تابعنا وقرأنا في الصفحات الثقافية والمواقع الأدبية على الشبكة العنكبوتية أصداء ترشيحات الأعمال الروائية لجائزة البوكر العربية لعام 2009م، بالطبع أهم ردود الفعل هي عدم ترشيح أي رواية سعودية، على الرغم من أن المشهد الثقافي السعودي شهد حركة نشر ملفتة للنظر في مجال الرواية، وتجاوز عدد الروايات الصادرة في السنتين الأخيرتين المائة رواية، أنا لن "ألطم" وأتباكى وأصف لجنة الاختيار بأقذع الصفات لأنها لم تتنازل وتطلع على بعض الإنتاج الروائي للكتاب والكاتبات السعوديات، ولن أقول بأن دور النشر العربية لم تثق مطلقاً بما أصدرته لروائيين سعوديين، لأن ما يكتبونه للاستهلاك المحلي، حيث إنهم ينشرون تلك الروايات لكي تباع في السعودية ومن قبل السعوديين خارج وطنهم، بمعنى أن الرواية التي يكتبها كاتب أو كاتبة من السعودية يقرؤها فقط السعوديون، وهذا أمر خطير جداً، حيث يعني أن القراء العرب لا يهمهم مطلقاً الإبداع السعودي، وإذا كانت هنالك متابعة فهي فقط لمعرفة ما هو ممنوع في السعودية ولماذا منع، مثل رواية بنات الرياض الذي قرأها الآخرون لكونها تطرح سيرة واقعية لبعض البنات السعوديات، أنا أتمنى أن نراجع قنوات النشر والتوصيل، وقبل ذلك إعطاء الكاتب والمبدع تحديداً قيمته الحقيقية، نحن لدينا إبداع، يجب أن تعترف بذلك، وهذا الإبداع متجاوز، يجب أن تعترف أيضاً بذلك، ليس هنالك من يكتب لنا، أو يعيد صياغة ما نكتبه، بل مشكلتنا أننا نرى أنفسنا أننا لا نزال في أول الطريق، وهذا خطأ فعطاء الرواد في المملكة دليل على وجود شعلة الإبداع منذ قرابة القرن، قد تكون الرواية شبه غائبة قبل عدة سنوات، ولكن كان هنالك الشعر والقصة القصيرة والمقالة والدراسة الأدبية، وأغلب ذلك يعد إبداعاً، والأمثلة كثيرة، المأزق الذي يعاني منه المشهد الثقافي في المملكة هو ذلك الكم الكبير من الإصدارات، وذلك الغياب للمتابعة والنقد، فيضيع العمل الإبداعي الجيد بين عشرات الأعمال الرديئة، التي كتبت لأجل الشهرة أو أي أمر آخر غير الإبداع،مهم جداً أن نسمع من يقول هذا عمل جيد وهذه الأسباب وهذا عمل رديء وهذه نقاط الضعف أو الرداءة، ومهم أيضاً حضور الأديب أو المبدع السعودي لكافة اللقاءات الثقافية العربية، ليس بصفته أحد أعضاء الوفد الرسمي المشارك، بل بصفته كاتباً ومبدعاً عربياً، ربما يقوى صوت الإبداع، ويصل هذا الصوت لكل اللجان المشرفة على الجوائز...ربما.. وكل جائزة والثقافة بخير.