منذ أيام تم الاعلان عن اسماء الفائزين بجائزة كتارا للرواية، وقبل ذلك أعلنت أسماء القائمة الطويلة والقصيرة ثم الفائز بجائزة البوكر بنسخته العربية، الملفت للنظر هو غياب الروائي السعودي من تلك القوائم، هل انحسر المد الروائي في المملكة، هل دور النشر السعودية والمؤسسات الثقافية بالمملكة وبالذات الأندية الأدبية غير قادرة على تقديم عمل روائي يستحق الحصول على جائزة، إذا قيل سبق أن تم ترشيح بعض الروائيين والروائيات لبعض تلك الجوائز، أقول إن إصدارات أولئك صدرت عن دور نشر غير سعودية، والروايات التي وصلت إلى مراتب جيدة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، هل انحسر الابداع؟. أعتقد أن الموضوع غير مهم للجميع، والقراء في المملكة لا يعترفون بالروائي السعودي، بل ان بعض الروائيين لا يعترفون بذلك أي أنهم لا يعترفون بأنفسهم، حيث إن الإجابة لهم عند أي حوار عن الرواية السعودية بأنهم ليسوا من المتابعين لما ينشر في الداخل أو لأي سعودي يكتب رواية، حتى النقاد وأغلبهم يكون صوته حاضراً في كثير من الملتقيات العربية، يتحدث عن كل شيء إلا عن الرواية السعودية، وإذا أجبروا على الحديث فثمة أسماء مكرسة عندهم لروايات ربما تم تجاوزها من تلك الأسماء، المهم أن هنالك أكثر من دراسة في النت، وأكثر من مقال، يبنون عليها دراساتهم عن تلك الروايات، لكن من المستحيل أن يطلعوا على الأعمال الروائية، قد يقول البعض إن أغلب ما ينشر دون المستوى، أو رديء، ربما تكون هنالك روايات رديئة، ولكن لا يصلح التعميم، وإذا كان هنالك روايات رديئة فربما صمت النقاد ومبالغات الشللية الذين يحيطون بالكاتب تجعله يواصل الكتابة ربما بما هو أردأ. دور النشر في المملكة تنقسم وفق وجهة نظري المعنية بنشر الإبداع إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول: دور نشر تقبل أي عمل يصل إليها بدون ملاحظات رقابية، تنشره دون أن تفكر بالمستوى والجودة، وتكتفي دور النشر تلك بمشاركاتها في معارض الكتب، دون خبرة في مجال النشر، والتسويق، ربما تصدر كتاباً أو كتابين جيدين ولكن تختفي تلك الكتب الجيدة بين ركام الرديئة، وتتوارى بسوء الإخراج، القسم الثاني: دور نشر تبالغ بصناعة الكتاب، فتجد على غلاف الكتاب أو الرواية، الطبعة العاشرة أو العشرون أو الخمسون، أمام دوائر استفهام كثيرة، أهمها هل حقاً هنالك الآلاف من القراء اطلعوا على الكتاب، إذا كان كذلك أين حضور تلك الكتب في الترشيحات للجوائز، ربما هنالك من يقول إن الجوائز ليست مقياساً لجودة العمل، ونحن نقول إن تعدد الطبعات أيضاً ليس مقياسا لجودة العمل، القسم الثالث دور نشر سعودية ارتبطت بدور نشر عربية واكتسبت من تجربتها في النشر واستفادت من خبرائها، وهذه إلى حد كبير تقدم أعمالا جيدة. بالنسبة للمؤسسات الثقافية، وبالذات الأندية الأدبية لا نذكر مطلقاً أن كتاباً أصدره ناد أدبي حقق جائزة عربية، وللأسف سياسة النشر لديها تعيسة لأن التعامل مع المبدع المبتدئ ومن أصدر عشرات الكتب واحد، دون تمييز، خمسة آلاف وخمسون نسخة، ونسخ لا توزع ولا تسوق ولا يكتب عنها، هنا أنا أكرر ما قلته في هذه الزاوية، أنه من الأفضل أن تبتعد الأندية الأدبية عن النشر ويحول ذلك لوزارة الثقافة والإعلام. أتمنى أن يشعر كل واحد في الوسط الأدبي بالمشكلة في غياب الصوت السعودي في الخارج، لا يهم أن يحصل على جوائز، ولكن الأهم هو أن يعترف الجميع بالمبدع في المملكة مثل اعتراف أغلبهم بغازي القصيبي وعبد الرحمن منيف.