اليمن.. جمال ساحر وتراث عريق وحضارة تليدة ضربت جذورها راسخة منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا لازالت تعبق بروح الماضي الأصيل، رغم الأحزان التي طالت، والدماء التي سالت. استطاعت تلك الأرض الطيبة الحفاظ على هويتها وبصمتها التاريخية والأدبية والفنية وحين تجوب أحياءها وأسواقها القديمة كأنك تتجول في أزقة كتاب ألف ليلة وليلة، شعراء وأدباء وعلماء وفنانون يمنيون ذاع صيتهم واشتهروا كشهرة العقيق والبن والسيف اليماني. ومن حظي بزيارة اليمن يلمس تلك الهوية كما يلمس شغف اليمنيين بالتصوير وصداقتهم الجميلة مع عدسات المصورين «الأجانب والعرب» فكان لابد لذلك الجمال الرباني والتراث العمراني أن يستفز الفنان اليمني بعينه المتذوقة وإحساسه المرهف ليرسم ويصور كافة جوانب الحياة، فكيف يواجه المصور اليمني التكاليف الباهظة لمعدات التصوير الفوتوغرافي والتعليم والتدريب في ظل تدني مستوى دخل الفرد تبعا للمستوى الاقتصادي للبلد؟ التقينا بالفنان إبراهيم الشريف أحد أعضاء الجمعية اليمنية للتصوير الفوتوغرافي الذي أوضح لنا مشكورا جوانب متعددة عن الفن الفوتوغرافي في اليمن.. تأثير طبيعة وحضارة اليمن على المصور يبدأ الشريف حديثه عن حضارة اليمن: بتعدد ثقافات وعادات المجتمع تجعل من رحلات التصوير أكثر متعة لليمني فما بالكم بالأجنبي. ويتضح ذلك عند زيارة الأجانب لليمن يقررون العودة إليها مرة آخرى، وأذكر قصة ممتعة أن أجنبية قررت إقامة زفافها في اليمن لشعورها بروحانية وبساطة الحياة ومدى ترابط المجتمع في اليمن. فالحياة لاتزال تقليدية غير متعمقة بالحداثة يقول البعض: حضارة اليمن تنعكس في معمارها لذلك يسحر بها الزائرون.. سور عظيم، بوابة عملاقة قديمة، وبيوت بالغة القدم، ونقوش فريدة، وأسواق تثير الدهشة، وزحام من اللوحات الفنية تحوي قصورا شامخة، تحفّها الشوارع والأسواق؛ لتمثل في مجملها أكبر متحف تاريخي طبيعي مفتوح في العالم، يضم المنازل بشبابيكها المميزة، والمساجد، والوكالات، والقمريات. بالإضافة إلى كون اليمن منبع الحضارات وأبناؤها يتكلمون ما يقارب ست لغات يجعل من طبيعتهم حياتهم غنية بمفاهيم مختلفة. فنون تهم المصور اليمني أعتقد أن الفن المعماري والشعبي أكثر ما يجذب المصورين اليمنيين وغير اليمنيين حيث وأن اليمن كنز أثري يجب أن يظهر للعالم بالإضافة إلى مناظرها ومواقعها السياحية ونشعر برغبة قوية في توثيق كل ما يحيط بنا. وكوننا مصورين نهتم بكل نشاطات وثقافات بلادنا الحبيبة ونتسابق على زيارته وتوثيق كل جزء منه. مصورات يمنيات في مجتمع محافظ هناك الكثيرات من المصورات في قطاعات مختلفة صحفياً وسياحياً ممن تتقن الرسم والتصوير في آن واحد ومنهن ما حظيت بحضور محلي ودولي كالأستاذة أميرة الشريف وكذلك الأستاذة هدى الكبسي التي تعمل مع منظمة GIZ الألمانية في اليمن. ويضيف: لا يوجد حدود للمصورة فهي مساوية للمصور بل تحصل على تسهيلات أكثر منه ولكن التحدي الكبير هو: هل ستقوم المصورة اليمنية بالمجازفة والسفر وتحدي الصعاب كما يقوم المصور اليمني في ظل مجتمع يغلب عليه حياة القبيلة!!. أما موقف المجتمع من المصورة غير عادل حيث إن رؤية المصورات وحتى المصورين الذكور أحيانا غير مألوف لدى البعض ولكن الجميل أنه لا يتم إزعاج المصورات بل