضمان عدم الاستغلال من ضعاف النفوس.. * تكون همزة وصل بين المتبرع والمحتاج. بالتأكيد ان هناك جهودا فردية مشابهة في السر والعلن ولكنها تبقى محدودة. أما بتضافر الجهود يصبح الخير أشمل والمستفيدون أكثر. ببساطة الجمعية لا تحتاج لمقر إدارة، ولا لمستودعات لحفظ الأجهزة، ولا لموظفين بدوام رسمي؛ وإنما أشخاص مؤمنون بالفكرة يقومون بالتواصل عن طريق الشبكة العنكبوتية في أوقات مستقطعة. وهناك طريقتان للتواصل الأولى: أن يتم تقديم الطلبات من المصورين المحتاجين مع ما يثبت أنه مصور حقيقي لا يملك قيمة الكاميرا "وليس بائع كاميرات". والثانية: أن يتم البحث والتحري عن المصورين المتعففين وهذه الأفضل -بنظري-. وفي المقابل يتم عمل جدول بأسماء المتبرعين ونوعيات الأجهزة المتبرع بها ثم يقوم الفريق بتوصيل صاحب الطلب بالمتبرع ومن ثم يتم الشحن بمعرفة الطرفين بعيدا عن مسؤولية الجمعية. إنها مجرد فكرة أولية قابلة للنقاش والحذف والإضافة والتعديل الهدف منها في هذا الشهر الكريم إسعاد مصور مسلم يقبع في مكان ما؛ أقصى أمنياته أن يمتلك كاميرا مثل كاميرتك القديمة المخزنة لديك منذ سنوات ولم تعد تستعملها. أرجو أن يجد اقتراحي قلوبا تشاركني الحلم الجميل وهنيئا لك يا فاعل الخير والثواب