أظهرت ردة الفعل الأولى لحادثة تفجير مسجد بلدة القديح في القطيف أن الفتنة الطائفية عصية على هذا الوطن، وأهله، حيث كانت مشاعر المواطنين شاهدة على وحدتهم، وتلاحمهم، وأكثر من ذلك وعيهم بحجم التحديات والتهديدات التي حاولت مراراً ولا تزال أن تؤثر في جبهتهم الداخلية، وزعزعة أمنهم واستقرارهم، وإثارة التعصب المذهبي بينهم، ومع ذلك فشلت كل تلك المحاولات، وخابت مساعي من يقف وراءها؛ لأن مشاعر المواطنين وهي تعبّر عن مواساتهم لأسر وأهالي القديح تركت حكماً وليس انطباعاً على أن هذا الوطن كبير بوحدته، وتماسكه، والتفاف مواطنيه حول قيادتهم، واستشعار مواطنيه أنهم أمام تحديات كبيرة في مواجهة الإرهاب فكراً وسلوكاً، ويثبتون في كل مرة أن الأمن خط أحمر مهما كان حجم التهديد من جماعات الظلام الإرهابية التي تستهدف المملكة، وتجند بعض شبابها الكترونياً للنيل من وطنهم بكل حماقة. تفجير القديح ترك في كل واحد منا وطناً يستحق أن نفديه، ونضحي من أجله، وشعباً لا يزال يراهن على أمنه واستقراره، ويثق برجال أمنه، وقدراتهم على كشف خيوط المؤامرة، وملاحقة المتورطين، وإظهار الحقيقة على الملأ، وعلينا أيضاً أن نثق في أن أهل القديح هم أول من يرفض إثارة الطائفية، وأول من يتصدى لها بوعيهم، وإخلاصهم لوطنهم.