يتم تقديم يد العون لهن. تفاعل المصورين مع الأحداث في اليمن المصورون بكافة انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية متفاعلون جداً مع الوضع الحالي في اليمن ولكن يلاحظ بعض الأحيان تحيز المصور للقضية التي يؤمن بها ويقوم بتكذيب حقائق يقوم بتصويرها الآخرين. بالإضافة إلى أن حمل كاميرات أثناء الثورة يعتبر نوعاً ما مجازفة نظراً للظروف الحالية ففي حالة الاقتتال حصل المصور على نصيب كبير من الأذى للأهمية البالغة لدور المصور في رسم تاريخ حقيقي يعكس الواقع الفعلي في اليمن، حيث لم يتم من قبل عمل توثيق موسع لبعض الحقائق التي جرت في الساحة اليمنية. معوقات وحلول 1. نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة لليمن تعتبر المعوقات المادية هي الأهم. 2. قلة التدريب وتم الحل عن طريق تبادل الخبرات في مهارات التصوير وأسس التقاط الصورة ومعالجة الصور إلخ المهارات. 3. عدم العلم بالمشاركات الخارجية ولكن يعمل فريق على التواصل مع الجهات المعنية وتعميم الخبر على كافة الأعضاء. 4. المجتمع المتحفظ وعدم تعوده على رؤية الكثير من المصورين والحل هو فرض أنفسنا عليهم حتى تتغير النظرة. 5. غياب التشجيع المادي سواء من المؤسسات الحكومية أو الخاصة لذا عند إقامة أي نشاط نقوم بتقسيم المبلغ على الجميع للخروج بالفائدة وبأقل التكاليف. غلاء المعدات الفوتوغرافية وكلفتها الباهظة للأسف لا نملك حلولا لمشكلة التكاليف خاصة وأنه لا يوجد سوق رسمي وكبير للكاميرات ويتم احتكار الخيارات القليلة الممكنة. كما أنها لا تتوفر بأسعار منافسة فهناك فارق كبير بين السعر في اليمن وأمريكا والدول العربية ولكن يصعب علينا استيراد كاميرات من الدول الأخرى، حيث يواجه أكثر المصورين اليمنيين مشكلة انعدام المعدات الكافية للتصوير من عدسات واستديوهات تصوير ومن الصعب جداً استعارتهم. ولكن حب التصوير يدفع كافة الأعضاء على التغلب على المشكلة باستخدام نفس الكاميرا للتصوير فمثلا في بعض الرحلات الخاصة بالتصوير الجماعي يقوم شخصان بالتصوير بنفس الكاميرا أو التصوير بكاميرا بدائية حتى تحين الفرصة للحصول على كاميرا مناسبة. شكر خاص للأستاذ صلاح حيدر الأستاذ الفنان والكاتب الفوتوغرافي صلاح حيدر من أكثر المشجعين لأعضاء الجمعية ويعود له الفضل الكبير في مواصلة أداء أعضاء الجمعية، حيث قدم الأستاذ صلاح ورشة عمل مجانية لأعضاء الجمعية سابقاً وما يزال وبشكل مستمر تصلنا دعوات للخروج معه للتصوير داخل وخارج المدينة كما أنه يقوم بتشجيعنا ومراجعة أعمالنا قبل التقديم للمسابقات الخارجية. الأستاذ صلاح يعتبر منارة الخير لنا ولكافة اليمنيين كونه يحمّل نفسه عاتق إعداد فرق متعددة تقوم بتوثيق الحياة في اليمن. علاوة على ذلك تجمعنا صداقة وتبادل الزيارات والتواصل. الجمعية اليمنية للتصوير الفوتوغرافي بدأت فكرة إنشاء الجمعية في عام 2008م وأقيمت فعليا في نهاية عام 2010 وهي حتى الآن ليست مسجلة رسمياً لظهور بعض المعوقات ولكن حصلنا على موافقة للانضمام لاتحاد المصورين العرب في الشارقة. عدد الأعضاء المؤسسين 13 عضوا وفي مقدمتهم صاحبة الفكرة أميرة الشريف وعدد الأعضاء الملتحقين 20 عضوا، إضافة إلى العديد من الأعضاء داخل اليمن وخارجها. أهدافنا - سن قوانين لدعم المصور في