في الخبر الذي تم تداوله والتعليق عليه خلال الأسابيع الماضية عن طي قيد أكاديميين بسبب السرقات العلمية في أكثر من صحيفة وفي أكثر من مكان إعلامي يكشف عن مفارقة عجيبة، إذ إن التأهيل الأكاديمي يعني بناء طاقة علمية عالمة تحمي ذاتها والمكان العلمي الذي تعمل فيه من الامتهان، والارتقاء بالوعي بحقوق الفكر، ثم مكافحة التسلق عبر الزيف، فإذا بنا أمام طاقة تستسخر قدرات الآخرين وفكرهم، وأحيانا تبذل ذاتها مطية لتسلق الآخرين، وإذا كان هذا الذي ذكره الدكتور الخريف مستشريا فإنه شر مستطير، يُفقد الثقة في الجامعات، فمن يتجرأ ويكتب لطالب ترقية أبحاث ترقيته، فلن يستنكف أن يكتب لطالب الماجستير والدكتوراه بحثه، أو يسهل له أمر ذلك فقد يختار له موضوعا مطروقا ويعرف أنه لائذ عن القسم الذي يعمل به، وتكون مهمته سهلة بعد ذلك، خاصة إذا عرفنا أن هؤلاء المتبرعين بطاقاتهم لطالبي الترقية في جامعتهم يكونوا أولي نفوذ لأن المتنفذين ممن لهم دين عليهم لا بد أن يفوا لمدينهم فيظل مقيما بالجامعة متجاوزا لمدد التعاقد، وحاصلا على حصانات لا تقبل الاعتراض على الموضوعات التي يختارها، وهنا تكون الكارثة ينشأ طلاب بغير قدراتهم الحقيقية، ويظلون مدينين ومرتعدين ممن حملهم الدين. هذا الدين الفاسد الذي ألمح له الدكتور الخريف ينبغي التصدي له وفتح الملفات التحقيقية في ذلك، وقد تكون وسائل الهداية إليها يسيرة، فمثلا عضو هيئة التدريس الذي يترقى فجأة ولا يكتب بعد الترقية بحثاً واحداً فإن هذه علامة، والقيادي الذي لا يعرف بالتأليف ويظهر فجأة مؤلفا فإن هذه علامة، والمتعاقد الذي يتجاوز المدد فإن هذه علامة، والمتعاقد الذي يبقى السنوات بدون جدول دراسي فإن هذه علامة، فضلا عن العلامات التي تتكشف من خلال المناقشات، وما أكثر العلامات! المهم أن نصدق، ونتجاوز المدانين، ونعمل على التصحيح، وإني لمتفائل بعد هذا التصريح من الخريف والقرارات الشجاعة من جامعة الملك سعود.