- «عز الله انه هادم اللذات ومفرّق الجماعات». هذا هو الوصف الذي يصف به «أبوبر» جهاز التلفزيون. وعندما يكون في البيت، وتكون زوجته «كاترينا» مبلبطة بين أولادها أمام برامج المنوعات في القنوات الفضائية، يشغل نفسه بقراءة الصحف، وبمتابعة أم العيال وهي تنفث أعاصير الفصفص حول مكان جلوسها. - ما بقي إلا شوي وتبدأ مسلسلة الحور العين. غيّروا قناة الكويت. خلوا أبوكم يمتّع عينيه بالسوريات والأردنيات. قالتها «كاترينا» وهي تلمز «أبا بر» من تحت الحزام. استرجع «أبوبر» أحاديث اجتماعه الاسبوعي، في أول عطلة نهاية اسبوع من رمضان، مع الأصدقاء والزملاء في احدى خيام مقهى الرمال بالثمامة: - اسمع يا أبا البراري والقفار. هذا المسلسل شكله خطير. تابعه كل ليلة، طع شوري. المخرج نجدت أنزور ناوي يكشف أسرار الإرهابيين اللي فجّروا مجمع المحيا. يعني ببساطة، انت ما راح تشوف مسلسل من هالمسلسلات الهايفة التي تكرهها. هذا شغل متعوب عليه. أمام «كاترينا» والأولاد، كان منظر «أبي بر» بعد أكثر من 25 ليلة من المتابعة الليلية للمسلسل، اسوأ من السوء. والرابح الوحيد في خسارته تلك، هي هذه الكائنة المبلبطة أمامه، والتي تقذف شرارة تعليقاتها الواحدة تلو الأخرى: - هذا اللي يبغى يفضح الإرهابيين؟!! والله ما شفنا إلا عوائل سورية وأردنية تضرب من الطبخ الزين في كل مشهد، وإذا شبعوا يبدأون يتهاوشون. عمرك شفت أب يحط كل أنواع الأكل وابنه منتحر قبل ساعة! .. أخذ «أبوبر» يحدث نفسه، وهو يقضم أصابعه بدل أظافره، من التوتر: - شغل متعوب عليه، هاه؟!! ياما أسهل الضحك على قنواتنا.