ظل عدم وجود وزارة أو جهة معنية بشؤون المصورين. - خلق هوية للمصور اليمني والاعتراف بحقوقه وتقدير عمله. - تمثيل اليمن خارجياً لإظهار الثراء التراثي والتاريخي للبلد. - صقل مهارات الكوادر الموجودة في الساحة. - عرض أعمال المصورين عبر المشاركة الخارجية والداخلية. - إقامة معارض مشتركة. - إقامة رحلات جماعية. - التعاون بين الجمعية اليمنية وجمعيات عربية وغربية لتبادل الخبرات. - زيادة الوعي بفن التصوير في اليمن والمطالبة باعتماده مادة في المدارس. - توفير معدات كافية لكافة أعضاء الجمعية. - تجهيز استديو كامل مع الموديلات والأزياء والمعدات لتسهيل التصوير السياحي أو التجاري. إنجازات الجمعية - مثّلنا اليمن فيما يقارب خمس عشرة مسابقة ومعرضا دوليا في دول عربية وغربية وعكس صورة مشرقة عن اليمن. - حصلنا على عدة جوائز دولية ومحلية منها المركز الأول لعامين 2008 و2010 لمسابقة وزارة السياحة والتي حصلت عليها الأستاذة أميرة الشريف بالإضافة إلى جائزة حصلت عليها في تركيا. وقد حصل المصور إبراهيم الشريف على المركز الثاني بجائزة دولية في الكويت بعنوان أفضل صورة مؤثرة وقام بتكريمه كل من رئيس الوزراء الكويتي والتركي ونائب رئيس الوزراء الكويت في 2011. - المشاركة في عدد كبير من المنظمات غير الحكومية والسفارات والصحف والمواقع الإلكترونية العربية والإنجليزية ومن الصحف، ناشونال أبوظبي، يمن تايمز، يمن أوبزرفر، يمن بوست، ناشونال يمن، الثورة، رأي والمجلات التالية مجلة طيران اليمنية، مجلة اليمن تودي. - تنظيم عدة معارض داخل وخارج اليمن مثل فرنسا والبحرين والآن يتم التنظيم لإقامة معرض في نيويورك للمصورة أميرة الشريف والتنظيم لعمل معرض يمني تركي للمصور إبراهيم الشريف. وداخلياً تم تنظيم معرض خاص بالأستاذة أميرة بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي بصنعاء حيث كان المعرض يهدف إلى عرض البروتوكولات العالمية من خلال الصور. - تم اختيار أفراد متميزين من المجموعة للحصول على تدريب دولي أو محلي بإشراف دولي لتطوير مهاراتهم. - الاشتراك مع وكالة الأنباء العالمية الصينية شينخوا. - التنسيق مع جهتين ألمانية وسويسرية لدعم قطاع التصوير في اليمن. - أنشأنا مكتبة موسعة في مجموعة كبيرة من محافظات الجمهورية اليمنية. دعم ذاتي لم نجد أي جهة داعمة حتى الآن، ولكن تم تبني ورشة العمل التي أقيمت بمساهمة من الأستاذ صلاح حيدر لدعم المصورين عن طريق الأستاذ نبيل المتوكل وبخصوص مقر الجمعية تم تبنيه من قبل شركة براند للدعاية والإعلان بعناية الأستاذ عبدالخالق العمدي وتم تجهيز الموقع الإلكتروني كدعم من شركة برسبيكتف للدعاية والإعلان بعناية الأستاذ مهدي جوبان عبر موقع www.yemeneyes.com وطموحنا أكبر لتقديم المزيد. وبعد.. فهذه إنجازات الجمعية اليمنية للتصوير الفوتوغرافي رغم كل المعوقات والصعوبات والأوضاع الاقتصادية المتدنية بلا شك تستحق التقدير والاحترام. فماذا عن الجمعية السعودية للتصوير؟؟ الموجودة في أغنى دولة عربية تزخر ربوعها بأرقى مستويات الكوادر الفنية.. ماذا حققت الجمعية حتى الآن؟؟؟ سؤال هلامي لا ينتظر الإجابة عليه! إبراهيم الشريف نبيل المتوكل فضل العمدي أميرة الشريف هدى الكبسي مهدي جوبان أميرة الشريف إبراهيم الشريف نبيل المتوكل