يعتقد كثير من المختصين أن العقاقير لا تعالج فيروسات الشتاء بشكل أسرع، بل إن بعضاً منها يتسبب في إطالة أمد المرض. لهذا فأفضل العلاجات قد لا تحتاج زيارة الصيدلي. ويبلغ متوسط معدل إصابة البالغين بنزلات البرد بين مرتين أو خمس مرات بالعام، بينما يعاني الأطفال أكثر لإصابتهم بالبرد من 7 إلي 10 مرات بالعام. وقد يستطيع العلماء في المستقبل القريب إيجاد علاج فعال لنزلات البرد ولفيروسات الشتاء الأخري. أما الآن فالشخص الوحيد القادر على مواجهة فيروس البرد هو الجهاز المناعي للجسم. وفي أغلب الأحيان قد لا يستغرق الأمر أكثر من 4 إلي 7 أيام حتي يشفي المريض. وقد تساعد الأدوية التقليدية على تخفيف الأعراض، لكنها لا تعمل على قتل الفيروس أو تساعد النظام المناعي على مواجهة العدوي. بل إن بعض هذه العلاجات لا تقوم بذلك على الإطلاق، بل على العكس تزيد الأمر سوءاً. فأدوية السعال مثلاً لا تحدث أي تقدم في الحالة ولا تزيد عن كونها مهدئات. ويري بعض الأطباء أن كبح السعال ليس بالشيء الجيد إذا ما اعتبرنا أن السعال هو الطريقة الطبيعية للتخلص من معوقات التنفس. الخبر السار هو أنك تستطيع التغلب على نزلات البرد دون زيارة طبيب أو تناول دواء. وهناك عدة نصائح يمكن لمرضي نزلات البرد اتباعها لتخفيف أعراض المرض: استنشاق البخار يوضح د. ستيف فيلد رئيس الكلية الملكية للممارس العام أن نزلات البرد المتعارف عليها هي مجموعة من الفيروسات المختلفة التي تصيب الجسم. وعندما يواجهها الجهاز المناعي تظهر الأعراض في شكل إلتهاب قناة الأنف والجيوب الأنفية التي تتسبب في نوبات العطس وجريان الأنف واحتقان العينين. لهذا فأفضل طريقة لتقليل الالتهاب والاحتقان هو تطهير مجري الأنف باستنشاق البخار. ضع منشفة فوق رأسك واستنشق البخار الصاعد من وعاء الماء المغلي. ويفضل وضع نقاط من الزيوت الطبية مثل الأوكالبتوس لتهدئة الاحتقان. أو يمكنك أخذ حمام ساخن أو الجلوس في غرفة بخار وهو الأمر الجيد للأطفال خاصة. تناول مشروباً ساخناً ينصح د. رون إكليس مدير مركز بحوث نزلات البرد بجامعة كارديف ببريطانيا الأشخاص الذين يصابون بالبرد بتناول مشروبات ساخنة لتأثيرها الرائع على تطهير مجرى التنفس بالأنف. ووجدت دراسة حديثة أن مشروبات الفاكهة الساخنة لها تأثير رائع على أعراض البرد والإنفلونزا. ويقول د. إكليس إن المشروبات الساخنة أثبتت نجاحها في إحداث تقدم فوري في مواجهة أعراض البرد، مثل جريان الأنف والسعال والعطس والتهاب الحلق والسخونة والإرهاق. ويري المختصون أن المشروبات ذات المذاق المر تكون أكثر فائدة. كما يقترح الكثير من الأطباء شرب ماء دافئ مع قليل من العسل الأبيض أو الزنجبيل المبشور (المعروف بمكافحته للالتهابات)، وكذلك الليمون الطازج. تناول قليلاً من حساء الدجاج أو الكاري جودة الحساء المنزلي لا يضاهيه شيء، خاصة إذا كان حساء الدجاج, فهي تساعد على تطهير ممرات الأنف ببخارها المعطر بالتوابل وتمد الجسم بالسوائل والراحة. كما يقال أن الدجاج له خصائص مقاومة الفيروسات، خاصة إذا ما ترك الجلد في أثناء الطهي. وفي عام 2000 وجد العلماء أن بعض محتويات حساء الدجاج لها تأثير مقاوم للالتهابات، ويعمل على تقليل أعراض المرض بشكل مؤقت. كما يري بعض العلماء أن الإصابة بنزلات البرد قد تعطي حافزاً لتناول القليل من الكاري الهندي. فالطعام الحار يساعد على جريان اللعاب وزيادة إفرازات قنوات التنفس التي تلطف من السعال والتهابات الحلق. خذ قسطاً من الراحة خذ عطلة من العمل ليوم أو يومين كما تنصح د. ديتا أودونجو مستشارة النوم بعيادة لندن. "بهذه العطلة تجنب الآخرين العدوى. كما أن نزلات البرد قد تكون هي طريقة الجسم للتعبير عن الرغبة في بعض الراحة. استسلم للراحة, فلن يستطيع جسمك إصلاح الخلل الذي تسببه فيروسات البرد في إيقاظك بل في أثناء نومك". ويتفق د. ديفيد مع ذلك الرأي موضحاً أن أي فيروس يتسبب في الالتهابات، فمجرد التمرينات أو الحركة البسيطة قد يصبح أمراً ضاراً خاصة للمرضي المتقدمين في السن. تناول الكثير من الماء عندما يقوم الجسم بمحاربة عدوى ما يصاب بالجفاف، وهنا تكمن الحاجة إلي تناول الكثير من السوائل شرط ألا تكون كحوليات أو مشروبات غازية، إذ إنها تحتوي على الكثير من السكر، الأمر الذي يعني بطء إمتصاص الجسم لها. كما أن المشروبات ذات النسب العالية من السكر تتسبب في زيادة سريعة في مستويات السكر بالدم، ثم يتبع ذلك إنخفاض مفاجئ في مستوي السكر، مما يجعل حالتك تسوء أكثر. وبمجرد شعورك بالظمأ تناول الكثير من المياه حتي تتجنب جفاف الجسم. قم باستكشاف ما بالمبرد تناول المواد المغذية التي تزيد من مناعة الجسم بما في ذلك تلك المواد التي تحتوي على فيتامين (أ)، مثل البيض واللبن والبرتقال وبعض الخضروات، مثل الجذر والمشمش. كذلك المواد التي تحتوي على فيتامين (د)، مثل المكسرات والحبوب والزيوت النباتية وبذور القمح. تخلص من ضغوط الحياة قد تجعلك ضغوط الحياة اليومية سريع الانفعال. ويقول الخبراء إن التجارب على المتطوعين توضح أنهم أكثر عرضة للعدوى إذا ما كانوا قد تعرضوا لمشكلة ما في السابق. ومن المعروف أن الضغوط الحياتية ترتبط بانخفاض المناعة ضد العدوي. احرص على الدفء لقد كانت جداتنا محقات في نصيحتهن لنا بارتداء الملابس الثقيلة للوقاية من البرد، فعندما تصبح الأنف باردة يصبح الجهاز المناعي للجسم أقل فاعلية، وكذلك إذا ما انخفضت درجة حرارة الجسم عن المعدلات الطبيعية.