يتوجب اليوم أن تقف الشركات عند كيفية تحقيق أعلى درجات الاستفادة من الإمكانيات التي يتيحها أمامهم الجيل الرقمي الصاعد، الذي يوشك أن يكون الجيل الأكثر انفتاحاً وإنفاقاً في سوق أجهزة المستهلك على مر التاريخ، ولتسليط الضوء على هذا الأمر تحدثنا مع أشرف فواخرجي، نائب رئيس مجموعة أعمال «هواوي ديفايس» لأجهزة المستهلك في الشرق الأوسط، للتعرف على أهمية «الجيل الرقمي» الجديد من المستهلكين بالنسبة لاعمال الشركات المتخصصة بأجهزة المستهلك. والجيل الرقمي كما يوضح أشرف يحظى في يومنا الحالي بأهمية غير مسبوقة لدى الشركات التي تنتج أجهزة المستهلك. وسواء أردنا أن نطلق عليه جيل الألفية أو شباب العصر التقني أو الجيل الرقمي أو غيرها من المصطلحات والمسميات، وعلينا أن ندرك بأن هذه الشريحة من المستهلكين هي الأكثر اتصالاً والأكثر تطلباً اليوم، وهي في الوقت ذاته الأكثر استعداداً للإنفاق على الأجهزة التي ترى فيها تلبية لمتطلباتها العصرية والمستقبلية. ومن هذا المنطلق، لا يمكن للشركات أن تتجاهل أو تنكر أهمية هذا الجيل، ففي الولاياتالمتحدةالأمريكية على سبيل المثال، يتوقع أن ينفق الجيل الرقمي (الأفراد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 17 إلى 34 عاماً) ما يقارب 200 مليار دولار أمريكي سنوياً حتى نهاية عام 2017، و10 ترليونات دولار أمريكي طوال فترة حياتهم، بما يجعلهم الجيل الأكثر استهلاكاً على مر التاريخ. ويضيف أشرف لعل أكثر ما يميز الجيل الرقمي الجديد استعداده ورغبته بمشاركة الآراء والتعليقات، ومع توفر السبل التي تتيح ذلك يصبح هذا الجيل الأكثر تأثيراً في سوق التكنولوجيا وأجهزة المستهلك على الإطلاق. ومن جهة أخرى، فإن لوسائل التواصل الاجتماعي أثر كبير على المنتجات المخصصة للمستهلكين، الأمر الذي لم يكن موجوداً في السابق. فسهولة التعليق والمشاركة والإعجاب بمنشور ما حول علامة تجارية ما، وقد يؤثر بصورة كبيرة على صورة هذه العلامة التجارية في السوق، كما أن أي خطأ يصدر عنها قد يؤدي إلى تداعيات ملموسة، فالجيل الرقمي لا يتردد بمشاركة كل خطوة يقوم بها. وهناك العديد من الأسباب التي تعزز أهمية هذا الجيل بالنسبة إلى العلامات التجارية، فأولاً، تتمتع الشريحة الأولى ذات الدخل اليسير من هذا الجيل برغبة كبيرة في استثمار قسم لابأس به من الدخل في تقنية أو جهاز يتماشى مع احتياجاتهم ورغباتهم وتطلعاتهم التكنولوجية العصرية، والأهم من ذلك أن ذوي الدخل المحدود من الجيل الرقمي الجديد هم أيضاً على استعداد لإنفاق جزء لا بأس به من دخلهم على منتجات الرفاهية التكنولوجية بما في ذلك الأجهزة الإلكترونية. وأظهرت آخر الاستطلاعات كذلك بأن الجيل الرقمي هم الأكثر حرصاً من حيث الإنفاق على مختلف المجالات، باستثناء أجهزة المستهلك وغيرها من المنتجات التكنولوجية العصرية واسعة الانتشار. ويرى فواخرجي أن دول مجلس التعاون الخليجي تتميز بشريحة سكانية واسعة من الشباب تعد الأكبر في العالم، حيث إن 70% من السكان هم أقل من 25 عاماً و25% هم أقل من 15 عاماً، وفي هذا الإطار، يجسد أثر الجيل الرقمي قيمة خاصة بالنسبة إلى دول الخليج. وتنسجم معدلات نمو مبيعات الإلكترونيات في المنطقة مع معدلات النمو في مناطق أخرى حول العالم، إذ يشهد سوق الأجهزة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا نمواً سنوياً ثابتاً بمعدل 27%، في حين سجلت مبيعات الأجهزة الذكية نمواً لافتاً بلغ 40%. وعلى صعيد آخر، تتمتع مقاطع الفيديو على الإنترنت بشعبية واسعة في المنطقة، تتصدرها المملكة، حيث