عندما نتحدث عن الأمراض الموسمية فنحن نقصد بها تلك التي تنشط في وقت الانتقال بين الفصول فمثلا مع حلول فصلي الخريف والربيع تكثر الإصابة بالحساسية الموسمية حيث تصيب أعضاء عديدة بالجسم كالأنف والعينين والبلعوم والأذن والرئتين، وهو أمر يؤدي إلى قلق بعض الأشخاص أثناء اصابتهم بها لخوفهم من المرض نفسه ولجهلهم بما يتعلق بمثل هذه الحساسية كما تقلق الأسرة لدى اصابة ابنائها، بينما في دخول فصل الشتاء وبناء على دراسات مسحية قامت بها منظمات عالمية على أكثر الأمراض شيوعاً في المواسم فوجد ان هناك أمراض هي الأكثر شيوعا خصوصا في الشتاء كالزكام والذي كشفت مراكز مكافحة ومنع الأمراض أن هناك أكثر من 200 فيروس يمكن أن تسبب الزكام العادي، وقد كشفت الأبحاث أن أحد الأسباب التي تجعل الانسان قابلا لأن يصاب بنزلات البرد باستمرار يكمُن في أن الفيروسات المختلفة تحدث أعراضًا متشابهة، كما أن نوعًا ما من أنواع الزكام لايعطي مناعة ضد أي نوع آخر، بمعنى آخر يمكن ان يصاب الانسان بنزلات البرد أكثر من مرة وهو أمر مزعج، وجميع الناس - على مختلف أعمارهم - عرضة للإصابة بالزكام، لكن الأطفال، وكذلك الكبار الذين يختلطون بالصغار، هم أكثر قابلية وعُرضة للإصابة بالعدوى، الزكام مهما كان نوع العدوى أو الفيروس المصنف فهو عدوى تصيب الغشاء المخاطي للأنف والحلق، وينتقل أحيانا ليصيب الممرات الهوائية والرئتين، وغالبًا مايصاحب الزكام انسداد في الأنف، الأمر الذي يخلق صعوبة في التنفس لدى الشخص المصاب، وربما تنتقل العدوى إلى الأذنين، والجيوب الأنفية والعينين، وكثيراً ما يصل الالتهاب إلى الحلق فيسبِّب آلام الحلق وبُحة في الصوت، وعندما تنتشر العدوى إلى الممرات الهوائية والرئتين، فإنها تتسبب في الالتهاب الشُّعبي والالتهاب الرئوي. اما عن المدة التي يستغرقها الاصابة بالزكام فإن أخف أنواع الزكام يستغرق أيامًا معدودة، أما العدوى الحادة فقد تستغرق أيامًا أكثر قبل أن يشفى منها المريض، وعادة ما يصاحب الزكام أعراض أخرى كالحمى والأوجاع التي تعُم كل أعضاء البدن، وتعتري المريض نوبات من القشعريرة وفقدان الشهية، وليس هناك علاج محدد للزكام، وعادة ما يصف الطبيب الأدوية التي تخفّف من الأعراض التي يتسبب فيها الزكام كمسكنات أوجاع العضلات والآلام الأخرى، وأدوية الرذاذ أو قطرات الأنف لتقليص الأغشية المخاطية لدى المصاب وللمساعدة على تنفس أيسر، ولتخفيف الاحتقان أدوية استنشاق البخار مفيدة بعض الشيء، وينصح المريض الذي تنتابه الحمى أن يلزم الفراش، وذلك يوفِّر له قسطًا من الراحة ويعزله عن بقية الناس، اما للوقاية من الزكام، فيجب الاهتمام بالنظافة الشخصية وخاصة اليدين - بعد السعال أو العطس، وقبل تحضير الغذاء أو الأكل، وكذلك تجنب ملامسة المرضى المصابين بالزكام. أما الانفلونزا فهي عبارة عن فيروس شديد العدوى يصيب الجهاز التنفسي ولا يقتصر على فئة عمرية محددة فيمكن أن يصيب أى شخص فى اى مرحلة عمرية، وعادة يتم انتشار عدوى الانفلونزا الموسمية فى فصل الشتاء وتستمر لعدة أسابيع ونظرا لانتشارها السريع وخطورتها فقد تمنع المصابين بها من الذهاب لأعمالهم وقد تؤدي إلى تنويم كثير من الأشخاص في المستشفيات كما أنها تتسبب في العديد من الوفيات، وخطورة فيروس الانفلونزا أن لديه القدرة على التحور المستمر وبذلك يتجنب تعرف الجهاز المناعي للجسم عليه وبالتالي تعرض الشخص للاصابة حتى ولو سبقت اصابته بالعدوى، وتنتقل العدوى من خلال رذاذ الجهاز التنفسي أثناء السعال أو العطس أو في حالة ملامسة رذاذ شخص مصاب ثم وضع اليد على الأنف أو الفم. وأفضل الوسائل للحماية من الاصابة بعدوى الأنفلونزا هي بالتحصين (التطعيم) بلقاح الانفلونزا، ونظرا للتحورالسريع للفيروس فإنه يوصى بالحصول على التطعيم ضد الانفلونزا سنويا، ويبدأ الجسم في تكوين الأجسام المضادة بمجرد الحصول على التطعيم وتكتمل الاجسام المضادة خلال مدة تصل إلى اسبوعين بعد التطعيم، كما يكثر وخصوصاً في فصل الشتاء فيروس الجهاز التنفسي المخلوي وهو فيروس يصيب الاطفال الذين تكون أعمارهم اقل من سنتين، ويكون بعض الاطفال عرضة للاصابة بهذا المرض أكثر من اطفال آخرين وخاصة الذين يولدون في هذه الاوقات من السنة وهو فيروس ينتقل عن طريق الهواء واللعاب واللمس وغيره، وتشمل أعراض الإصابة بهذا المرض ظهور حمى، وكحة شديدة، وزيادة في معدل التنفس، وازرقاق الشفتين، ولمعالجة هذا المرض فإن هناك اجراءات طبية تتم بمعرفة الطبيب ولا تنفع المسكنات الطبية علما أننا سنخصص صفحة لهذا المرض قريباً ان شاء الله، لأنها ايضا تحدث في الانتقال بين المواسم الأخرى كالربيع والخريف. وهناك مرض يرتبط بفصل الشتاء في بعض حالاته لأن أحد أهم أسبابه هو نزلات البرد وهو التهاب الحنجرة وهو يحدث عادة بسبب عدوى فيروسية مثل العدوى التي تسبب نزلات البرد كما ان من الأسباب الأخرى استنشاق مواد تهيج غشاء الحنجرة، حيث تصبح بطانة الحنجرة متورمة وتفرز المخاط وهذا السبب لا يرتبط بفصل الشتاء، وتبدأ الأعراض عادة مع أو بعد أعراض نزلة البرد وتشمل الحمى وسيلان الأنف، التعب، صعوبة في البلع أحيانا، سعال وأزيز الصدر خشونة الصوت، ويوجه الأطباء عادة نفس النصائح للوقاية من التهاب الحنجرة ومرض التهابات الجهاز التنفسي العلوية بشكل عام، وهذه النصائح تكون بغسل اليدين جيدا، وتجنب الاتصال مع الشخص المريض والمحافظة على النظافة الشخصية. * ادارة خدمات التثقيف الصحي