كل عام والجميع بخير.. ومن حسن الحظ أن هلال عيد الفطر لهذا العام هو محل اتفاق بين كل من أهل الرؤية وأهل المراصد الفلكية في كل أنحاء العالم الإسلامي (ماعدا ليبيا.. على ذمة احدى الصحف!) وكان علماء المراصد الفلكية قد أكدوا على أن العيد لن يكون يوم الأربعاء بموجب حساباتهم الدقيقة التي تسجل ميلاد الهلال بالدقيقة والثانية! وقد نشرت بعض الصحف المصرية والكويتية، وربما غيرها، مقابلات مفصلة مع هؤلاء العلماء الذين أوضحوا استحالة أن يكون العيد يوم الأربعاء. الدكتور مسلم شلتوت، أستاذ علم الفلك والشمس قال للأهرام إن من المستحيل من الناحية العلمية الفلكية رؤية الهلال بعد مغرب يوم الثلاثاء لأن الهلال يغرب في كل البلدان الإسلامية قبل غروب الشمس بمدة طويلة نسبياً في ذلك اليوم حيث يغرب في داكار التي تقع في أقصى الغرب قبل غروب الشمس بحوالي 28 دقيقة و22 ثانية، وفي مكة والمدينة يغرب القمر قبل الشمس بحوالي 29 دقيقة وفي كوالالمبور بحوالي 35 دقيقة. ويقول الدكتور شلتوت إن هناك من يعتقد اعتقاداً راسخاً في بعض الأحيان أنه رأى الهلال رغم استحالة ذلك من الناحية العلمية الفلكية.. والسبب هو وجود سحابات دقيقة تشبه القمر توحي لهم برؤيته حيث إن هناك معوقات للرؤية الدقيقة كالسحاب والتراب وبخار الماء.. ونبّه الدكتور أنس عثمان، مدير معهد البحوث الفلكية، الى ان بعض المواطنين يعتقد أنه رأى الهلال رغم عدم وجوده علمياً وذلك بسبب وجود أشكال أخرى خادعة مثل بالونات الاختبار بالجو أو تساقط بقايا أقمار صناعية أو غير ذلك. ولابد أن الكثيرين منا قد قرأوا مثل هذه المقابلات والتصريحات التي تدل على أن الأمر محسوم من الناحية العلمية الفلكية.. ومع ذلك يظل النقاش بين أهل الرؤية البصرية وأهل المراصد الفلكية محتدماً.. وكلا الطرفين له حججه وأدلته! غير أنه من المحير ألا نستفيد من الامكانات العلمية الهائلة المتوفرة في زمننا الحالي.. فعلماء الفلك يتنبأون بكل دقة عن مواعيد الخسوف والكسوف وتتحقق تنبؤاتهم لأنها ليست من قبيل التنجيم والدجل والخرافة وإنما اعتماداً على أدوات علمية وتقنيات متقدمة مستخدمة في جميع أنحاء العالم.. فلماذا يستمر هذا النقاش مع أن الإسلام هو دين العلم؟ إن العالم الإسلامي يرتبط بالمملكة ويقتدي بها، وهذا يتطلب أن يحسم موضوع هلال رمضان وهلال شوال بطريقة لا تتناقض مع العلم الشرعي ولا مع علوم الطبيعة.. وهذا ممكن لأن الإسلام لا يمكن أن يتناقض مع الحقائق العلمية المؤكدة. عيد مبارك للجميع.. وكل عام والجميع بخير إن شاء الله.