تسجل 190 مليون مشاهدة على اليوتيوب يومياً، علماً بأن أكثر من 50% من المقاطع في المملكة يتم تصويرها باستخدام الأجهزة الذكية. ويجسد الموقع الإلكتروني «يوتيوب» أداة فاعلة لشركات الأجهزة والإلكترونيات، إذ يتيح منصة للتواصل السهل بين الجيل الرقمي والشخصيات المؤثرة والعلامات التجارية. فالفنانه نانسي عجرم حازت على لقب إحدى أكثر الشخصيات المؤثرة في الشرق الأوسط، حيث وصل عدد المعجبين على حسابها على يوتيوب الملايين، بالإضافة إلى 20 مليون معجب على حسابي «الفيسبوك» و»توتير». وبذلك تتوجه الشركات إلى أختيار سفراء لمنتجاتهم من هذا النوع الأكثر تأثيراً لتتمكن من التواصل بصورة فاعلة مع الجمهور المستهدف. ويضيف فواخرجي هذا بالضبط ما نسعى إلى تحقيقه، فكلما زادت معرفة «هواوي» بطبيعة سوق الجيل الرقمي، كلما تمكنت من الاستمرار في نموها. ومع زيادة مبيعات الهواتف الذكية خلال عام 2014 مسجلة نمواً سنوياً بنسبة 83%، حيث نجحت «هواوي» في الاستحواذ على جزء من حصص الشركات الرائدة في السوق، لتصبح ثاني أكبر مزود للهواتف الذكية في المنطقة بعد شركة «أبل» وذلك وفقاً لتقرير نشرته «آي دي سي». ولا شك انه ينبغي أن تدرك الشركات اليوم بأن للجيل الرقمي مفاهيم وآراء ومتطلبات خاصة، وأن تعمل على إعادة وضع خططها المستقبلية بما يتماشى مع هذه المتطلبات. وهناك عدة أسباب تساهم في تعزيز أهمية هذا الأمر منها قوة المنافسة وقدرة العلامة التجارية على المنافسة، وقوة صوت المستهلك، فضلاً عن توفر العديد من خيارات المنصات والأجهزة التي يمكن للمستهلكين الاختيار منها. ويرى فواخرجي أنه من المهم كذلك أن تأخذ الشركات بعين الاعتبار أمرين رئيسين: الأول، أن الجيل الرقمي يتوقع من الأجهزة أن تعمل بسلاسة وفعالية في تلبية لمتطلباته، فلم يعد هناك مجال للتحديثات وعمليات إعادة التشغيل المزعجة، والمستهلك يرغب بالتواصل بصورة فورية ودائمة. أما الثاني، فهو الاعتقاد السائد بأن جيل الرقمية يكتفي بقضاء الوقت على شاشة الجهاز، إلا أنه في الواقع يسعى للحصول على العديد من الأمور الحيوية التي تلبي احتياجاته اليومية العصرية، حيث يرغب بالسفر ويبحث عن التجربة الجديدة والمشاركة وإبداء الرأي، ولذلك، نجحت وسائل التواصل الاجتماعي مثل «انستغرام» و»توتير» باكتساب شعبية واسعة. فالعلامات التجارية التي تسعى إلى توفير هذه التجارب من خلال الأجهزة والتطبيقات والمنصات التي تقدمها، ستنجح في النهاية من الوصول إلى هذا الجيل. ويلمح فواخرجي إلى أن أنهم يعيون تماماً أهمية ودور وتأثير الجيل الرقمي الجديد في صياغة مستقبل العلامات التجارية المنتجة لتكنولوجيا وأجهزة المستهلك، ويضيف نسعى بحرص إلى مواصلة بذل مزيد من الجهود على صعيد توفير تقنيات ابتكارية غير مسبوقة تلبي احتياجاته ورغباته. وقد جاءت أحدث ابتكاراتنا لتؤكد على ذلك، إذ تجمع الهواتف الذكية « Huawei P8» و» P8 Max» بين التقنيات الحديثة والتصميم الجذاب، وسهولة الاستخدام، كما أنها مجهزة بكاميرا في غاية التطور على مستوى تقنيات التصوير بإضاءة خافتة والتي تعد مثالية لالتقاط صور «السيلفي» أو الصور الاعتيادية أو مقاطع الفيديو عالية الوضوح. ويضيف فواخرجي علينا أن ندرك جميعاً بأن جيل الرقمية بات على درجة عالية من الأهمية أكثر من أي وقت مضى. فهو يبحث عمن يراه ويسمعه ويتفهم احتياجاته، ليعطي له حبه وولاءه. ولا شك أن التردد في التواصل معه بصورة مباشرة ستكون له تداعيات ملموسة على أعمال وأرباح ومستقبل أي شركة. استخدام الهواتف الذكية كل سبع دقائق أبرز خصائص هذا الجيل